بيان لتوضيح الحقائق التاريخية عن ما ورد في بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني أورد الحزب الشيوعي السوداني في تقرير دورة لجنته المركزية لشهر مارس 2016 حديثاً شابته كثير من الشوائب المجافية للحقيقة والمختلقة عن تكوين (تنسيقية قوى التغيير) إبان هبة سبتمبر 2013 و عن نشاط حركة التغيير الآن خلال تلك الفترة وبعدها، رغم عدم وضوح أسباب الزج بما جرى في هبة سبتمبر13 و الذي كان قبل سنوات و و لا ندري اسباب الهجوم على حركتنا في تقرير اللجنة المركزية في هذا التوقيت. الا اننا في حركة التغيير الآن نصدر بياننا هذا ويهمنا ان نثبت الحقائق للتاريخ حتى لا يحرف وشهوده أحياء على ظهر الأرض و دماء شهدائه ساخنة علي الارض . إندلعت هبة سبتمبر 2013 ، فور إعلان لرفع الدعم وزيادة الأسعار واجراءات التقشف الاقتصادية لتمتد بعد ذلك و تشمل كافة أنحاء البلاد. قبل ذلك الإنفجار كان ينشط تحالف (شباب الثورة السودانية) والذي كان يضم بالاضافة الي حركة (التغيير الآن) وغيرها من حركات التغيير، تحالف شباب قوى الإجماع الوطني، وشباب حزب الامة وشباب الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل و عدد من التنظيمات الشبابية المطلبية التي كانت فاعلة في الحشد السياسي والتنظيمي للحراك الجماهيري. رغم أن جماهير شعبنا قد جسدت اروع أمثلة البسالة والإقدام إبان انتفاضة سبتمبر 2013 مقدمة الشهيد تلو الشهيد، الإ انه كان واضحاً لكل المراقبين والفاعلين افتقار الحراك الجماهيري للغطاء السياسي خلال فترة بداية الهبة. على اثر ذلك بادر تحالف شباب الثورة السودانية بالاتصال بقوى الإجماع الوطني والمنظمات المدنية والمهنية بحثاً عن منصة توفر الغطاء السياسي للانتفاضة. وافق تحالف قوى الإجماع الوطني في إجتماع لرؤساء أحزابه ( ومن ضمن حضوره سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب) على الانخراط فوراً في التنسيقية، وإثر ذلك كان اول من أعلن قيام التنسيقية كجسم للتنسيق للثورة هو مندوب قوى الإجماع الاستاذ ساطع الحاج. وبعدما تصاعدت ذروة الهبة الجماهيرية بادر حزب المؤتمر الشعبي بخطوته التخريبية معلناً انسحابه من المشاركة في التنسيقية والحراك الجاري. وتلا ذلك في اجتماع لاحق لقوى الإجماع أن بادر عضوا هيئة رؤساء قوى الإجماع علي الريح السنهوري عن حزب البعث، وهالة عبدالحليم عن حركة حق بشن هجوم عنيف على التنسيقية ووجها لها إتهاماً على رؤوس الأشهاد بأنها تمثل واجهة للحزب الشيوعي على غرار جبهة الهيئات (لسرقة مكتسبات الثورة وحصد مقاعد في الحكومة الانتقالية.) تلا ذلك الموقف مباشرة تراجع الحزب الشيوعي ممثلاً في سكرتيره السياسي محمد مختار الخطيب عن مواقفه السابقة تجاه التنسيقية وموافقته عليها. ورغم كل هذه الإنهيارات للقوى السياسية الإ ان شباب وقواعد قوى الإجماع الوطني والتنظيمات القاعدية للأحزاب وعلى رأسها الحزب الشيوعي تجاوزت قرارات قياداتها وانحازت بجسارة لنبض الشارع وغضبته الجماهيرية، وواصلت تعمل جنباً إلى جنب في كافة أنشطة التنسيقية حتى انتهاء قمع السلطة الدموي لهبة سبتمبر برغم تنصل قياداتها وتراجعهم عنها. اننا في حركة (التغيير الآن) لا نخوض صراعاً على القيادة مع أحد أو ضد أحد كما حاول بيان الحزب الشيوعي الإشارة، و ندخل التحالفات باسس الندية و الشراكة و الالتزام ، وقد عقدنا مؤخراً مؤتمرنا السياسي وجرى من خلاله تبديل كامل مواقع العمل القيادي وتمت عملية التسليم والتسلم وفق مقتضيات وشرائع الديمقراطية التي نصارع من أجلها ونسقط في سبيلها. إن حركة (التغيير الآن) تتقبل بصدر رحب وعقل مفتوح أي نقد أو تقييم لمسارها ولا ترى طالما ارتضت العمل السلمي مسوغاً لترفض النقد وتراه من مطلوبات سلامة مسيرتها الوطنية ولكن الذي نرفضه وبحزم هو تزوير وقائع التاريخ وتشويهها. لقد خرجت حركة التغيير الآن لمواجهة النظام بصدور مكشوفة وهي لا تحتاج للتدثر خلف واجهات اخرى كمبادرة المجتمع المدني، و نحن ننظر و نشارك كعضو في المبادرة كمشروع لإستعادة الدور المفقود للمجتمع المدني ومنظماته المختلفة في تمثيل القيم المدنية للديموقراطية والمواطنة و في السياق السياسي و الاجتماعي لعودة الديمقراطية . ونؤكد ان وحدة القوى ذات المصلحة الحقيقية في إنجاز التغيير في السودان هو هدف استراتيجي لحركتنا. نؤكد ان معركتنا الرئيسية انما هي ضد سلطة مجرمي الموتمر الوطني لا نحيد عنها مهما كلفنا ذلك، ومهما حاول الآخرون جرنا لمواريث العمل السياسي البالية، ولن نخوض صراعاً لا يخدم قضايا شعبنا. و نؤكد ان من حق أي جهة أو قوة سياسية أن تسعى لدراسة حركتنا، وان تنظر اليها بعين النقد والتمحيص ونؤكد أننا ظللنا وسنظل ننظر بعين الجدية لكل نقد يقدم لحركتنا، ولا نغلق الأبواب، ، ونستفيد من كل ذلك في تقويم مسار الحركة، و اننا حركة مفتوحة ملك لشعب السودان طالما ظلت تناضل وتعمل في تحقيق مطالبه المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة. في نفس الوقت نرفض بحزم وسنتصدى لكل محاولات تغيير الحقائق والوقائع التاريخية لاحداث شاركنا فيها، لا نهرب من اخطائنا فيها ، طالما كنا شهوداً عليه وفاعلين بين دفتي كتابه. آخيرا نطالب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أن توضح إتهاماتها المبطنة او تقدم إعتذارا للحركة . وما نأمله هو ان يواصل الحزب الشيوعي مسيرة المقاومة للنظام ، وكلنا ثقة باننا سنلتقي في درب الوطن ما دمنا نعمل جميعا من اجل التغيير والانعتاق من قبضة هذه السلطة. حركة التغيير الان. التاريخ 29 مارس 2016.