ممّا يحكى عن حكومة نظام الإنقاذ و حزبها ( الوطنى ) ” جداً ” ، أنّها كانت منذ أيّام ( جاهليتها الأولى ) و ظلّت حتّى يومنا هذا ، تعاير المعارضة السودانية ، و تكثر من وصفها بعبارة ( معارضة الفنادق ) و أنّها ( تعيش ) و تقيم فى المنافى ( القريبة و البعيدة ) خارج حدود الوطن . و أنّها معارضة تفتقد التأييد السند الشعبى و الدعم الجماهيرى . و تعانى من العزلة ، و تخشى ( المنازلة ) و ” الدواس ” فى أرض الوطن . و فوق كلّ هذا وذاك ، ظلّ جهاز ( خوف ) الدولة و الحزب الحاكم ،يدّعى أنه يعرف كل شاردة و واردة ، عن حركات و سكنات المعارضة . و أنّه ” عليم بما فى الصدور ” !. و من عجائب الأقدار، أن يقرّر نفس الحزب ( طويل اللسان ) إقامة مؤتمر لفرعه بالمملكة المتحدة . و يقرر أن يقام المؤتمر فى سريّة كاملة . و أن يعقد المؤتمر فى ( فندق ) شهير بمدينة ” الضباب ” . و أن يصرف و ” ينفق ” على المؤتمر – كالعادة – من أموال الشعب السودانى و دافعى الضرائب . و - حتماً – فإنّ مال ” الحزب ” هو مال الدولة بالتجربة و الممارسة ، التى أكّدت إختلاط ” حابل الحزب ، بنابل الدولة ” فى كل شيىء. و كان أن عجز جهاز أمن الحزب و الدولة البوليسية ، فى تأمين المؤتمر .فذاع و عمّ خبره ” القرى و الحضر ” . و ليت تلك ” الأجهزة ” ، تتعلّم أن لندن ، مثلما الخرطوم ” مدينة لا تعرف الأسرار ” !. و لأن الشعب السودانى – بدءاً و إنتهاء – ” يريد إسقاط النظام ” . فلن و لا يهمّه من بعيد أو قريب إجترار أخبار و أسرار مؤتمرات حزب العصبة المنقذة . و لن نضيع وقت القارىء، فى الكتابة عن أجندة المؤتمر ” المغلق ” أو توصياته المبهمة. و لن نتوقف كثيراً أو قليلاً فى وصف (الماجرى) فى ردهات ذاك الفندق الفخم ، من مداولات و” مطاولات ” و “مقاولات ” . و لن نعرّج على ” فواتير ” و قوائم ” ما لذّ و طاب ” من الطعام و الشراب و ” التحلية ” . و سنمضى إلى الجزء الهام ، و هو الذى فرضت المعارضة أن تكون فيه ” المنازلة ” و ” الدواس ” فى ” العلن ” و على رؤوس الأشهاد . فكان التصدّى فى ندوة السبت ( 27 مارس 2011) التى إضطر – أخيراً – ( الجماعة ) إلى فتحها للجمهور و إقامتها ” علنيّة ” بعد أن وجدوا – بل فوجئوا – أن بعض قيادات ( تحالف القوى السياسية بالمملكة المتحدة و إيرلندا ) ، ينتظرونهم فى ” قلب الشارع ” على مقهى متواضع . و يريدون إسماع صوتهم لمبعوث ” أجهزة ” الحزب و الدولة . تحدّث فى الندوة كبير القوم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ، عن (الوضع الراهن ) فى الوطن و ” الدول المجاورة ” . فأعاد للأسماع ذات ” الأسطوانة المشروخة ” عن الرخاء و الإستقرار و الأمن و الأمان . و دلف للحديث عن تفسيرهم للزلزال الذى ضرب المنطقة و بخاصة فى تونس و مصر و اليمن و ليبيا.و ممّا قاله الرجل – دون أن يرمش له جفن – و هو الخطيب المفوّه ، و ” الطبيب المداوى ” أن تلك ” الثورات ” و ” الإنتفاضات ” ، ما كان لها أن تحدث ، لو لا إتساع رقعة المناخ ” غير الصحّى ” الذى أفرزته الأوضاع هناك ، و الأمراض المستعصية من ( فساد ) و ( قمع ) و إفقار للشعب و ( بطالة ) للشباب ….إلخ . و أضاف ( إضطهاد ) للحركات و الأحزاب ” الإسلامية ” ، بل نسب لهم الفضل فى إحداث التغيير فى فى تلك البلدان . و قال – فيما قال – أنّ السودان ” محصّن ” من هذه ( الإبتلاءات ) .و مبرّء من عيوب أؤلئك الحكّام ” الطواغيت ” .و أنه يتمتع بحكم و وضع مستقر و بحكومة ” شرعيّة ” و نظام ديمقراطى ” كامل الدسم ” . و كان أن إنبرى له المتحدّثون من قادة تحالف القوى السياسية و ألقموه ” حجارة من سجّيل ” . و نجح المتحدّثون فى مواجهة الأكاذيب و الدعاية و ” البروباقاندا ” الرخيصة ،بالحقائق المجرّدة و ” المناصحة ” الغالية ، عن حقيقة و مآلات الوضع السودان و المنطقة. و أسمعوه – بل – أكّدوا له بالصوت العالى ، أنّ الشعب السودانى ” يريد إسقاط النظام ” . و أن المساءلة و الحساب على الفساد و القمع و كافة إنتهاكات حقوق الإنسان ، هى الأجندة المقدّمة للشعب و المعارضة المؤمنة بحتمية التغيير، و تتحسّس ” نبض ” الجماهير . و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها.و أن الشعب يريد إسقاط النظام !.