قال الرئيس السوداني عمر البشير من الدوحة إن المتمردين من دارفور، الموجودين في ليبيا يقاتلون إلى جانب كتائب العقيد القذافي ضد الثوار الليبيين، وشدد على أن استراتيجية حكومته في حل أزمة دارفور تقوم على القضاء على من سماهم فلول الحركات المسلحة، فيما اعتبرت حركة العدل والمساواة تصريحات البشير بأنها إعلان حرب، ووصفت تجديده لاتهامات دعم القذافي بأنها خطاب تحريضي وعنصري ضد أبناء جلدته. وجدد البشير في لقاء مع السودانيين المقيمين في الدوحة، أول من أمس، اتهامات سابقة أطلقها وزير خارجيته علي كرتي بأن الجماعات المسلحة في دارفور تقاتل إلى جانب كتائب القذافي في حربها ضد الثوار في ليبيا، وقال (إخواننا الموجودون في ليبيا من حركات دارفور كلهم سلحوهم وكلهم صاروا معهم وبعض منهم أسر وعملوا مشكلة للسودانيين). وقال البشير إن استراتيجيته في دارفور تقوم على القضاء على فلول الحركات المسلحة أولا ثم جمع السلاح. وأضاف ( لأنه دون جمع السلاح سيكون السلام هشا، وجمع السلاح سيكون العامل الأساسي في خلق الاستقرار في دارفور)، وبشأن المفاوضات الجارية في الدوحة بين حركات دارفور المسلحة ووفد الحكومة السودانية، قال (الهدف من المفاوضات هو الوصول إلى وثيقة معترف بها دوليا يدعى إليها في مؤتمر أهل دارفور ليجيزوها لتكون الوثيقة النهائية وبعد ذلك لن يكون هناك تفاوض) . من جهته، قال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم بلال إن تصريحات البشير في العاصمة القطرية الدوحة، حول دارفور تعتبر إعلان حرب وتعود بالدارفوريين لتصريحات سابقة له في عام 2004 عندما قال إنه لا يريد أسيرا أو جريحا. وأضاف ( تصريحات 2004 مثلت دليلا للمحكمة الجنائية الدولية التي تطالب الآن بالقبض عليه) . وتابع (تصريحات البشير في الدوحة كانت بمثابة خطاب لرئيس هيئة أركان جيش، وليس لرئيس جمهورية في تهديدات واضحة.. إنها تصريحات أمنية) . وقال إن البشير لا يدعم منبر الدوحة إطلاقا بل يسعى إلى مواصلة الحرب وإبادة من تبقى من شعب دارفور. وحول حديث البشير بأن متمردي دارفور يقاتلون إلى جانب النظام الليبي في مقاتلة الثوار، قال جبريل إن التصريحات تتقيح بعنصرية بغيضة ستجعل حياة السودانيين العالقين في ليبيا ويقدر عددهم بمليون شخص في خطر حقيقي. وأضاف (هذا ليس رئيس جمهورية لبلد ويحكم شعبا إنه شيء آخر بتحريضه على قتل أبناء جلدته في بلد آخر) ، وقال ( هذا خطاب عنصري من رئيس عنصري لا يهمه أبناء شعبه وهو متعطش للدماء) . وأضاف ( بدلا من أن ينقل السودانيين العالقين في الحدود التونسية أو المصرية إلى بلادهم فإنه يحرض على قتلهم) ، محملا الحكومة السودانية مسؤولية أي مخاطر يواجهها السودانيون في ليبيا، داعيا المحكمة الجنائية الدولية للتدقيق في تصريحات البشير، مناشدا المنظمات الدولية حماية كافة السودانيين في ليبيا، وقال إن البشير وضع أبناء السودان من مختلف جهاتهم وأعراقهم في مواجهة القتال الدائر في ليبيا باعتبار أن الشعب الليبي لا يعرف من هو الذي ينتمي إلى دارفور أو شمال السودان، وتابع ( نحن لسنا طرفا في ما يحدث في ليبيا وعلى البشير أن يتحمل كل كلمة قالها في تحريضه العنصري على أبناء بلده).