غرزة الحركة الاسلامية راشد عبدالقادر الصلاة تحت تأثير الافيون لماذا اتذكر الان الاغنية ((الرائعة)) التى قريبا وفى ظل الواقع الثقافى ستتحول الى ((سيمفونية )) دى الخاينه صاحبتنا بتاكل فى صحانتا وتشرب فى جبنتنا جاها القرش باعتنا حناااااااااانا … والخوه بقت ………..!!! مقولة كارل ماركس الاشهر ((الدين افيون الشعوب)) التى يمسك بها الاسلاميون بوصفها الادانة الكبرى للمذهب الماركسى والحزب الشيوعى ((فى اى مكان)) باعتبار ان هذه المقولة التى قالها كارل ماركس هى مقوله قالها ((اى شيوعى فى اى مكان))!!! ودون النظر الى السياق التاريخى والاجتماعى بمحمولاته الثقافية والدينية الذى قيلت فيه هذه العبارة… ودون ان يتم طرح الاسئلة من شاكلة عن اى دين كان يتحدث؟؟؟ وانما يتم اسقاط العبارة هكذا ((أقطع لصق)) على الدين الاسلامى .. والايحاء ان كارل ماركس كان يعنى بها الدين الاسلامى!! رغم ان الاسلام اصلا لم يكن هو المشكله فى اوروبا..بل كان الاشكال مع المسيحية ((المستعبدة للجماهير)) ومع ((الاله المسيحى)) الذى يحض على اخضاع الشعب من خلال الكنيسة ويعتبره ((أشياء)) تابعة للقيصر.ولكن وبالرغم من حدة العبارة الا اننى اظن انها تحمل بعضا من الحقيقة اذا تم اسقاطها على الدين ((كما يمارسه ويفهمه)) الكثير من اتباع الحركة الاسلامية السودانية ، حيث يتم تحويل هذا الدين من علاقة فى اتجاهين أفقية بين جميع الناس منضبطة بقيم كلية عمادها الحرية والمساواة والعدل والخيرية.. وعلاقة رأسية مع الله اصولها طيب العمل وصدق النيات..ولكن عند الحركة الاسلامية يتم تحويله الى دين ((خاص)) له معايير ومقاييس وفهم خاص.. يفرق بين الناس ((الساااااكت)) وبين ابناء الحركة الاسلامية اصحاب ((الامتياز)) فى هذا الدين. ويتجلى ذلك مثلا فى البحث عن ((الفردانية )) فى الحكم على افراد الحركة الاسلامية .. ان تاخذهم واحدا واحدا وتقول فلان سرق او فلان زنى او فلان ظلم .. وليس من الانصاف ان تقول اعضاء الحركة الاسلامية يسرقون او يزنون او ينهبون ويفسدون ولا ان تقول ((الحركة الاسلامية)) انتجت هذا الفساد … ولكن فى نفس اللحظة عليك ان تدين الاخرين ((ككل واحد)) لا فرق بينهم فيكفى لتصم ((كل اليسار)) مثلا ان تورد مقولة الشاب حينها كمال الجزولى ((ان نمسح حد السيف بحد اللحية)) .. بوصفها مقولة لكل اليسار او ان تجد يساريا مخمورا لتتكلم عن اليساريين المخمورين او اليساريات ((العاهرات)) هنا يصبح من الدين والانصاف ((التعميم)) لانه تجاه ((الاخر)). كما عليك حين النظر فى مجمل المنتج من ((افعال وسياسات الحركة الاسلامية)) أن تكون حسن الظن وتتحدث عن ((حسن النيات)) وسوء ((الحظ)) فى التنفيذ بعد اكثر من ستة وعشرين عاما من ادارة الدولة!! فعدم التوفيق ((قضاء وقدر من الله)) بينما عدم توفيق الاخر هو ((فشل ورعونه)). فسوء الاقتصاد ليست مسئولة عنه الحركة الاسلامية ((الحاكمة)) وانما مسئولة عنه امريكا من جهة والشعب السودانى من جهة اخرى!!!! رغم انها تعتبر سيئة ورغم ان الله يقول السيئة من نفسك (( ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك )) من فعلك انت وسياستك انت وتدبيرك انت ولكن الدين هنا يتم انتاجه وفق تصور خاص وتصور الخيرية المطلقة لابناء الحركة الاسلامية. ليس عليك ان تتكلم عن الاطار العام المنتج لكل الافعال .. فالكبت والديكتاتورية الذى تمارسه الحركة الاسلامية هو ((ضبط وترشيد)) للحريات وسيطرة على الناس يمنعهم من الضلال والانزلاق ((رغم ان النبي عليه الصلاة والسلام)) ليس عليهم بمسيطر. ليس عليك النظر الى ((الفساد الكلى)) الذى اعترى جميع المؤسسات وانما عليك ان تبحث عن فرد واحد وتتحدث عن خيريته وصلاحه وتنسى هذا الجمع البارز.. ليس عليك ان تتحدث عن ((الفقراء ابناء الفقراء)) الذين اكتنزوا من السحت والحرام فهؤلاء لا يعبرون عن الحركة الاسلامية رغم انهم كانوا ومازالوا قيادات فى الحركة الاسلامية ولم تسائلهم. ليس عليك ان تتحدث عن التدمير للواقع الاقتصادى ولا التفكيك الاجتماعى ولا انهيار منظومة القيم فى ظل حكم ((الحركة الاسلامية)) .. كأن هذه الاشياء نتجت من العدم. اما الاشكال الاخر الذى تنتهجه الحركة الاسلامية فهو محاولة الاغتيال الاخلاقى والسياسى بنفس الطريقة التى مارسها اليساريون على بعضهم البعض وان كانت هنا بدرجة اكبر.. فحين يتم غض النظر عن ((الفاعلين)) فى الواقع السياسى .. الوزراء ورجال الاعمال والمتنفذين .. ووصف كل سوءاتهم باعتبارها ((سقطات عابرة)) ، يتم الحفر خلف ((الناقدين لهذه الحركة)) منذ عبد الوهاب الافندى ((الثورة والاصلاح السياسى)) والتجانى عبد القادر ((مقالاته الكبار)) وصولا للمحبوب عبد السلام ((دائرة الضوء وخيوط الظلام)).. كأنهم يقولون ((سنفضح من يجاهر بنقد الحركة الاسلامية)) ولا بأس على من ((يسكت)).. واحيانا قد يجدون مثالب واحيانا لا يجدون فيضطرون للتلفيق … رغم ان اغلب الناقدين يأتون من مدخل الافكار والتى يجب نقاشها فكرويا دحضا واثباتا..الا ان العجز الفكرى يتحول الى الاستقصاد الشخصى فى محاولة لحماية ((الحركة الاسلامية)) عبر سلوك ((مافيوى)). فالحركة الاسلامية عند البعض هى ((عجل بنى اسرائيل)) والقيادات الكبيرة لها مسحة ((الهية)) لا يجب نقدهم او المساس بهم. واحيانا ليس الناقدين فقط وانما فى ظل صراعات القوى والمصالح ..يتم رفع الحماية ((مؤقتا)) عن ((وزير ما او مسئول ما)) لارسال رسائل لجهات اخرى .. وليس من باب ((الحق والخير والعدل))…. فحينها يتم ((تخصيص)) قانون خاص للتحلل او للتبرؤ او لعدم قبول الاستقالة او حتى اغتيال البعض والتصفية الجسدية لحماية ((الكبار)) وكله فى ((سبيل الله)). الحركة الاسلامية كانت ضد اليسار وللاسف مازالت ضد اليسار … فلم تتحول ابدا من ضد الاخر لتكون ((للناس)) والوطن. وعندما لم تجد اليسار تحولت الى ضد ((نفسها)) وبعضها. ولانها لا تعيش الا فى ظل الاستعداء ظلت تبحث عن ثغرات الاخرين وعندما لم تجد الاخرين نظرت الى بعضها البعض مرددة قول الشاعر الجاهلى : واحيانا على بكر اخينا …….. اذا لم نجد الا اخانا الحركة الاسلامية تستوووووووووى للصلاة داخل ((الغرزة)) وفى الاعين نشوة ((الافيون)).