أبرز ماجاء في مؤتمرها الصحفي المركز الثقافية المغلقة : إستمرار أنشطتها ، وتكوين الجبهة الثقافية ، وإستقالة وزير الثقافة في الوقت الذي أعلنت فيه عن استمرار انشطتها حول تناول قضايا الراهن الثقافي والعمل علي تكوين الجبهة الثقافية والمطالبة بإقالة وزير الثقافة وإستكارها للقمع ومصادرة الحريات . بينما لم يزل النظام قامعا باطشا يعمل علي تكميم الأفواه وحملات الإعتقال و الإبادة والقتل وحرق القري و مع الإبقاء علي إغلاقها ، ممايعتبر قتلا مزدوجا لقتل حركة التنوير والوعي وترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان والإبداع والثقافة والفنون . ومن العصي وأد انوار المراكز الثقافية المغلقة فمابذرته سينمو ويقاوم من اجل انتزاع حقه المشروع . حيث نجحت المراكز الثقافية المغلقة ( مركز الدراسات السودانية – بيت الفنون – مركز علي الزين الثقافي ) في إقامة مؤتمرها الصحفي بدار حزب الأمة الاربعاء الماضي 16 ديسمبر رغم إلغاء جهاز الأمن لمؤتمرها السابق الذي كان قد تقرر إنعقاده يوم الأحد 13ديسمبر من الإسبوع المنصرم بطيبة برس . وقد شهد المؤتمر إستعراض حيثيات إغلاق المراكز والتفاصيل والملابسات التي تذرعت بها الجهات المختصة والإجراءات التي صاحبته والمحاولات التي دفعت بها المراكز في سبيل فتحها مجددا . كما تمت في مقدمة المؤتمر قراءة مذكرة المراكز الثقافية المغلقة علي مرور ثلاث سنوات من الإغلاق الجائر . و دعت المراكز الثقافية المغلقة في مؤتمرها الصحفي إلى تكوين "جبهة ثقافية " لانتزاع حقوقها الدستورية وأعلنت من خلاله عن إقامة سلسلة ندوات عن " الراهن الثقافي ." وأكدت مقاومة قرارات إغلاقها و تمسكها بحقها في " نشر الثقافة والمعرفة والفنون ." واستنكر أ/ طارق الأمين مدير مركز " بيت الفنون " المغلق منذ 12 فبراير 2012 تحكم جهاز الأمن في الحياة الثقافية والفنية ، وأشار إلى ان وزير الثقافة والإعلام أصدر قرارا بإعادة تسجيل مركزه إلا أن الأمن منع ذلك. كما رفض أ/ عبدالله ابو الريش المدير التنفيذي " لمركز الدراسات السودانية" – المغلق منذ ثلاثة أعوام – زعم السلطات بأن مناشط المركز تضر بالأمن القومي كماورد في حيثيات إغلاق المركز لمدة عام من تاريخ 2012م، و بالرغم من أن الفترة ومدتها عام، فقد حاول القيام بإجراءات إنعقاد جمعية عمومية وإخطار مسجل الهيئات بذلك، ولكن تمت عملية إعاقة كاملة بالرغم من إلتزام المركز بكافة إجراءات التسجيل القانونية؛ وقد شرع بعد ذلك في التحرك القانوني كشق وشق آخر بإنشاء هذه الجبهة مع بعض المراكز الأخرى. من جهته أوضح أ/ علي الزين مدير " مركز علي الزين الثقافي " أن سبب إغلاق المركز منذ ابريل 2014 هو تدشين كتاب ( الاحتراق الرابع ) حيث استدعاه جهاز الأمن بعد ذلك مباشرة واحتج على أن الكتاب يخدم خط المعارضة وقام بمنع المناشط والبرامج ذات التفاعل والحضور الجماهيري بالمركز . وكان الأستاذ طارق الامين مدير بيت الفنون قد طالب بإستقالة وزير الثقافة لعدم قدرته علي حماية حقوق المراكز الثقافية وعلي عدم تنفيذ قرارته بمزاولة المراكز لأنشطتها وفتحها من جديد . وفي لقاء صحفي تم نشره في الراكوبة بتاريخ 16 ديسمبر الجاري قال – من المعروف أن السلطات تسمح للأحزاب السياسية بإقامة أنشطتها داخل دورها دون قيد، ونأمل أن تحصل المراكز الثقافية على هذا الحق، وهو حق دستوري أصيل وأن – الثقافة لا تنفصل عن كل المجالات وليست لدينا أية دوافع سياسية، لكن هب أن لدينا تقاطعات في الشأن السياسي هنا وهناك، فما هي الجريمة في ذلك، حتى السياسيين الذين يعملون بشكل مباشر مسموح لهم بالنشاط وإقامة الندوات في الدور، وحتى المطالبة بإسقاط النظام . وكان ذلك في رده علي سؤال فيما إذا كانت السلطات قامت بإغلاق المراكز لإتهامها بممارستها لأنشطة سياسية ٭ وأردف قائلا أنا لست مسؤولاً عن تخوف الحكومة ولدينا برامج ثقافية وهي من طبيعة عملنا واهتمامنا ولدينا رؤى نود أن نساهم بها للنهوض بواقعنا الثقافي والاجتماعي البائس . وأشار إلى مشهد المدن السودانية الغارقة في الظلام، حيث لا أهازيج تبعث على الأمل ولا منتديات يقصدها الشباب حتى أن ضيوف البلاد لا يجدون أنشطة سوى الأكل والمطاعم، وهذا يستدعي استقالة وزير الثقافة، لأنه فشل في تحريك الساكن وحماية المنابر الثقافية بدلاً عن صمت المدينة. وبتاريخ 25 ديسمبر 2012 كان قد كتب المفكر د/ حيدر إبراهيم علي مدير مركز الدراسات معلقا ومطلقا مقولته المشهورة : تحسس وزير الثقافة السوداني مسدسه،مطبقا حكمة الوزير النازي ( غوبلز): عندما أسمع كلمة ثقافة اتحسس مسدسي .مع الفارق الكبير فقد كان ذلك النازي يخشي علي أمن دولة علي وشك أن تحكم العالم . واضاف د/ حيدر استلم ( مركز الدراسات السودانية) قراراً لا يمكن أن يكون مصدره يعني بالثقافة بما تعنيه من عقلانية وخلق وذوق . واضاف الدكتور حيدر ابراهيم (تمر بلادنا في مرحلة دقيقة وحرجة تحتاج لقدر كبير من المسؤولية بعيدا عن عبث الاطفال واحلام العصافير. يجب أن نحدد بدقة من الذي يهدد الأمن الوطني؟يهدده من فرط في الجنوب ويسعي الآن حثيثا لفصل دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق.يهدده الفاسدون الذين أكلوا حتي مال النبي(وزارة الأوقاف) .افتحوا ملف الفساد وقدموا إقرارات ذمة،ثم بعد ذلك يمكن لكم الحديث عن تهديد الأمن الوطني) . وبإنعقاد المؤتمر الصحفي لمجموعة المراكز الثقافية المغلقة تشير الخطوات إلى تكوين جبهة ثقافية للتصدى و إنتزاع الحقوق والدفاع عن حرية التعبير ومقاومة القمع هذا من جهة ومن جهة اخري لمواصلة دورها الثقافي والتنويري والفني . حيث توجهت المراكز الثقافية المغلقة في ختام المؤتمر الصحفي الي الشعب السوداني، وخاصة المثقفيين والإعلاميين والحقوقيين، والعاملين في حقول الثقافة والفنون وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، وغيرهم من النساء والطلاب والعمال والمهمشين على وقفتهم المشرفة ودعمهم المتواصل القاطع بعدالة القضية ، وإستمرار المقاومة و العمل حتى يتم إسترجاع كل الحقوق المسلوبة، من أجل أن تري المراكز النور من جديد، لتعود لممارسة نشاطها ودورها الثقافي والفني والتنويري في خدمة الإنسان السوداني والإنسان أينما وجد. وبذا تجد المراكز الثقافية المغلقة نفسها متحده بل تعمل علي تكوين جبهة ثقافية تتحد من خلالها القوي الثقافية والفاعلين و المهتمين بالثقافة ليتطابق ذلك فيما دعي اليه د/ حيدر ابراهيم علي من قبل لوحدة المثقفين قائلاً : ( لم يتعرض هذا النظام لمعارضة رادعة تمنعه من التمادي في سياساته القمعية لذلك فهو يستفرد بكل طرف ويتعامل معهم وكأنهم جزر مقطوعة من بعضها ، ولابد من توحيد كل المثقفين بعيداً عن أي نوع من الخلافات وذلك بتحديد هدف وحيد ومطلق هو إسقاط هذا النظام لأن أي زيادة في عمر هذا النظام تخصم من عُمر الوطن والشعب ) وزاد علي ذلك بوصفه : ( هذا النظام يتفوق على نظام (داعش ) ، حيث ان (داعش) تقطع الرؤوس مادياً وكذلك يفعل النظام في حروبه الأهلية ولكنه يتفوق على (داعش ) في قطع الرأس رمزياً لأنه يريد أن يحكم أمة بلا عقول وبلا ثقافة ، والأغرب انه يقوم بمزايدات يدعي فيها رعايته للثقافة وللكتب الثقافية بينما لا تتوقف أجهزته الأمنية عن مصادرة الكتب وإغلاق المكتبات ونشر الثقافة الظلامية ومحاربة أي ثقافة جادة وعقلانية ) ..