*في اللقاء الذي أجراه معي الإعلامي صالح السقاف لإذاعة SBS الأسترالية حول أثر غياب الدكتور الشيخ الترابي عن الساحة السودانية قلت أن الحركة الإسلامية السودانية السياسية تأثرت سلباً منذ حدوث المفاصلة والإنشقاقالت التي حدثت عقب ذلك. *هذه حقيقة لايختلف عليها أي مراقب محايد لمجريات الأحداث والمواقف في السودان‘ وقد كتبت مراراً وتكراراً عن أثر إنشقاقات الأحزاب السالب على الحراك السياسي العام. * لسنا في مجال البكاء على أطلال الماضي لأن الماضي نفسه لم يسلم من الأخطاء‘ لكننا نتطلع بعزيمة لاتفتر إلى الخروج من دومة الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية القائمة إلى غد أفضل للسودان وأهله. *نقول هذا بمناسبة الخبر الذي تصدر الصفحة الأولى من "السوداني" عدد أمس حول الملاسنات الحادة التي جرت بين شباب الوطني والشعبي في منبر سياسي نظمته امانة الشباب بحزب المؤتمر الوطني بقاعة الشهيد الزبير وبحضور القيادي بالشعبي العائد من ألمانيا الدكتور على الحاج. * ما قاله الناجي عبدالله – من شباب الشعبي – من أن حزب المؤتمر الوطني غير صادق ولا يرغب في الحوار يعبر عن رأي الاحزاب والكيانات المعارضة التي تحفظت على الحوار في ظل المناخ السياسي السائد. *الغريب أن يأتي هذا الحكم من داخل حزب المؤتمر الشعبي الذي أصبح من أعمدة حوار قاعة الصداقة‘ لكن الأخطر من ذلك ما قيل في ذات المنبر من أنه لاوحدة مع المؤتمر الوطني حتى تتاح الحريات‘ وهذا أمر يستحق الدراسة والتحليل والوضع في الإعتبار. *المدهش أن هذه الاراء جاءت متزامنة مع ما نشر في ذات الصفحة الأولى من تصريحات أدلى بها أمين أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني حامد ممتاز مفادها أن المؤتمر الوطني مستعد لإنتخابات تتفق عليها أحزاب الحوار. *هناك إفادة اخرى حول لقاء لجنة7+7 والأمانة للحوار مع رئيس الجمهورية لتسليم توصيات اللجان‘ وأن الجمعية العمومية للحوار هي صاحبة الحق الوحيد في إجازة التوصيات. *هكذا تؤكد هذه التصريحات المتداخلة مدى الربكة السياسية التي تدور في كواليس حوار قاعة الصداقة الذي نسمع عنه تصريحات جزئية متفرقة كما سمعنا عن إحتفال بالساحة الخضراء لإعلان مخرجات الحوار .. لم يتم بعد. *لذلك لم يكن غريباًمن الأمين السياسي لحزب"الإصلاح الان" – الذي يتزعمه الدكتور غازي صلاح الدين – د. أسامة توفيق سخريته مما يجري في قاعة الصداقة. *مرة أخرى نحن لانبكي على أطلال الماضي لكننا لن نمل التطلع نحو غد أفضل للسودان وأهله‘ وهذا يتطلب تغييراً جوهرياً في السياسات والمواقف والعمل بجدية وصدق لإصلاح حال السودان وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي‘ وهذا يستوجب دفع إستحقاقات الحوار الجاد وكفالة الحريات خاصة حرية التعبير والنشر وتهيئة المناخ الصحي للإنتقال إلى رحاب دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة. [email protected]