كشف مصدر طبي موثوق ل (حريات) عن وجود تسرب إشعاعي خطير بمستشفى الذرة في الخرطوم نتيجة لخلل في أجهزة العلاج الإشعاعي المستعمل في المستشفي. وقال ان التسريب يتم منذ فترة طويلة من الأجهزة المستخدمة في الجلسات الإشعاعية لعلاج السرطان في ظل تجاهل السلطات المعنية لمخاطرة الكبيرة. وكشف بان سبب التسريب يكمن في عدم صلاحية جزء من الأجهزة الإشعاعية المستخدمة في مستشفى الذرة ، وقدمها ، وعدم صيانتها . وأوضح ان مستشفي الذرة يستخدم نوعان من علاجات السرطان وهو العلاج الكيماوي (Chemotherapy) والعلاج الإشعاعي (Radiotherapy)، مبيناً بان مستشفي الذرة بالخرطوم به (4) أجهزة للعلاج الإشعاعي (2) منها منتهية الصلاحية (من إنتاج ما بعد الحرب العالمية الثانية). وأكد بان الأجهزة التي تعمل لما يقارب ال(70) عاما فقدت الصلاحية وتتسرب منها يومياً كمية كبيرة من الإشعاع النووي الضار بصحة المواطنين إضافة لكافة العاملين بالمستشفي. وأضاف ان الأجهزة تمر بفترات متفاوتة من التعطل الفني وتحتاج لفنيين من الخارج لصيانتها كما يحتاج ما لا يقل عن أربعة أسابيع لاستجلاب قطع الغيار من الخارج في حال تعطل أي من الجهازين. وأشار إلى ان الإصرار علي استخدام الأجهزة غير الصالحة يدل علي مؤشرات فساد في المستشفى المدعوم أصلا من قبل عدد من منظمات الصحة العالمية ولكن حكومة المؤتمر الوطني التي تسرق الدعم تدعي انها تدعمها. ووصف أوضاع مرضي السرطان في مستشفى الذرة بالخرطوم بشكل خاص بالمأساوية نتيجة تكدس آلاف المرضى في انتظار جلسات العلاج (الكيماوي أو الإشعاعي) شبه المجانية المدعومة من قبل منظمة الصحة العالمية WHO . وقال المصدر ان عدد غير قليل من المرضي أصبح مضطراً لشراء العلاجات الكيماوية بالسعر التجاري من خارج المستشفى لتسريع مواعيد الجلسات في ظل معاناة المرضي المتواصلة والارتفاع غير الطبيعي لأعداد المصابين بالسرطان في السودان. وحذر المصدر الطبي الموثوق في ختام حديثه ل(حريات) من حدوث كارثة طبية وإنسانية كبرى جراء تعرض آلاف المواطنين للتسريب لفترة طويلة دون وجود أي رقابة صحية أو فنية أو جنائية من قبل الجهات المعنية.