رابطة سنار الأدبية ما زلنا نتعلم من مدرسته الفريدة،ونعتبر من سيرته النقية العطرة،حيث كان مثالا" لاسمي معاني الطهر والنقاء،(المدرسة الشريفية)(1)مترجما" ذلك في أفعاله وسلوكه،فالمنتمين لتلك المدرسة تجدهم دوما" منتصرين في معركة صراع قوي الخير والشر الباطنية،وأقوي إنحيازا" لقناعتهم الفكرية،وأشد إلتزاما" لجانب قضايا المسحوقين،ولكل معاني الإنسانية،لا يتزحزون قيد إنملة عن مبادئهم في أحلك الظروف ولو بلغت غاية إشتداد قسوتها وفظاعتها،وأكثر ما يدلل علي ذلك صلابة وركوز مناضلنا وحبيبنا وصديقنا وزميلنا علي الماحي السخي وهو يرزح تحت نير قساوة العذاب والتعذيب الممنهج في تلك البيوت السئية السمعة كما نعتها الأستاذ حسن الجزولي في كتابه الوثائقي لمسيرة الراحل الخالد في الزاكرة النضالية. تمر علينا في هذه الأيام ذكري هذا الرجل الذي كانت تتذين به البساطة وشاحا"،ويحاكيه النخيل عزة" كرما"والنيل خيرا" وعطاءا" وفيرا"والأبنوس جسارة وصلابة،والدليب مهابة،والحراز صبرا"وبسالة،فنتخذ من زكراه وقفة مع الذات والموضوعية لنستلهم من سيرته العطرة و مشواره النضالي أسمي معاني التضحية والصمود ونكران الذات،ونستشف من تلك الروح الرفاقية التي كان يتمتع بها معاني ودروس بدأت أو كادت تنسرب من الجميع!أمثال هذه الظواهر النادرة جديرة بالتكريم وبالإحتفاء،وهذه دعوة بمثابة سبر أغوار مسيرة هذا الهمام،وكذلك كل المناضلين الشرفاء،ولكل معارفه وزملاؤه وأصدقاؤه ومحبيه بإطلاق المحبوس في صدورهم ليجد طريقه الي التوثيق ولتتعرف عليهم الأجيال القادمة، فهلا سرنا في درب (بيوت سئة السمعة)(2) وكملنا المشوار،فذلك أبسط ما نقدمه لهؤلاء الشرفاء،عطفا" علي ذلك كان لزاما" علينا تكريم هذا الصديق الوفي في أيام ذكراه في مثل هذه الأيام من شهر نوفمبر،بما سطره وخطه يراعي … واليكم هي … (1) مالك خبيَت ياود الناس … وأنت الدائما" راجي الناس … وحارس الناس … وشايل الناس … مالك خبيت والدنيا صباح … مالك ياغاندي السودان … يارائع … يا مدهش … يا إنسان … (2) حيرتَ الناس … واحد زيك غلبان … من ما قام … في الدرب الأصعب … لا نافق عمرو … لا كضب … لا قال متعب … من هم لي هم … لا يرتاح لا ينجم … غلباوي تمام … الجته جروح … الوش مطروح … لا نقنق لا طنطن … هيك غاندي القرن … متألم لكن (من حسُن لي أحسن)(3)…! (3) نقط عرقك غسل وش الوطن الواحد …! هزم الأحزان … الدم الدفق منك … الدم الأحمر … إتمدد فينا جزور … إتفجر فينا بصيرة … تسَب شوق الناس … بتق خيرا" أخضر … غصبا" عن كل العسكر … طال الغصن الأخضر … فتح وردو مرق … أبشر دمك أثمر … صرصر … زعتر … أبشر سكر … أبشر وردا" أحمر … (4) مفكك … فك طلاسم السكة … كسر الحزن اللكة … وسع حدق العين … قوانا كتير … علمنا كتير … ما فيش غير الله كبير … علمنا نسير … في الضلمة … في الطين … في هجير … علمنا حتمية التغيير … (5) أخوات فاطنة جن … بكرن … نايرات الوجن … مابكن … ولا قعدن إتكسرن … زغردن ليك وأنشدن … ورقصن فوقك شبلن … سيي للبيك إتنبرنَ … (6) الشارع غيم إتلملم … ما ضلم … نَور … قدامو علي … يقدل مرتاح … مصباح … والموكب ممتد … ما عندو نهاية … غلابة وناس طيبين … حافظين الدين … مع كل حكاية … دروس وقراية … تمتد … تمتد…. من قلب لي قلب … هيك الناس الطيبين … هيك أبناء الشعب … (7) خيرك … خلانا بخير … علمنا السير … الحيل مشدود … البال مدود … للميس … للغد … إتطمَن .. وإتاكد … ما تشحد أيد … ما تتعطل يد … ونحرر كل أجير … ونجيب لي كل صغير … بزازة حليب … من صدر حبيب … وأب مسرور … في بيت مستور … الشباك فاتح عالجيران … والباب فاتح للإخوان … يا عيني عالسودان … لما الأحزان تصغر … لما الإنسان يصبح إنسان … يا حلاة الدنيا زمان … عفوا" ياشاطر … يا حلاة باكر … .. .. .. (1) المدرسة الشريفية : نسبة لشاعر الشعب محجوب شريف وذلك للكثير من الصفات المشتركة بينهما منها الطهر والنقاء والزهد. (2) بيوت سيئة السمعة كتاب ألفه الأستاذ / حسن الجزولي حيث وثق لمسيرة الراحل وكشف أسرار المعتقلات وبيوت الأشباح. (3) عبارة عٌرف وأشتهر بها وهي جارية علي لسان الزميل علي الماحي السخي عند سؤاله عن الحال.