انتهت جلسات المفاوضات الغير رسمية بين الحركة الشعبية شمال والحكومة في مدينة برلين الالمانية بعدم التوصل الي اى اتفاق حول القضايا موضع النقاش . والسبب هو تعند موقف الحكومة واصراره علي الحلول الجزئية وهى قضية المنطقتين جبال النوبة والنيل الازرق . الوفد المفاوض للحركة الشعبية يحمل في اجندته قضايا السودان عامة ويسعي الي ايجاد حلول لكل القضايا التي تمر بها الدولة السودانية واولها قضية ايصال المساعدات الانسانية في معسكرات النازحين في مناطق التماس المتاثرة بالحروبات في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة . ورفعت الحركة الشعبية نتيجة فشل هذه المفاوضات للالية الرفيعة للوساطة بقيادة ثامبيو امبيكى . في تقديرى هذا النظام لا يعترق بلغة الحوار ولا التفاوض التي تكون برعاية دولية او غيره ولقد ثبت ذلك جليا في كثير من الاتفاقيات التي ابرمت مع الحركات الحاملة للسلاح في دارفور مثل حركة جيش وتحرير السودان بقيادة مناوى حيث لم تلتزم الحكومة بتطبيق بنود الاتفاقية الشئ الذي جعل مناوى ان يسحب قواته من المركز ويعود الي الميدان بعد ان علم تماما ان هذا النظام لا يحترم الاتفاقيات والمواثيق الدولية. عاد فصيل مناوى الي احضان المعارضة المسلحة حيث تم بعدها تكوين جسم معارض مسلح يضم حركات مسلحة من دارفور حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد وحركة العدل والمساواة بقيادة الشهيد دكتور خليل ابراهيم والحركة الشعبية شمال وبعض من قيادات القوى السياسية وبعض الشخصيات القومية وغيرهم . في تقديرى هذا النظام يريد من هذا المفاوضات الغير رسمية او غيره ان يكسب مزيدا من الزمن لبقائه في السلطة في ظل الهجمات المستمرة من قوات الدعم السريع التابعة لهذا النظام في مناطق بجبل مرة في اقليم دارفور . الان لجنة الحوار الوطني تواصل في اجتماعاتها وتوصياتها بين النظام وبعض القوى السياسية التي تعمل من اجل تنفيذ اجندة هذا النظام دون ان تتعرض لجنة الحوار الي قضايا المدنيين والابرياء الذين يواجهون شبح الموت والتشريد من قراهم في المناطق المتاثرة بالحروبات في اقاليم الهامش الجغرافي . المعارضة السياسية بشقيها المدنى والعسكرى تعلم جيدا ان هذا النظام لا يعترف بلغة الحوار اذا ما الجدوى من الحوار مع نظام لا يعترف بالحوار . هذا النظام يسعي الى تفتيت اجسام المعارضة بشقيها عبر التسويات السياسية وغيرها . الان الشارع السوداني يعيش حالة من اليأس والتذمر من جراء غلاء المعيشة التي تتمثل في ارتفاع الاسعار في المواد التموينية والمحروقات وفي ظل الانخفاض المستمر للجنيه السوداني مقابل الدولار الامريكي . لا ارى جدوى من هذه المفاوضات مع نظام قاتل وفاسد .علي المعارضة ان تعي ان هذا الشعب معلم ويعرف متي يخرج ومني يثور . خلاص حان الان لهذا الشعب ان يسترد كرامته وحريته المسلوبة منذ 1989 . هذا الشعب المعلم لا يهتم كثيرا بامر المفاوضين من الساسة هذا الشعب سوف يخرج وسوف يحرج كل السياسيين وسوف يثأر لكافة شهدائه الذين قدموا انفسهم لنصرة هذا الشعب . اذا الشارع هو الحل والشوارع لا تخون لان اي نظام عسكرى شمولي لن ترهبه البنادق ولا المدافع فقط ترهبه الثورة الشعبية . معا من اجل التغيير معا من اجل وطن حر وخير ديمقراطي يسعنا جميعا بمختلف مكوناتنا .