(1) فى تاصيل مصطلح (طفيلية المركز) ، و'(طفيلية الرزيقات ) !! لاغراض هذا المقال ، فان كلمة ( طفيلية) هى مصطلح سياسي اقرب منه الى مصطلح اقتصادى ، مع اقتباس معانى وقرائن المصطلح الاقتصادى ، واقول ان الهدف السياسي من مصطلح ( طفيلية المركز ) هو تفادى ادانة جميع اهل المركز بما فعل السفهاء من اهل المركز، من الساسة ، وسماسرة السوق من غير المنتجين الحقيقين ، وتجار العيش ، وبنوك العيش ، و الفاسدين من الوزراء والمدراء الذين يمارسون ( التحلل) ، ومن الفاسدين الذين نهبوا اموال بترول السودان … الخ ، باختصار انهم الاقلية التى احتكرت السلطة ، وعملت الثروة عن طريق السلطة بالفساد والرشوة و المحسوبية ، منذ الاستقلال والى اليوم وهى مجموعة لا تتجاوز نسبتها 5٪ من اهل المركز ، و الهدف من هذا المصطلح سياسي ، هو عدم ادانة اهل المركز وهم سواد اهل الشمال ( 95٪) بما فعل السفهاء منهم . وبالمقابل اعنى (بطفيلية الرزيقات ) طبقة سماسرة وتجار الحرب من الانقاذيين من ابناء قبيلة الرزيقات الكبرى ، الابالة والبقارة ، الذين يبيعون دماء اهلهم من شعب الرزيقات ، الذين يتحلون باعظم القيم السودانية ، فروسية وشجاعة وكرم وجمال، خلق وخلقة ، وتشمل هذه الطبقة الساسة من ابناء القبيلة بدءا بحسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية ، والولاة والمعتمدية ، وقادة الجنجويد وقوات الدعم السريع ، وهذه الطبقة الطفيلية لا تتجاوز 5٪ من شعب الرزيقات . وما نود تاكيده هو ان طفيلية الرزيقات ، حين ترتكب الفظائع فى دارفور ، وخارج دارفور لا تمثل شعب الرزيقات ، وهى بفعلها الاجرامى الانقاذى انما تختطف قبيلة الرزيقات . (2) استجارة حكومة الانقاذ من رمضاء ( حركات الزرقة ) ، بنيران القبائل العربية / الرزيقات ، وخلق حالة ( القبيلة الاقوى من الدولة ) ، والتى لا تخضع لحكم القانون !! ثورات الهامش المطلبية ، التى تنادى بالفدرالية منذ عام 1955 ، و تطالب بالعدالة فى الوظائف ، والتنمية المتوازنة والمستدامة ، وخدمات التعليم والصحة والكهرباء والمياه ، هذه الثورات قام بها( الزرقة ) الذين تلمسوا من خلال التجربة ان الاستقلال كذبة كبرى ، وان طفيلية المركز قد حلت محل الاستعمار ، واصبحت تمارس سياسة فرق تسد ، الاستعمارية ، وتسخدم طفيلية القبائل العربية فى مواجهة حركات الزرقة المتمردة فى الجنوب ، وجنوب كردفان ، والنيل الازرق وفى دارفور . وبدلا من التصدى لمطالب المهمشين التى كانت بسيطة وقتها ، وتتمثل فى ( الفيدرالية ) والاعتراف بخصوصيتهم الثقافية فى اطار التنوع السودانى ، اتجهت الحكومات المتعاقبة للحل العسكرى ، كما اتجهت الى تمزيق النسيج الاجتماعى ، وذلك بتجنيد وتسليح القبائل العربية ضد قبائل الزرقة صاحبة المطالب العادلة فى الجنوب ، وابيي ، وجنوب كردفان ، والنيل الازرق ، ودارفور ، وتطورت حالة تسليح القبائل الى ان وصلت فى دارفور الى حالة ( قبيلة الرزيقات ) الاقوى من الدولة ، والتى ما عادت تخضع لحكم القانون . قبيلة الرزيقات فى مواجهة 12 قبيلة فى دارفور … ما مغزى ذلك ؟!! نسبة لان طفيلية المركز قد فقدت مشروعها ( الاسلاموى ) الذى تضلل به البسطاء و انقياء القلوب من المضللين باسم الدين ، خاصة عندما انتقلت حروب التحرير من استعمار المركز الى دارفور ، بلد السلطان والقرآن ، فلم يعد بالامكان ان تجد الحكومة مجاهدين (بالمجانى) ضد اهل دارفور ، فكان الحل ان تبحث عن مقاتلين ( بالايجار) ، فوجدت الحكومة ضالتها فى ( الجنجويد ) ، من تجار وسماسرة الحرب من امثال موسي هلال ، واولاد حميدتى ، وقيادات الجنجويد هم من قبيلة الرزيقات الكبرى / ابالة وبقارة ، و قاعدة الجنجويد هم من المرتزقة ، من الدعم ( الرخيص) عبر منطقة الساحل والصحراء من تشاد حتى مالى . و شاهدنا ، ان الحكومة قد قامت بتسليح كافة القبائل العربية فى دارفور ، وسخرتها العناصر الطفيلية منها لمحاربة الزرقة ، وبالتراكم عبر الزمن خلال فترة 13 سنة انقلب السحر على الساحر بسبب حالة الفوضى التى صنعتها الحكومة ، والتى تتمثل فى الاتى : أ- عودة البلاد بصورة عامة ، ودارفور بصورة خاصة الى مرحلة ما قبل الدولة : السمة الاساسية لمرحلة الدولة هى ارتباط ( المواطنين مع الدولة ) بعقد اجتماعى يخول الدولة وحدها ، ودون غيرها احتكار السلاح والقوة ، وخضوع الجميع لسيادة حكم القانون . حين تقوم الحكومة بتسليح القبائل ، وتبيح لها حق استخدام قوة السلاح ضد المواطنين ، والاستحواز على الغنائم لصالها ، فان الحكومة عمليا تفكك الدولة ، وتعيد الاوضاع فى البلاد لمرحلة ما قبل الدولة . طفيلية الرزيقات ، يتحدثون اليوم عن (دار رزيقات ) باعتبارها ارض خارج السيادة الوطنية للدولة ، ويعلنون عن نواياهم الصريحة بطرد المواطنين السودانيين من ابناء القبائل الدارفورية الاصيلة مثل المعاليا ، والهبانية ، التى استوطنت ، وحازت على الاراضى ( حيازة علنية هادئة ، ومستمرة) لمئات السنين ، ان فكرة ( دار رزيقات ) بالطريقة التى تتحدث عنها طفيلية الرزيقات تتعارض تماما مع مفهوم الدولة الحديثة ودولة المواطنة ، فملكية ( الحواكير ) بواسطة القبائل لا تعدو ان تكون ملكية رمزية تاريخية ، تشير الى مرحلة ما قبل الدولة. ب- ادركت الدولة انها عاجزة عن نزع سلاح الجنجويد والقبائل العربية عموما ، لذلك اتجهت لاستنزاف سلاح القبائل العربية عن طريق حروبات من اعداد وترتيب طفيلية الرزيقات ، اشهرها واكثرها بشاعة حروبها مع المعاليا ، واخرها الحرب مع الهبانية ، وقد وصلت هذه الحروبات 12 حربا مع 12 قبيلة فى دارفور زرقة وعربا ، الامر الذى يدل على ان هذه الحروبات التى تفتعلها طفيلية الرزيقات ( وقبيلة الرزيقات الكبرى بريئة منها )، هى من صنع الحكومة ، وبتمويل مباشر منها بغرض تدمير السلاح الذى بايدى القبائل ، والذى تدرك الحكومة انه قريبا جدا سيتوجه الى صدرها . ج- فشل الدولة فى تطبيق القانون على طفيلية الرزيقات ، وزوال هيبة الدولة فى دارفور : من مظاهر العودة الى مرحلة ماقبل الدولة فى دارفور ، ومن دلائل زوال هيبة الدولة فى دارفور ، رفض طفيلية الرزيقات الانقاذية الخضوع لسيادة حكم القانون ، ورفضهم التام ان تجرى العدالة مجراها ، وذلك بان تقوم وزارة العدل و النائب العام باجراء تحقيق عادل ونزيه حول التهم الموحهة لطفيلية الرزيقات بشان حمامات الدم التى ارتكبتها فى حق قبيلة المعاليا ( معركة ابو كارنكا / 11 مايو 2015 التى راح ضخيتها المئات من شباب المعاليا ) ، ان هذه الواقعة تكرس القنوط من العدالة ، ومن سلطة وهيبة الدولة ، وتدعو القبائل الاخرى الى البحث عن بدائل اخرى ( غير العدالة ، والقانون ، والدولة ) لحماية نفسها من جور طفيلية الرزيقات الانقاذية المتماهية تماما مع سلطة الانقاذ ، و ذلك عن طريق (العون الذاتى ) بعيدا عن القضاء والنيابة والشرطة والعدالة الغائبة فى دارفور. د – اتفاقية الدفاع المشترك ضد طفيلية الرزيقات ، المبرمة بين القبائل المهددة بالابادة والطرد من قبل طفيلية الرزيقات : رشح فى الانباء عن نشوء مثل هذا التحالف بين القبائل المهددة بالزوال من قبل الرزيقات ، والتى شهدت الفلتان التام لطفيلية الرزيقات من المساءلة القانونية بعد جريمة ( ابو كارنكا) ، والتحليل السياسي يقول ان الحكومة ستكون سعيدة بنشوء مثل هذا النحالف ، وربما تدعمه ، لان الدولة العاجزة عن لجم طفيلية الرزيقات ستكون سعيدة بان تتجمع القبائل لخلق حالة من توازن الرعب بين قبيلة الرزيقات ، وجاراتها من القبائل اللدودة لها ، عملا بسياسة الاحتواء المزدوج التى ظلت تمارسها امريكا بدعم كل من العراق وايران فى وقت واحد لاضعافهما فى وقت واحد فى عملية تدمير الذات بين المسلمين ، وشاهدنا ان دولة الانقاذ التى تعيش على سياسة فرق تسد ، وتعلم ان صديق اليوم هو عدو الغد ، وتدرك ان قبيلة الرزيقات برجالها الاشداء الكرام ، و بسلاحها هى اكبر مهدد لزوال دولة الانقاذ ، لان البداهة تقول بان طفيلية قبيلة الرزيقات التى وفرت الحماية لنظام الانقاذ من حقها ان تعتقد انها اولى بوراثة الانقاذ . ه – هل تتطلع طفيلية الرزيقات فى ( وراثة نظانم البشير) ؟!! لقد ذهب الفريق / موسي هلال للخرطوم بعد غياب طويل ، وشارك فى احتفال تنصيب البشير الباهت الذى غاب عنه ملك السعودية ، و امير قطر ، وحضر موسى هلال قسمة الوزارت ، ولم يعط شيئا ، وهو يتطلع على الاقل لمنصب (وزير الدفاع ) .اما العميد حميدتى الذى يقوم بحماية الدولة السودانية بقوات الدعم (الرخيص) ، و يزود عنها ، فى دارفور ، وجبال النوبة ، وفى الخرطوم كمان ، مخطيء من يظن ان حميدى دلقو خالى الوفاض من رغبة جامحة للاستيلاء على السلطة ، ووراثة النظام، ولم لا ؟! فهو / اى حميد مستيقن انه عمليا اهم من وزير الدفاع ، ومن الجيش الذى لا تعول عليه الحكومة فى الدفاع عنها، صحيح ان حميدتى كشان كل العساكر يعرف كيف يحارب ، ولكنه لا يعرف كيف يبنى و يعمر دولة ، ولكن هذا هو حكمنا نحن كطرف ثالث ، فالعسكر فى كل العالم الثالث يعتقدون انهم الوحيدون المؤهلون للحكم ، والتاريخ يقول ان الجبهة القومية الاسلامية فى عام 1989 لم تكن جاهزة ، ولا مؤهلة لحكم السودان ، ورغم ذلك عملت انقلابها المشؤوم ، وعاست فى الارض فاسادا الى ان اوصلت الدولة السودانية الى مرحلة الفشل ، اكثر من ذلك ، فقد ثبت ان الاخوان المسلمين فى مصر غير جاهزين ، وقد ثبت فشلهم للشعب المصرى خلال عام واحد ، وشاهدنا ان اولاد حميدتى الذين تستاجرهم الحكومة للموت نيابة عنها من حقهم ان يعتقدوا بانهم الاولى بوراثة نظام الانقاذ ، ولا تستغربوا اذا سمعتم بالبيان رقم واحد من حميدتو دلغو . ابوبكر القاضى كاردف / ويلز الاربعاء 8/ يوليو/ 2015