أوضح الأستاذ / عمر الدقير – رئيس حزب المؤتمر السودانى – ملابسات رفض قوى نداء السودان المدعوة لاجتماع اديس ابابا التشاورى التوقيع على خريطة الطريق التى طرحها ثابو مبيكى رئيس الآلية الافريقية الرفيعة . وتحدث الدقير ل(حريات) بعد عودته من أديس أبابا ، قائلاً (تقدمت الآلية في البداية بمقترح خارطة طريق كانت في مجملها متسقة مع قراري مجلس السلم والأمن الافريقي رقم 456 و 539 اللذين يدعوان لحل الازمة السودانية عبر حوار جاد يشمل كل قضايا الازمة وان تكون البداية باحتماع تحضيري يضم كل الفرقاء السودانيين دون استثناء .. وقد وافقت قوى المعارضة على مقترح الآلية مع اضافة بعض الملاحظات عليه. ولكن كانت المفاجأة ان عادت الآلية في اليوم التالي – بعد ان اجتمعت بالوفد الحكومي – بمقترح خارطة طريق جديدة تناقض قراري مجلس السلم والأمن الافريقي وتنحاز لرؤية الحكومة المعلنة بقصر الاجتماع التحضيري على المؤتمر الوطني وقوى المعارضة المسلحة وحزب الامة بهدف الحاق هذه القوى المعارضة بحوار الوثبة، دون التأسيس لمطلوبات حوار حقيقي جاد ومثمر، مع تجاهل المجموعات المعارضة الاخرى، مثل قوى الإجماع الوطني، الشيء الذي رفضته قوى المعارضة المشاركة في اللقاء التشاوري مع إبلاغ السيد امبيكي بان الرد التفصيلي سيأتيه مكتوبا، ولكنه لم ينتظر وسارع بالتوقيع على خارطة الطريق مع ممثلي الحكومة!!). وأضاف (نحن نعتقد ان قوى المعارضة التي شاركت في اللقاء التشاوري تعاملت بايجابية من اجل احداث اختراق ولكن الطرف الحكومي تمترس خلف رؤيته القاصرة التى تريد حوارا شكليا يعيد انتاج النظام بنسخة اخرى بينما تظل الازمة ترواح مكانها .. ومن المؤسف ان الآلية الافريقية برئاسة السيد امبيكي قد تخلت عن حيادها كوسيط واعلنت انحيازا سافرا للطرف الحكومي وخرقا واضحا للقرارين 456 و539 .. ونعتقد ان الآلية بسلوكها هذا زرعت شكوكا كبيرة حول اهليتها لدور الوسيط الذي يحظى بثقة كل الفرقاء). وقال الدقير (بعد فشله في إحداث اختراق في الاجتماع التشاوري بسبب انحيازه لرؤية الحكومة ومواجهة انحيازه بموقف موحد من اطراف المعارضة؛ حاول السيد امبيكي ان يكسب نقاطا لصالح وساطته وانقاذها من صفة الفشل بإلحاق تحالف قوى المستقبل بحوار الوثبة. لقد اعلن ان قوى المستقبل وافقت على تشكيل لجنة مشتركة مع 7 + 7 لبحث مخرجات حوار الوثبة ونعتقد ان هذه الخطوة ستكون خصما عليهم وتشكك في جدية معارضتهم وتقدح في صدقية الموقف الذي اعلنوه في مؤتمرهم الصحفي الاول والذي اكدوا فيه ضرورة ان تبدأ اية عملية حل سياسي باجتماع تحضيري يضم كل الاطراف ليؤسس لحوار جاد وذي مصداقية .. الشيء الغريب في هذا الموقف من جانب تحالف قوى المستقبل هو ان بعض اطرافه جربت حوار الوثبة في وقت سابق وخرجت منه بعد ان اكتشفت عبثيته وعدم جديته !! ). وأكد عمر الدقير (إن المواجهة مع نظام الإنقاذ هي جولة من جولات الصراع الأبدي بين الحرية والاستبداد .. إنه صراع ضارب الجذور في أعماق التاريخ الانساني، فهناك على الدوام ثمة مستبد يتربَّص بالحرية ليغتالها مقابل مقاوم يبذل روحه دفاعا عنها .. لكن الاحتكام للقرائن في مسيرة البشرية منذ فجر تاريخها يثبت أنَّ المستقبل حليف الحقيقة وأنَّ لواء النصر معقود لطلاب الحرية .. وماكان للبشرية أن تحقق ما حققت من منجزات حضارية لو أن الاستبداد انتصر على الحرية وأجبرها ان تغادر قواميس اللغات الإنسانية وانتزع الشوق إليها من الصدور. صحيح ان الوضع العام للمعارضة غير مريح .. فهي تعاني ضعفا بائنا جراء التشرذم والانشغال بشجون صغرى وخلافات حول مسائل هامشية ومطلوب منها ان تتجاوز حالة الضعف وترتفع بادائها إلى مستوى التحديات .. حال المعارضة الراهن جعل ميزان القوى يبدو مائلا لصالح نظام الانقاذ، لكن مهما كانت درجة الخلل في توازن القوى يبقى واجب كل الشرفاء ان يحسنوا الإصغاء لنداء الضمير والواجب الأخلاقي ويرفضوا الاستسلام والتصالح مع واقع الإنقاذ الغاشم الذي بلغ اقصى حدود الرداءة والتيه، وأن يثبتوا مؤشر البوصلة في اتجاه المقاومة والصمود متسلحين بيقين راسخ أن الاستبداد مهما بدا ظافرا وقاهرا يظل طارئا وعابرا، وان الأشواق الكامنة في صدور السودانيين للحرية والحياة الكريمة ستحسم المعركة في نهاية المطاف وتلحق الإنقاذ بأسلافها في مزبلة التاريخ).