فى قريتنا الوادعه شمالا وكعادة اهل القرى والبوادى فان لكل متوفى بكائيين والمقصود هنا ليس كثيرى البكاء ولكن تعنى اهل الميت ويقال فى المثل الدارج ( لو ما بكوا اهل الميت الدمعه ما بتنزل او هكذا ) وتكون كمية الدموع والبكاء الحار بقدر ما للميت من اهل وعشيره واحباب وعزوه ومكانه وللاسف حتى فى الموت لا تنتفى الطبقيات والتباهى وكثرة المعزين . وهنالك من يتوفى وتنتهى الامور بانتهاء الدفن او كما يقرر اهل السنه وانصارها وليس تقليلا من القدر ولكن هذا هو طريقهم ومنهجهم وآخر يتوفى ويدفن بدون خبر وهؤلاء قلة اما للتهميش الذى يعيشونه احياء وامواتا او لقلة البواكى واصحاب الوجعه والاصحاب والاحباب اذا وجدوا . يقال ان احد الاثرياء من سكان الضفه الشرقيه كانت له ساعة ينام فيها بعد الظهر ولا يجرؤ احد على ازعاجه حتى يفيق عند العصر وصادف وفاة احد سكان الضفه الغربيه من (الطبقه الضعيفه ) وعادة ما يقوم المنادى بطريقة الجلوس بالقرب من النهر ويصدار اصواتا تفيد وفاة شخص وبالتالى يقوم اهل الشرق بتجهيز القبر والاستعداد للمشاركه فى العزاء , كانت الوفاة فى نفس الوقت المخصص لنوم الوجيه الثرى . تصدى بعض اقارب وعمال الوجيه النائم للمنادى ووجهوا له اللوم الشديد لانه تجرأ واعلن عن تلك المصيبه ,دون مراعاة لنوم الوجيه ووقت راحته الراتبه. سوادننا الحبيب ومع حجمه ومكانته وثرواته ورجاله لم يكن له بواكيى حتى من المسئولين والذين يتمتعون بخيرات البلد ونعيمها وينامون وقتما شاؤوا ويتصدى الهتيفه والنفعيين لمن يقلق منام المسئول حتى ولو مات اهل السودان جميعا , بهذا يحَرم على شعب السودان البكاء او التباكى الا بعد ان يأذن صاحب السلطة والصولجان وعندما يسمح الوقت بذلك . بالامس احتفل المؤتمر الوطنى بتنصيب الرئيس المشير البشير وجعلوا هذا اليوم التاريخى يوما لعيد الجلوس المبارك وكالعاده بمن حضر , احتفل بهذا اليوم على طريقة الجماعه والجود بالمعدوم وتوفير لبن الطير على حساب حليب الاطفال بعد ان جف ضرع الامهات لسوء التغذيه والمعامله , والجرى وراء لقمة العيش بجانب الاب والابناء والبنات . المهم تكون الحفله عجبتكم ايها الساده الحضور – سعيكم مشكور . احتفل البشير وجماعته وضيوفه والبلد فى حزن شديد وحروب ودماء تسفك يوميا واصبح معظم الشعب بكائيين واصحاب وجعه لفقد خيرة شباب الوطن ولكن للاسف كلهم ماتوا ورحلوا فى وقت راحة المسئولين والمتنفذين فكان رحيلهم بدون خبر , كانت اصوات المدافع والالعاب الناريه اقوى من عويل ونواح الامهات والزوجات والابناء . احتفل البشير والمئات من القتلى من ابناء القبائل المتعاركه بسبب تداخلات السياسه المفتعله من قبل البشير وجماعته , مازالت تنتظر العداله لكى يبرد حشى الامهات وتسكن جراح المكلومين . احتفل البشير بتدشين الهيئة العليا لمكافحة الفساد وتحت امرته المباشره لكى يتمكن من تطبيق القانون على من يشاء من المستوزرين والمسئولين الجدد من المؤلفة قلوبهم من خارج الحزب المحظوظ ويغض الطرف مجبرا عن اصحاب الحظوة من متنفذى الانقاذ . ولماذا هيئه عليا وهنالك قضاء يدعيى العداله والنزاهه والشفافيه مثل كل الاشياء فى وطن الجدود , وسوف تكون الهيئة العليا بابا للفساد والافساد وبابا للصرف الغير مقيد والمخصصات المتفلته وهذا اس البلاء والاسراف وسيكون بابا لارضاء من لم يرضى بنصيبه فى الاستوزار . احتفل البشير مكملا وعوده السابقه ابان الحمله الانتخابيه معلنا عن ميزانيه ضخمه ستخصص للتنميه ولم يسمع بها اهل السودان والدول المجاوره من قبل وتلقفتها وسائل الاعلام مقروءة ومسموعه ومرئيه , ان الرقم المعلن سادتى هو330مليار دولار قيمة 8000 طن من الذهب وهى 8000000كجم وتساوى 8مليار جرام وبهذا يكون سعر جرام الذهب السودانى المجمر 41دولار و25 سنت قابله للتفاوض . احتفل البشير ومازالت جحافل المعارضه الوطنيه مشتته ما بين اديس وبرلين وباريس بحثا عن ما يجمع شتاتهم ومازال الشعب ينتظر وسينتظر للعشم فى مليارات البشير ووعود التنميه . اهبطوا ارض السودان جميعا اعملوا على فضح ممارسات النظام ولجانه العليا والوسطى والدنيا. املأووا معتقلات وسجون النظام وسوف تجدوا من هذا الشعب المغلوب الدعم والسند لاذكاء نار الثوره المباركه وسوف تتحقق كل الامانى والامال التى سعيتم لها لربع قرن ويزيد فى اقل من شهر , وإلا فلتتركوا الامر للشارع صاحب الاراده ولن يحتاجوا لقياده باذن الله تعالى . الحوار مع النظام خيانة عظمى . من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن . اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان — آمين