غزوات لابتوبات جعفر خضر لابتوبات هذه ليست كقرية التومات ، ولا تقع على تخوم الفشقة لتدور معركة لاسترداد الأرض بواسطة جنود الأمن البواسل . ولابتوبات هذه ليست الوسيلة التي يتم بها ترحيل المخدرات إلى داخل السودان أو الأعضاء البشرية إلى خارج البلاد ، ومن ثم هاجمتها الأجهزة الأمنية لإيقاف العبث بالأرواح والفساد . لابتوبات جمع لابتوب وهو جهاز كمبيوتر شخصي نقّال . استولت عليها الأجهزة الأمنية من دارنا الكائن بحي ديم النور بمدينة القضارف إثر غزوات شنتها وهي مدججة بالسلاح ، وغنمت على إثرها ثلاث لابتوبات بالتمام والكمال في ثلاث غزوات مختلفة ، كما غنمت موبايلات وأموال وكتب وأشياء خاصة كثيرة بجانب الإساءات والضرب والتهديد ، وقد أظهر منسوبو الأمن في هذه الغزوات شجاعة فائقة ، ربما ذكرتهم بغزوات بدر وأحد وتبوك . إن الذي يسرق خبزا في السوق ليس لصا ، كي يطارده البعض ، وإنما هو جائع كان أجدر به أن يشهر سيفه لينتزع حقه انتزاعا من سارقي قوت الشعب . اللص هو الشبعان الذي يسرق ، وأسوأ منه الرباطي الذي ينهب أموال الناس بالقوة ، والأسوأ منهم جميعا الرباطي المقنن الذي ينهب الممتلكات بقوة سلاح السلطة وبحماية القانون ، يغزو بيتك ولا تجد في كل جهات الوطن قضاء ينصفك. في صدر الإسلام وقف يهودي بجانب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه على قدم المساواة أمام القاضي شريح ، في درع اختصما فيها ، وحكم القاضي المسلم لليهودي ضد أمير المؤمنين ؛ لكننا في عهد صحابة الإنقاذ قد فشلنا تماما في تقديم منسوبي الأمن للقضاء ، مما يكشف أن قانون الأمن يَعتبر أن منسوب الأمن أفضل من سيدنا علي رضي الله عنه! ليس هذا فحسب بل هم يرون أنفسهم أفقه من الرسول صلى الله عليه وسلم ، والعياذ بالله ، لذلك قال لي المقدم ياسر مدير أمن البلدية "أنّ للتعذيب تأصيل إسلامي"! . لم نستطع أن نقدمهم للقضاء بعد أن رفض وكيل النيابة جلال جماع السماح بفتح بلاغ في جهاز الأمن ، ولم يقدمنا جهاز الأمن للقضاء وإنما عكف على مدى سنوات يصادر الممتلكات ويمارس التعذيب والإساءات . الآن فقط نجحت في امتلاك لابتوب رابع لمواصلة عملي (أكل عيشي) كمعلم من منازلهم ، ولمواصلة النضال السلمي لإسقاط النظام ، ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن توقفني من السعي لإسقاطه . ها هو اللابتوب أمامي الآن ، وأثق تماما أن مدير أمن الولاية محمد الطيب أم بيقا ، الذي تلقيت من يده الباطشة ثلاث صفعات متتاليات ، لن تواتيه الشجاعة أبداً ليقود جنوده لتحرير الأرض ، وإنما عاجلا أو آجلا وفي غزوة خاطفة إلى منزلنا بديم النور سيرسل جنوده الأشداء المسلّحين . وسيجدني هنالك قويا وأعزلا بلا يدين ! جعفر خضر 19/10/2015.