قضت المحكمة العليا بمدينة بريتوريابجنوب افريقيا بالقبض على عمر البشير بعد ظهر أمس الاثنين . ونص القرار (امرنا نحن قضاة المحكمة العليا الأطراف اجهزة الدولة باتخاذ جميع الخطوات المعقولة لاعتقال الرئيس البشير … واحتجازه في انتظار طلب رسمي لتسليمه من المحكمة الجنائية الدولية). وغادر عمر البشير جنوب افريقيا ظهر الاثنين من قاعدة ووتركلوف العسكرية الجوية . وقالت المحكمة فى قرارها ان مغادرة عمر البشير تمثل انتهاكاً لامر المحكمة يوم الأحد الذى يمنع مغادرته الى حين المثول امامها ، وقال القاضى دونستان ملامبو الذى ترأس جلسة المحكمة العليا (من دواعى القلق بالنسبة لنا ، ان امراً قضائياً ، كان واضحاً ، بضمان وجود الرئيس البشير امام هذه المحكمة حتى الانتهاء من الاجراءات ، لم يمتثل له ، بطريقة أو أخرى) ، وأضاف (نعلن كمحكمة ان فشل الحكومة فى اعتقال البشير يتعارض مع دستور جنوب افريقيا .). وأصدرت المحكمة امراً بان تقدم الحكومة تفسيراً لمغادرة عمر البشير فى غضون سبعة ايام ، بما يشمل المكان الذى غادر منه والوقت المحدد لمغادرته . ووافقت المحكمة مقدمى المذكرة – مركز التقاضى – بان على جنوب افريقيا التزامات بموجب القانون الدولى والمحلى بالغاء القبض على عمر البشير . كما قضت المحكمة بان منح حكومة جنوب افريقيا الحصانة لعمر البشير ودعوته لحضور قمة الاتحاد الافريقى فى جوهانسبيرج مخالف للدستور . وقال محامو مركز التقاضى بجنوب افريقا انهم يريدون من المحكمة العثور على المسؤولين الحكوميين الذين سهلوا مغادرة عمر البشير وادانتهم على ازدراء أوامر القضاء . وقال الناطق الرسمي بالوكالة لمجلس الوزراء في جنوب أفريقيا في بيان (وكما تم تبيانه في المحكمة، فان الحكومة ستحقق في الملابسات التي غادر بها الرئيس البشير البلاد، وسنلتزم ايضا بقرار المحكمة المتعلق بتقديم شهادة خطية توضح هذه الملابسات). وفيما يتعلق بالحكم المتعلق بالغاء حصانة البشير، قال انهم سوف ينتظرون حيثيات الحكم الذي يتوقع أن ينشر خلال اسبوع. واحتشدت المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني بجنوب افريقيا ، إحتشدوا داخل وخارج المحكمة ، وعقب الجلسة أدانوا تصرف حكومة جنوب أفريقيا ودعوا لاستدعاء كافة المسئولين الحكوميين ومحاسبتهم علي الخرق الدستوري الذي قاموا به. ووصفت وسائل الاعلام المحلية الامر بالكارثة . وقال د. جون أكوباري الخبير في شؤون الإتحاد الافريقي بجامعة (كيب تاون) : ( للأسف ان جنوب افريقيا التي كانت تمثل تطلعات شعوب القارة وينظرون إليها كمثال للحرية والتقدم تفعل مثل هذه الشنائع ، لو ان جنوب افريقيا دعمت العدالة الدولية لما شاهدنا المزيد من الفظائع الإنسانية التي تشهدها القارة). وقال حزب التحالف الديمقراطي، وهو حزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا (لقد وصلت الحكومة إلى منحدر مشين ومثير للسخرية ، وأثبتت للعالم أنها لا تؤمن بالعدالة في الجرائم الدولية الخطيرة). وأعرب المدعي العام المساعد للمحكمة الجنائية الدولية عن (خيبة أمله) لعدم قيام السلطات في جنوب أفريقيا بتوقيف عمر البشير. وقال جيمس ستيورات مساعد المدعية العامة فاتو بنسودا (نحن نشعر بخيبة أمل لعدم توقيفه)، مضيفا (إن موقفنا كان على الدوام أن الواجب الملقى على جنوب أفريقيا واضح، وكان عليها توقيفه)وأكد (في نهاية المطاف، هذا الأمر يمكن أن يزيد قوتنا ولا يشكل نكسة كما يمكن أن يظن البعض)، وأشار إلى أن مكتب المدعية يمكن أن يطلب إحالة عدم تعاون حكومة جنوب أفريقيا إلى مجلس الأمن الدولي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تشعر بخيبة أمل من أن جنوب إفريقيا لم تتخذ إجراء لمنع عمر البشير من المغادرة .