واصل وفد قيادة الحركة الشعبية في شمال السودان الذي يضم مالك عقار، رئيس الحركة ووالي النيل الأزرق المنتخب ، وياسر عرمان الأمين العام ، مباحثاته في واشنطن، وأبتدر لقاءاته صباح الأمس بلقاء مع جنداي فرايزر، مسؤولة الشؤون الأفريقية بالخارجية الأميركية في إدارة بوش السابقة ومديرة معهد كارنيجي للدراسات الدولية الحالية ، وتيم شورتلي رئيس فريق السودان السابق ومدير الدائرة الأفريقية لمعهد نيكولاس بيرقوريان. وقد إلتقي الوفد في إجتماع مغلق مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركية، المقرب من الحزب الجمهوري (سي إس آى إس/CSIS)، وأدار حوار حول مستقبل الديمقراطية والسلام والإستقرار في شمال السودان. وكيفية وصول شمال السودان إلى الإجابة على برنامج وطني يحقق إجماع لبناء دولة شمال السودان والإجابة على كيف يحكم شمال السودان قبل من يحكمه، وهي المعضلة التي جابهت شمال السودان منذ الإستقلال؛ وأدت إلى فصل جنوب السودان، وتهدد ما تبقي من شمال السودان. وبعدها إلتقي الوفد للمرة الثانية بمسؤولين في البيت الأبيض؛ وإلتقي هذه المرة بالسيدة غيل سميث، المساعدة الخاصة للرئيس الأميركي، باراك أوباما لشؤون الأمن القومي ومديرة قضايا التنمية والديمقراطية والإقتصاد العالمي، وتناول معها ضرورة الإهتمام بمستقبل شمال السودان، وبإيجاد علاقات إستراتيجية بين الجنوب والشمال. ومن ثم إلتقي الوفد بالكونغرس الأميركي بفريق عمل من لجان الكونغرس المختلفة وأعضاءه، ضم فريق العمل من لجنة الشؤون الأفريقية والسياسة الخارجية، ومن مكتب العديد من أعضاء الكونغرس من بينهم مكتب فرانك وولف- جمهوري من ولاية فرجينيا- والديمقراطي واسع النفوذ في كتلة النواب الأفارقة الأميركيين- من ولاية نيوجرسي- دونالد بين. وإلتقيا كذلك بأندور ناتسيوس، مبعوث الرئيس بوش السابق للسودان. كما عقدا إجتماعا مع مجموعة (إنقاذ دارفور) والمسؤول التنفيذي لها، سام بيل. إلى ذلك، إلتقي الوفد في رئاسة هيئة المعونة الأميركية بالعاصمة الأميركية واشنطن بشيرين كرومر، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للمساعدات الإنسانية المختصة بشؤون افريقيا، وفريق عملها المسؤول عن السودان. وأكد الوفد في لقاءاته على ضرورة إعتماد منظور شامل في النظرة لقضايا الشمال والجنوب، وإن الإهتمام بالشمال يصب في إستقرار الجنوب.وإن حل قضايا المنطقتين والمشورة الشعبية والوصول إلى سلام في دارفور يعتمد بشكل أساسي على نظرة شاملة لقضايا شمال السودان التي لا تحتاج إلى مسكنات بقدر ما تحتاج إلى ترتيبات دستورية جديدة..وإعادة هيكلة السلطة في المركز ومخاطبة قضايا الأقاليم والهامش. والإستفادة من تجربة الجنوب المريرة للحفاظ على وحدة شمال السودان وفق منظور جديد قائم على حوار شمالي-شمالي وإجماع وطني بين كافة مكونات شمال السودان. وسيغادر الوفد واشنطن إلى نيويورك للإلتقاء بسفيرة الولاياتالمتحدة الأميركية في مجلس الأمن، الدكتورة سوزان رايس، وسفراء الصين، روسيا وبريطانيا ومسؤولين في الأممالمتحدة عن قضايا السودان. كما سيلتقي بالدكتور فرانسيس دينق، مساعد الأمين العام لمنع الإبادة الجماعية؛ والسودانيين المتواجدين في مدينة نيويورك من أعضاء الحركة والقوى السياسية. وقال الأمين العام، ياسر عرمان: (إن الوفد في زيارته للولايات المتحدة الأميركية ركز على قضايا شمال السودان كقضايا قائمة بذاتها تحتاج الإهتمام من المجتمع الدولي.. وإن شمال السودان يظل منطقة فاعلة وحيوية إقليميا وإفريقيا وعربيا ودوليا، وإن شمال السودان ظل في الماضي والحاضر منطقة فاعلة في التفاعل الإنساني وإن مشروع السودان الجديد لا يزال فاعلا وصالحا في وحدة إفريقيا والسودان والعلاقات العربية الأفريقية، وإنه لابد من العبور من ضيق التحيزات الإثنية والدينية إلى توحيد السودان على أساس طوعي ووحدة بين دولتين مستقلتين ذات سيادة جنوبا وشمالا مثل ما هو الحال في الإتحاد الأوربي او كونفدرالية تجمع بين الدولتين وجيران السودان عربا وافارقة.. وهذا هو ما ينفع الناس). ومن المرجح أن يلتقي الوفد أعضاء الترويكا المتواجدين في العاصمة الأميركية واشنطن. وسيتوجه وفد الحركة يوم الخميس من الاسبوع الجاري إلى المملكة المتحدة. يذكر أن الوفد قد أثار في مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين قضايا الجنوب الجغرافي والسياسي الجديدين، وفي مقدمتها قضايا النساء والشباب ومهمشي الريف والمدن؛ وقضايا الحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ودارفور وشرق السودان والمشورة الشعبية.