سيناريو السدنة الإعلامي هذه الأيام تحت شعار(تمسكنوا تمكنوا)حتي ينسي الناس الفساد والإستبداد،وجرائم بيوت الإشباح،وسرقة الأراضي علي طريقة(أنهبني وتحلل)،ولكن للشعب ذاكرة مثل ذاكرة (كمبيوتر صحيفة الميدان). تتحدث الوسائط الإعلامية ذات العلاقة بالسدنة والتنابلة عن الوالي(النضيف)المنحاز للغلابة والمدافع عن المال العام،والذي رفض أن يكون في ولايته موظفين بعقود خاصة،والذي(مقلب)التنابلة الذين نصبوا له خيمة احتفالية دفع هو ثمنها(سراً)بما يعادل 10 ألف جنيه،بينما زوّر التنابلة فاتورة أخري بمبلغ 40 ألف جنيه،ولكنهم فوجئوا عندما علموا من (محل المناسبات)أن الوالي دفع الفاتورة(الأصلية)،وبالتالي فإن مغزي الخبر ليس في عفة الوالي وإنما في شطارته وتكتيكاته التي حيّرت الفاسدين(ولو في الصين). ومن الأنباء المضروبة حكاية نائب الرئيس الذي يتجول في الأسواق وجهاز المغتربين،من أجل خدمة الغلابة والمساكين،وقصة وزير المالية الذي شوهد في شباك(التوثيقات)مع الجمهور العادي،وقصص أخري عن أصحاب مناصب دستورية رآهم الناس في مواقف المواصلات،وهم ينتظرون الحافلات . إنها السيناريو الجديد موديل 2015 والذي يريد أن يطوي الإنقاذ موديل 1989 ،فهؤلاء الذين تسبح بحمدهم بعض الصحف الصفراء،هم صنيعة إنقلاب عسكري،أوصل السودان لحافة الإنهيار،سياسياً واقتصادياً واجتماعياً،ومن ما رآه الناس بالأعين طوال فترة حكمهم الفساد،ونهب المال العام،والتمكين،واعتقال الناس وقتلهم،وفصل المعارضين بحجة الصالح العام،وفصل الجنوب،وسرقة البترول،وطرد المزارعين من أرضهم،وتطفيش أهل دارفور،وشن الحرب علي المدنيين في كل مكان،والضرب في المليان للمتظاهرين،ولو كانوا في كجبار أو بورتسودان أو الذين طلعوا في انتفاضة سبتمبر 2013 . وفي الاقتصاد حطم هؤلاء الإنقلابيون مشروع الجزيرة،والقطاع الصناعي والسكة حديد،وأغرقوا السودان في الديون الخارجية،وباعوا مؤسسات القطاع العام ووضعوا الأموال في جيبهم . ومن السلطة والنفوذ صار لكل(تنبل)أصول عقارية ومزارع لتربية الحيوان وأرصدة بنكية في كل مكان،وتركوا لغالبية الشعب الفقر والمسغبة،وضنك العيش،والتضييق علي الغلابة بالضرائب والكشات،إما طفشوا من السودان أو باتوا في عداد الأموات. ومن بعد هذا التاريخ الماثل البالغ(السواد)يراد للحرامية أن يلبسوا ثوب(النزاهة)،وأن تستمر الغفلة بديلاً(للإنتباهة)،وزيد بن عمرو محل عبيد بن طه. وتبعاً لهذا السيناريو تنهمر الإعلانات الحكومية علي المطبلين والمطبلات،والدفع بالدولارات،أو بالدراهم والريالات. ومع ذلك فالحرامي في راسو ريشة،ولا يمكن للثعلب أن يكون واعظاً،ولو دخل (خلوة)الغابة . وتوقيت هذا السيناريو مقصود،وهو يصادف الذكري الثانية لانتفاضة سبتمبر التي قتل فيها 250 شهيداً برصاص السدنة والتنابلة وجرح فيها المئات،وهي انتفاضة انطلقت من مدني،مدينة (الثورات)،التي ضربت مثلاً للعالم في الثبات،والتضحية ونكران الذات. أما هؤلاء الذين يمشون الآن(في الأسواق)،فهم الحرامية(شذاذ الآفاق)،ولو شربوا الشاي تحت شجرة أو أكلوا اللبن(بالرقاق). [email protected]