عبد المجيد إمام عمر يوسف الدقير رحم الله مولانا عبد المجيد إمام .. سامقاً، كالنجم، كان في سماء الوطنية .. فارعاً كان في تطاوله علي الطغيان والقوى الظلامية .. كبيراً كان إيمانه والتزامه بالقضية. عاش حياته نقي السيرة، ثابت المبدأ، نظيف اليد وعفَ اللسان .. كان مثالاً للدأب النضالي وصلابة الموقف في سبيل الحرية والكرامة. ستظل ذاكرة الوطن تحفظ تلك العلامة البارزة في مسيرة شعبنا، حين أمسك مولانا عبد المجيد إمام بعجلة التاريخ وأدارها في لحظات مهيبة وحاسمة معلناً الإضراب السياسي في أكتوبر 64، لينجليَ الليل وتشرق شمس الحرية. وستحفظ له ذاكرة الوطن أنه ظلَّ، علي الدوام، منحازاً لقضية شعبه وملتزماً بها .. ما تلوَّنَ وما تلوَّثَ وما ساومَ وما سقطَ حين سقط الكثيرون في مستنقع الذل والخنوع والانكسار والخيانة. كان قدَرُه أن يظلَّ، حتى آخر العمر، يحملُ أثقال السنين ويحملُ هَمَّ القضية .. يتقدَّم ركب النضال ويتصدى لمهمة الصمود والمقاومة، لا سيفه انكسر ولا على عصاه اتكأ .. حتى وافته المنية شامخاً كطودٍ أشم. لقد انتمى مولانا عبد المجيد إمام، في كلِّ مواقفه، إلى ضمير شعبه .. وها هو ذا يفيض عن مساحة قبره ويزداد سطوعاً عبر حزب المؤتمر السوداني الذي كان أول رئيسٍ له. نعاهده بأن نواصل المسير على ذات الدرب الصعب الجميل، بما يؤكِّد جدارة الإنتماء إلى خيارٍ نظيف .. سنمشي على الجمر ونحمل، مع غيرنا من الشرفاء، أعباء السؤال .. سؤال الحرية والحياة الكريمة لشعبنا. نسال الله الكريم أن ينزل عليه سحائب الرحمة والغفران .. وينيله تمام الرضا وكمال الرضوان.