في كل عام يتكرر مسلسل (الخريف واللواري بتقيف) بنفس السيناريو والممثلين والمخرجين وبتاعين الديكور والبلاتوه (إيه يعني البلاتوه؟؟). في منتصف مايو تنهال تصريحات السدنة والتنابلة عن استعداداتهم للخريف بنسبة مية في المية،وتصورهم الكاميرات وهم وسط اللودرات والتراكترات وربما حملوا في أيديهم الزردية والمفكات . وفي نهاية مايو من كل عام تطلق مصلحة الارصاد تكهناتها عن أمطار الخريف،الذي سيفوت الكبار والقدرو . ويستلم ناس الدفاع المدني الكورة ويشوتوها للمواطن قائلين له توخي الحذر وابعد من شواطئ الأنهار . ووسط هذه المعمعة تخرج الأموال لشركات وهيئات وناس (بتاعين رشوات) تحت زعم حفر المجاري وتهيئة البنية التحتية وبناء الجسور الواقية وهلم جرا . ويأخذ هؤلاء الأموال،ولا يحفرون المجاري ولا يشيدون الكباري،بل يلهفونها ويغنون (خداري البي حالي ماهو داري). وينزل المطر ويجتاح القري والحضر ويموت ناس ، وتنهدم بيوت ثم تقول الحكومة أن المراحيم غلطانين لأنهم سكنوا في مجاري السيول . ويقول الحرامية سدنة النظام الفاسد أن المجاري مسدودة بفعل النفايات التي يرميها المواطنون فيها . ويقول ناس المطافئ أن سكان الجزر والشواطئ لم يسمعوا التحذير وأن اللوم يقع عليهم دون تأخير . وبينما تتوالي التبريرات،يتوالد الناموس فوق البرك والبحيرات،ويلسع الفقراء الذين لا يجدون ثمن دواء الملاريا . وتنتشر الطحالب فوق البحيرات الآسنة التي تفتح عليها مطاعم يأكل فيها الكادحون الأطعمة الرخيصة بنكهة المجاري . ويخرج الوالي من مكتبه الفاره،بحاشيته واسطوله في جولة تفقدية لدقائق معدودة ،هدفها تصويره وهو يخوض في الوحل عشان خاطر الغلابة . ثم ينتهي الخريف ،واللواري تقيف،وتتكفل شمس السودان الحارة بمهام الحكومة (الغائبة)،وينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن. وينتظر التنابلة خريفاً آخر لممارسة هوايتهم المحببة في (اللغف)،وسرقة المال العام،دون أن يراهم المراجع العام . وتضيع الأموال العامة التي دخلت لجيوب تماسيح كبار،ويعيش ناس في العراء بسبب التقصير الحكومي،ويتوسد آخرون مقابر أحمد شرفي لأن أمراض الخريف هرست عظامهم،والعلاج غالي،والإنقاذ لا تبالي . الغريبة أن المسلسل (العجيب) يعرض علي الشاشة سنوياً بينما وقت الخريف معلوم،والفاصل المداري(مشروم)،يعرفه القعونج والبعشوم ولا تدركه الإنقاذ وربيبها ابن جمجوم . قيل لسادن من هؤلاء أن السيول جرفت البيوت فقال ليه الناس ما تشتري مراكب . وهكذا يستهزئون بالناس الذين لو حملوا (كرورهم) ونصبوا خيامهم في المنشية أو كافوري،لهب السدنة علي جناح السرعة وبنوا لهم بيوتهم وجففوا مستنقعاتهم،وجلبوا لهم البطاطين والعنب من فلسطين . وسينتظر الناس مايو القادم،شهر التصريحات،ويونيو شهر التحذيرات ويوليو الذي يكسح البيوت ويغسل العمارات،بينما زوبة اللهلوبة تنقل (الشمارات) [email protected]