مثل البطلان / عروة وعماد الصادق اسماعيل حمدون امام محكمة الانقاذ أمس 8 فبراير ، وسط تضامن شعبى واسع . وقررت المحكمة يوم 23 فبراير الجارى موعداً للجلسة القادمة. وكان اللافت الحضور التضامنى الواسع داخل وخارج المحكمة ، من المحامين والحقوقيين والنشطاء ، ومن حزب الأمة واصدقاء وأسرة عروة وعماد. وكان جهاز الأمن اعتقل عماد الصادق 14 ديسمبر 2015 وأساء معاملته ومنع عنه الزيارة ، وحين نشر شقيقه عروة عدداً من بيانات التضامن اختطفه جهاز الأمن بعد ان دهسه بالسيارة أمام منزله 6 يناير 2016 . وتقدم جهاز الأمن ببلاغات ضد عروة وعماد تحت عدة تهم من بينها المادة (50) تقويض النظام (الدستورى) ، المادة (51) اثارة الحرب ضد (الدولة) ، المادة (65) منظمات (ارهابية). وأحالت مايسمى بنيابة أمن الدولة الشقيقين الى محكمة مكافحة (الارهاب) . هذا وسبق وتعرض الناشطان عروة وعماد للاعتقال والتعذيب ، وعرفا بمواقفهما الثابتة فى مواجهة نظام المؤتمر الوطنى الاجرامى الدموى . وننشر أدناه ما كتبته الدكتورة مريم الصادق المهدى حول المحكمة بصفحتها على الفيسبوك : خرجنا قبل قليل من محكمة البطلين الشقيقين الحبيبين عماد وعروة.. سألني عبر رسائل بعض الاحباب عن أخبارها.. واليكم ما رأيت؛ وبعض ما احسست.. رأيت الاحباب والحبيبات من كل التيارات، من داخل الأجهزة على رأسهم الحبيبة سارة نقد الله ومن خارجها.. رأيت الناشطين والناشطات من كل التوجهات، رأيت المحامين المدافعين المنافحين عشرات مخضرميهم وحديثيهم.. رأيت الحبيبة تبيان وإخوتها واخواتها، ورأيت الحبيبة فاطمة المغوارة والدتهما التي أنجبت وحق لها الفخار، ثم.. رأيتهما يجلسان باطمئنان داخل قفص المحكمة، يبتسمان فينير محياهما الوضيء تلتف حوله عمة أنصارية بيضاء والعذبة تتدلى قرب القلب الحي الجسور، يرتديان على الله داكنة بنية اللون.. ما شاء الله تبارك الله، ما اجملهما.. ثم رأيت ذلك المسكين "شاهد" الاتهام الذي استجوبه قائد فريق الدفاع عن "المتهم الثاني" حبيبنا عروة؛ المخضرمالضليع الاستاذ ساطع الحاج… استعرض وعرض؛ بيانا بالعمل، بؤس الجهاز الذي ينتمي اليه ويمثله. تلعثم.. تردد.. غير اقواله.. نشف ريقه واحتبست انفاسه.. وكان أوضح العرض عندما طلب اليه ان يقرأ ما كتب الحبيب عروة على صفحته بالفيس بوك عن جهازهم ونظامهم -وليسا اسم على مسمى- فنطق الكلمات القويات الصادقات التي خطها حبيبنا عروة كعيي.. او كجاهل باللغة العربية.. او كصغير لم يتعلم بعد الكلام.. اما قمة العرض فتمثلت أمامنا عندما قام وكيل نيابة أمن الدولة مولاهم معتصم باستجواب "شاهده".. لن افصل ما احسست به سوى الحزن العميق على ما آل اليه حال دولتنا السودانية.. لم نسمع له صوتا وهو يستجوب شاهده.. ولكن تلعثم وتردد ردود شاهده ازدادا جلاءا ووضوحا.. ولا أزيد لاصف ما جرى امامي فذلك مما بخرج المرأة عن وقارها. أما القاضي فكان محترما في حركاته وسكناته وحديثه، وكذلك القوات الشرطية داخل القاعة. تقررت جلسة اخرى يوم 23 فبراير.. ونهض الجميع لتحية البطلين الراكزين.. وغادر الحضور قاعة المحكمة لينضموا الى حشود اكبر خارجها.. والجميع زادته تلك الملهاة قناعة انه ليس ثمة من حيثيات لقضية سوى اهدار المال العام بتقديم قضية لا تزيد عن مشاجرة، في أشد الاوصاف تعنتا، لمحكمة الاٍرهاب في بلد يكتظ بالارهاب حقا، كما يحيط به ويهدده الاٍرهاب من كل حدب وصوب. والله اكبر ولله الحمد ******