بروفيسورعطا البطحاني يكتب ل (إيلاف) اِعادة تعريف السياسة: ما بين جمعية اللواء الابيض ومجموعة شباب شارع الحوادث من المحرر: خصّ البروفيسر عطا البطحاني الأكاديمي المعروف, أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم, "إيلاف" بهذا المقال المهم, إسهاماً في إحياء الحوار والنقاش حول شروط إعادة تعريف السياسية ورسم أجندة المستقبل, تعقيباً على ما طرحه الزميل خالد التيجاني النور في مقاله الأسبوع الماضي حول الموضوع. وإذ تقدر "إيلاف" لبروفيسر البطحاني ابتدار هذا الحوار العميق, فإنها تأمل ان يتواصل إسهام أصحاب الرأي في مناقشة هذه القضية الملحة بما يضفي مضامين على الجدل السياسي الراهن في البلاد ويخرجه من ضيق الدوران في حلقة مفرغة إلى سعة فضاء البدائل المُلهمة والممكنة. وإلى نص مقال ب. البطحاني وحتى لا اترك القارىء فى الظلام – كما يقولون – أورد الفقرة التى وردت فيها الاشارة، أنقلها كما هى: " ….ونود القول وبلا خطابة جوفاء أو عواطف ساذجة، إن الشعب السوداني كالشعوب الاخرى فيه قوى التخلف والقهر وفيه قوى التقدم والحرية، كما إن المجتمع السودانى شأنه شأن المجتمعات الاخرى تواجهه عبر تاريخه تحديات: إما أن يصمد أمامها ويتغلب عليها ويواصل مسيرته لبناء مجتمع ودولة عصرية أو يعجز عن مواجهتها فيصبح ضحية لتيارات التغيير التاريخي التي تقودها قوى أكبر منهي فتبلقنها او تصوملها خدمة لاغراضها المسنودة بميزان القوة. إنها رسالة موجهة بدون لجلجة أو توهان لقوى التغيير – القوى الحية والحيوية، المتطلعة للمستقبل قوى تجسدها نماذج إنسانية ونضالية من خلال المرأة الجسورة العاملة التي تقهر ظلام الليل وإرهاب "النظام العام" بالعمل وردية في المساء فى المصنع لتسد نفقات أسرة تناقصت بفعل غياب أو موت عائل الأسرة والمرأة المكافحة العاملة في الاسواق تعول أسرة بأكملها وتعلم أبنائها وبناتها حتى الجامعة، والطالب الجامعي الذي يعمل ويواصل دراسته والمزارع الذي يكابد شمس النهار ووحل الحواشة يزرع وينظف متطلعاً لمستقبل أفضل ، والميكانيكي الذي يؤلف ويبتكر، والمزارع الذي يجد نفسه في سجون "قروض السلم" ومع ذلك يخرج ليواجه الحياة بصلابة ويستعيد مزرعته أو مصنعه أو تجارته، والشاب المغترب الذي يفني شبابه فى المهجر على أمل أن يدخر ما يمكنه من تاسيس مشروع إنتاجى يدر عليه دخلاً ويساهم به في تنمية مجتمعه. هذه نماذج تجسد المخزون الحيوي لشعب يعرف كيف يصارع القدر، قد يكبو ولكنه لا ينكسر. التاريخ الاجتماعي لهذه البلاد غني وفيه من الخبرات والحكمة المختزنة والذاكرة اللماحة ما يوفر أدوات ومهارات وقيادات التحول التاريخي لبناء الكتلة التاريخية، لحمتها تسوية تاريخية تجمع ولا تفرق، تعطي لكل مكون من مكونات البلاد مكانته، بحسبما تقدمه لترويض واقع استعصى على التغيير، وفك شفرة البنية الاجتماعية التي شوهتها الرأسمالية الطرفية والهامشية والتي تقتات على تهميش المهمشين من الرعاة والمزارعين وامتصاص ماء الحياة من وجوه الأطفال ووأد أحلام الطلاب الجامعيين العاطلين عن العمل والإنتاج. هذا الكتاب يطمح لتحفيز قوى التغيير، القوى الحية والحيوية في المجتمع السوداني في دعوة لاستنهاضها لاقتناص اللمحات التاريخية المشرقة في حياة الشعب السوداني في الاف السنين من الوجود المتجدد، لاخذ المبادرة مجدداً والنهوض بالمجتمع للامام." كتاب "أزمة الحكم فى السودان: أزمة هيمنة أم هيمنة أزمة" 2011- (ص 7-8) ويبدو ان من قال "يتحدث فيها عن ستات الشاى"!! يبدو انه لم يجد فى الفقرات اعلاه ما يستحق التعليق غير الاشارة الى "…المرأة الجسورة العاملة التي تقهر ظلام الليل وإرهاب "النظام العام" بالعمل وردية في المساء فى المصنع لتسد نفقات أسرة تناقصت بفعل غياب أو موت عائل الأسرة والمرأة المكافحة العاملة في الاسواق تعول أسرة بأكملها وتعلم أبنائها وبناتها حتى الجامعة". فى واقع الامر عمل المراة فى قطاع الاقتصاد غير الرسمى (بيع الطعام أو المشروبات – الشاى والقهوة) هى ظاهرة نتجت عن اخفاق السياسات التنموية (الاقتصادية والاجتماعية) مما دفع بعدد كبير من النساء للعمل، وليس فى ذلك ما يعيب وهى ظاهرة يمكن تجاوزها عند تجاوز الظروف التى اوجدتها. لكن بالنسبة لى أجد فى ظاهرة عمل المرأة ما هو أبعد من ولوج سوق العمل لسد ضائقة معيشية، عمل المرأة تعبير وانعكاس لحيوية المجتمع حيوية عبر عنها الشباب ايضا والتقيا فى رمزية عالية – رمزية اصحاب المصلحة فى التغيير – فى افتتاح غرفة العناية المكثفة للاطفال، وكما يقول رئيس التحرير وربما للهفتنا للجديد نرى فيه افتتاح لما هو اكبر من غرفة عناية، بل افتتاح لمرحلة نطلق فيها عنان التفكير فى المستقبل ونفك قيود القوى الحية فى المجتمع لتلعب دورها التى هى مهيأة له بحكم حيويتها البيولوجية والتاريخية والرؤيوية. رصد الصحفى حسين سعد قصة أم قسمة كيف وصلت أم قسمة الخرطوم بعد ان تم تحويل ابنتها مريضة الفشل الكلوي من ولاية جنوب كردفان الي مستشفي جعفر ابنعوف للاطفال، حيث ظلت أم قسمة تمارض طفلتها لمدة عام كامل بالخرطوم وواصلت علاجها حتى التحقت قسمة بجامعة الاحفاد – حريات (21 مايو 2015). "….ليس الخبر أن تفتتح السيدة (ام قسمة) غرفة العناية المكثفة للاطفال بشارع الحوادث بمستشفى محمد الامين حامد بامدرمان.. فقد ساهمت ام قسمة فى هذا الجهد الشبابى بالدعم المعنوى وإستضافت الشباب والمرضى فى ركنها الحالم ب (حلم مشروع) كما اسموه شباب المبادرة وكانت جزء منه منذ ان بدأ كفكرة فى أغسطس/2012م.. ولكن الخبر هو (الوفاء) الذى لازم شباب المبادرة بدءاً بالفكرة التى إستهدفت الاطفال كشريحة مستضعفة ومروراً بالجهد الذى بذل لجمع المال حتى وصل الى (2.6) مليار جنيه سودانى وإنتهاءً بتحقيق الهدف واكتمال إعداد الغرفة وإختيار السيدة ام قسمة لمراسيم الافتتاح. فيما يرى البعض – احسان عبدالغزيز " إنها لوحة متكاملة للوفاء تستحق التأمل (حريات 20 مايو 2015) ولكن كان لكتاب اخرين رأى اخر جاء فى صحف المجهر، الوان والاهرام اليوم، وكان أكثر التعليقات اثارة للنقاش ما نقل عن رئيس تحرير الاخيرة من ان فى ذلك اخلال بالمراتبية فى المجتمع. وقبل العودة للمراتبية تعليق مختصر حول اعادة تعريف السياسة الذى جاء فى صحيفة ايلاف الاربعاء 20 مايو 2015 بقلم رئيس التحرير تحت عنوان "مبادرات شبابية تعيد تعريف السياسة". بالفعل اعادة تعريف السياسة يصب فى ما هو مطلوب، وما هو مطلوب الان "الرؤية النافذة من اجل التغيير"، التغيير الذى ياخذ معه وبدرجات متفاوته الجميع. وقدر القوى التى تقود التحولات الكبيرة انها تحمل معها الاخرين وتشكل مصلحتها القاسم المشترك الاعظم للكل. تعريف يتجاوز تعريف السياسة "باِعادة صياغة المجتمع" الذى ادخلتنا فيه الانقاذ متوهمة امكانية تجاوز ما يسمى بالدورة الخبيثة للسياسة فى السودان: حكم عسكرى، انتفاضة، مدنى حزبى ضعيف، حكم عسكر ..الخ، فاذا بها تدخلنا فى دائرة اخطر: فشل تنموى وتآكل مؤسسات الدولة، نزاع حرب اهلية، سلام لا يصمد طويلا، تجدد النزاع وحرب أهلية …ألخ بحيث اصبح الرجوع للدائرة الخبيثة مطلباً عزيزاً. التعريف الجديد للسياسة لا بد أن يتجاوز هذه الدورة الخبيثة (بنسختها الاولى والثانية) وهذا لن يتحقق الا بالاعتراف بحق مكونات المجتمع (على تعددها وتنوعها) للعب دورها المشروع فى تشكيل حياتها وحياة المجتمع. ولعب هذا الدور هو فى جوهره ما تعنيه السياسية، و هنا وبدون الدخول فى سفسطة اكاديمية، السياسة هى كل ما يقع فى المجال العام (او الخاص كما يذهب البعض). السياسة ليست مجالا منفصلا عن الحياة العامة، بل السياسة هى مربط الفرس فى الحياة العامة، وهى تشكل وتتضمن مجمل نشاطات التعاون/التازر او التنافس/الصراع (فى داخل المجتمع الواحد او بين المجتمعات) المميز لسعى البشر لتنظيم واستخدام وتوزيع الموارد الطبيعية والبشرية بهدف تامين مسيرة حياتهم واعادة انتاج المجتمع وفق رؤية تنقله للامام مع حركة التاريخ . وهذا هو المجال المفتوح للشباب ولغير الشباب لطرح تعريف للسياسة، تعريف مفتوح على المستقبل وليس منكفئا على الماضى (دون الانسلاخ والتنكر للماضى)، تعريف يفكك أزمة الحاضر المستعصى على التغيير وفك شفرته ، تعريف يحفز على الفعل الخلاق لينقلنا من حال الى حال وليهيىء لنا موقعا بين الشعوب يليق بالشعب السودانى ويدخلنا حركة التاريخ المعاصر كمنتج وفاعل وليس كمستهلك ومتلقِ سلبى. التعريف الذى نسعى اليه (ويعززه الفهم السديد الذى جاء فى مقال ايلاف) يجب أن يعيد ملكية المفهوم لاصحابه افراد وفئات وجماعات المجتمع وتنتزعها من التعريف السائد فلا تزال صورة السياسى المسيطرة على المخيلة الشعبية والسائدة هى صورة الشخص الداهية، الشخصية الماكرة، "الثلعب" الذى يجيد المقالب وحتى اذا وقع فيها يجيد الخروج منها، والاخطر من ذلك ان العمل فى السياسة اصبح عمل لا نهاية له ، فالاشتغال بالسياسة مهنة دائمة لا تتوقف بنهايه فترة وظيفة الحكم، بل نجد اعدادا كبيرة من السياسيين لا تعود لوظيفتها السابقة قبل تبؤ المنصب الحكومى فكأن من يتذوق طعم السلطة وامتيازاتها يصعب فطامه منها. بالطبع هذا يعودد لطبيعة النظام السياسى القائم على ما يعرف بالزبائنية وتمويل شبكات المصالح وهذا موضوع ربما نعود له فى مقال آخر. التعريف المطلوب ينفى ويصادم المفهوم السائد حاليا للسياسة وهو مفهوم حوّل العلاقة التعاقدية بين الحاكم والمحكوم الى علاقة "رعوية" بدلا عن علاقة "مواطنية".احتكر فيها الحكم …..راعى ورعية بحيث اصبحت السياسة ساحة لاقتناص الغنائم والكسب الريعى دون محاسبة. تحالف الشباب والمرأة الذى جسدته رمزية غرفة العناية المكثفة للاطفال تعريف عملى للسياسة الذى نادى به المقال وتمليكه لاصحابه الحقيقيين، وقد لا يتسع المجال هنا للتفصيل فى الاضافة النوعية التى تحملها مساهمة كل من الشباب والمرأة لاعادة تعريف السياسة ، لكن باختصار تحمل مساهمة الشباب معها الحيوية والطاقة الدفاقة والاستعداد للتضحية و"الرؤية الجديدة" وتعمق مساهمة المرأة رفد السياسة بالمضامين الانسانية الكبيرى المطالبة بضرورة النظر للسياسة كمورد للتسامح والتوافق والتوازن المجتمعى. لكن اِعادة التعريف تحمل دائما معها ضرورة الانتقال من فضاء معرفى (برادايم) الى فضاء معرفى آخر. فمضمون اعادة تعريف السياسة لا بد ان يحررها من الفهم الاستغلالى والتسلطى القائم على فهم مقاييس القوة كمعادل للقوة العسكرية والنزعة الحربية والعنف والابادة لمفهوم يرى السياسة مجالا عاما رحبا للمشاركة والتضامن والايثار وتقديم النموذج الاخلاقى، مفهوما ايثارياً يناى بالمشتغلين بها (وهذا لمصلحتهم ايضاً) من التمسك الاعمى بتعظيم الفائدة العاجلة والمصلحة الذاتية الضيقة على حساب المصلحة العامة. لا شك أن اعادة السياسة بهذا المفهوم فيه ما يخيف اصحاب المصلحة فى الحفاظ على الوضع الراهن لانه يمس عصبا حيا للقوى المحافظة، والتراتبية والهرمية هى رموز المحافظة على الوضع القائم . وبحسب رأى " طارق محمد أحمد – الراكوبة – 21 مايو 2015 فان التعليق الذى تباكى على التراتبية يعكس "…..مخاوف الهندي عز الدين وأمثاله وأرباب نعمهم .الخوف من التغيير يفزع الهندي لأنه يتضارب مع مصالحه والتراتيبية المعكوسة التي يريدها خشي ان تنحرف عن مسارها وتزج به وحكومته بعيدا وبالرغم من أن المبادرة عمل إنساني ووطني لاتشوبها السياسة ولا الحزبية ولا القبلية". ولا يملك المسكون بمتابعة التاريخ الا ان يستحضر تعليق صحيفة الحضارة على احداث 1924. كتب محرر مجلة "الحضارة" فى عشرينيات القرن الماضى معلقا على أحداث 1924 والمظاهرات المضادة للاستعمار فى السودان جا فيه: "ولتعلم جمعية اللواء الابيض بانها تسىء بذلك الى كل القطر، فالذين تظاهروا يمثلون القطاعات الفقيرة والدنيا من المجموعات غير المنظمة فى المجتمع السودانى. فالزوبعة التى اثارها الدهماء ازعجت ذوى المكانة الرفيعة من الناس والتجار ورجال الاعمال وابناء الاسر الفاضلة". (ص 257 من كتاب فاطمة بابكر "الرأسمالية السودانية:أطليعة للتنمية" عزة للنشر – 2006) بالطبع لا نريد ان نحمل الحدث اكثر مما يحتمل وهذه ليست مقارنة بين جمعية اللواء الابيض ومجموعات شباب شارع الحوادث، ولكنها مقارنة بين ردة فعل الصحافة فى ذلك الوقت وردة فعلها اليوم، فرابط المقارنة موجود فى النظرة الدونية – الاستعلائية مع "هاجس الخوف من التغيير"، وبالرغم من وجود الصحف التى تخشى التغيير اليوم فالعزاء ان هناك صحفا وصحفيين ينادون بالتغيير، وليست كل الصحف اليوم "الحضارة" بالامس. أخيرا ربما يقول ناصح أو معترض ان المخاوف المضمرة فى ثنايا افعال الشباب (كنموذج حى لانشطة المجتمع المدنى الحقيقى) هذه قد تحرك غيرة الطبقات وشبكات المصالح والنفوذ التى ترى فيها خرقا لقواعد التراتبية وهرمية الامتيازات وقد توعز لمؤسسات الدولة المهجسة امنيا احتواء مثل هذه الاعمال او ابطال مفعولها، وهناك أمثلة للتدخل لاحتواء أو منع حتى الاعمال الخيرية. هذا صحيح وقد تنجح هذه المحاولات فى المدى القصير ولكنها لن تنجح فى المتوسط والبعيد الا اذا كان المجتمع خاملا ولا يملك القدرة على الحركة وكما نرى – فى اكثر من مجال – ما هو بذلك. وكمثال فقط ألا تمثل المناصير ولقاوة والان "غرفة العناية المكثفة للاطفال" حالة انتقال وتدرج من اللامبالاة الى المقاومة الصامتة الى الفعل الايجابى. لا أحب الهتافية ولكن المجتمع "عضمو قوى ولحمو مر" وسيأتى اليوم الذى نكتب فيه التاريخ الاجتماعى للمقاومة الشعبية و نوثق لدور القوى المجتمعية التى هبت لتقديم ما عجزت مؤسسات الدولة عن تقديمه. ولنتذكر ان المجتمعات الحية دائما هى اكبر من دولها ونظمها السياسية، ولن يتمكن النظام السياسى الشمولى او البوليسى من خنق المجتمع لفترة طويلة، وان تسربل بترسانة التقييد وتطلع للاستعانة بالجن فى جهادها ورواحها او ركن لاسلوب الاشباح مقاراً وافعالاً. صحيح النظام الشمولى قد يقهر ويدمر ويعرقل نمووتطورالمجتمع وحركته للامام، لكن المجتمع هو الاصل والدولة فى تكوينها انبثقت من المجتمع ولا يمكن من ان تهمين عليه كل الوقت. حركة الشباب كنموذج لانشطة المجتمع المدنى جاءت من عمق المجتمع وهى المؤشر لحيوية المجتمع وامكانية قدرته على الصمود والبقاء والساسة الكبار كمهاتير ومانديلا هم الذين استندوا على قوة المجتمع بعد أن ركلوا تعريف وممارسة السياسة المولدة للازمات وقدموا تعريفا ونموذجا باهراً عبروا به من حالة التخلف والاحتراب وقادوا بلادهم للامام. هل نحن نشهد تعريفا جديدا للسياسة ومولد ساسة جدد برؤية حيوية؟ أيا كان لتصبح بناية "غرفة العناية المكثفة للاطفال" "بناءاً شامخاً وواقفاً على رمزية" غرفة انعاش الامال بالتغيير الايجابى". والتحية لشباب شارع الحوادث وأم قسمة ولايلاف.