اخي العزيز فايز الشيخ السليك التحية والتقدير لقلمك المستنير أولاً: استمحيك عذراً في الكتابة إليك في تلك الفضاءات وكان في الإمكان أن أكتب في مكان آخر. لكن ما حيلتي والفكرة قد غرست في تلك الفضاءات والفكرة كما لخصها عيسى بن مريم عليه السلام ب(قل كلمتك). إذ من الكلام كلمة تغرس في الأرض وفرعها في السماء، كلمة تنبت سبع سنابل زهراً وثمراً وسلام. وكلمة أخرى ك(تبن) القمح تذروها الرياح راحة للأنام. وصدق من قال يذهب الزبد جفاءً ويبقى ما ينفع النّاس. عزيزي: ما أثار شجوني ختم كلمتك بالأمس التي جاءت تحت عنوان (البديل والاحباط ومعضلات التغيير) والتي ختمت ب ( ويكون الغرض من كل ذلك هو: بث (الإحباط) والتأكيد على ليس في الإمكان أفضل مما كان ولو ذهبت هذه الحكومة لتحوّل النّاس إلى شحاذين ولدخل المتمردون الدمازين ولانفصل الجنوب ولوصل سعر الدولار عشرين جنيهاً. ولنسألهم اليوم وليتهم يجيبوننا بلسان صدق: السنا اليوم شحاذين ومن قبلنا الحكومة نفسها بيدها الممدودة بالقرعة إلى كل من هب ودب؟ - اليس أسوأ من دخول المتمردين دخول الأجنبي الغاصب بكل جنبات الوطن. - وألم ينفصل الجنوب الذي ظللتم لفصله عاكفين حتى قبل أن تستولوا على الحكم؟ - وألم تعجز سبحة اللالوب الألفية في إحصاء عدد الجنيهات الألفية أمام الدولار العملة الكاوبوية؟ - ماذا تبقى إذن حتى تخشون عليه؟ عزيزي السليك: أولاً: استميحك عذراً بالتقديم لعنوان كلمتي (الله والسودان وديمقراطية وبس) المتوازنة بشعار الثوار اليوم بسوريا الشهباء الحبيبة وهم يهتفون قائلين (الله وسوريا وحرية وبس). هذا الشعار الخالد الذي خرج من زبد هتاف الألوية الخضراء في ليبيا (الله ومعمر وليبيا وبس) بمعنى أن ذهب معمر ذهبت ليبيا كبرت كلمة أن تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. ثانياً: هكذا هي الشمولية أو الديكتاتورية التي تربط وجودها بوحدة الوطن نفسه والإنقاذ لا يمكن أن تكون استثناء في ذلك اللهم إلا إن يرحمها الله بالاعتراف بذنبها وإرجاع السلطة لأصحابها! وقد عملت طوال عقدين ونيف بنجاح وامتياز في: أ- شلل أحزاب المعارضة مستغلة ذلك استعداد تلك الأحزاب الطبيعي لمرض شلل الأطفال وحزب الطائفتين التقليديتين الكسيحتين خير مثال. ب- بأنهم هم لا غيرهم صمام أمان السودان إن ذهبوا ذهب أمان السودان! بمليشياتهم الخاصة التي لا يعلم عددها وعدتها إلا هم والله بمعنى ألا ثقة لهم في قوات الوطن النظامية الأخرى! ج- زرع الخوف والإحباط في نفوس كثير من الشباب بحيث أضحى الشاب في شك منهم مريب وشك وارتياب حتى من أفراد أسرته، إذ أضحى الشاب يفر من أمه وأبيه وفصيلته التي تأويه! لكن كلا لا وزر وإلى ربك يومئذ المستقر. فشعبي ولدت عبقريته هبة أكتوبر وانتفاضة أبريل بولادة طبيعية. إذاً فلا مهرب من تسونامي العالم العربي الذي يولد الثورات كأطفال الأنابيب فلا مهرب منه إلا إليه. والله غالب على أمره ولو كره المتجبرون. ملحوظة: هل يستطيع نظامنا أن يضرب لهم مثلاً يتسق وعبقريتنا وذلك بأن ينسحب بسلام عن دست الحكم تاركاً الأمر لحكومة قومية من التكنوقراط لإعادة ترتيب البيت المنكوش؟ صدقوني هذا لو حدث سيغفر لهم الله والتاريخ والناس أجمعين، والله على الشدائد هو المعين. عبد الله كرم الله،،،،