فيما اطلق سراح ثمانية من خريجات جامعة الخرطوم المعتقلات بعد الساعة الثانية صباح اليوم الأحد، لا يزال جهاز الأمن يعتقل نحو عشرين بدون السماح لهم بالاتصال بذويهم أو محامٍ. وقالت المهندسة مها سراج الدين التي أطلق سراحها فجر اليوم ل(حريات) إنه تم إطلاق سراح ثماني خريجات ، فبالإضافة إليها أطلق سراح كل من رميساء أزهري، إلهام نصر، هند سليمان، أماني أبو بكر الرشيد، وشادن الفاضل وآمنة إبراهيم، ويسرا النور. وذكرت إن التاسعة وهي أمل عابدين عثمان أطلق سراحها في وقت باكر قبلهن. وعلمت (حريات) إنه تم إطلاق سراح كل من أمل عابدين والمهندس ناظم عبد الرحيم ظهر أمس، فيما تم القبض على الأستاذ محمد فاروق سليمان بعدها، كما لا يزال بقية المعتقلين والذين يقدر عددهم بنحو العشرين من خريجي جامعة الخرطوم قيد الحبس ولم تتح لأسرهم فرصة للتعرف على مكانهم أو التحدث إليهم والاطمئنان إلى أوضاعهم. ومن ضمن الخريجين الذين لا يزالوا معتقلين وتوفرت اسماؤهم : المهندس محمد فاروق، المهندس حسن محمود، المهندس مرتضى إبراهيم هباني، الأستاذ عمار حمد، المهندس إبراهيم أبو سمرة . فيما لا تزال أسماء أكثر من 15 معتقل آخر لم ترصد بعد. وروت مها ل(حريات) كيف أنهم كانوا في طور التجمع وبنيتهم التوجه لمكتب المدير بعد اكتمال عددهم، وكانوا (شايلين لافتات ترفض بيع الجامعة وأن الجامعة خط أحمر، ولافتات أخرى تؤكد سلمية الوقفة الصامتة، وفي بداية الوقفة المحدد لها الساعة الحادية عشر صباحا، وبعد الحادية عشر بقليل جاءت بكاسى أمن ونزل عناصر الأمن وبدأوا يخمشوا اللافتات من أيدينا، سألونا لماذا تقفون هنا قلنا لهم إننا نريد أن نتجمع بغرض الدخول في مسيرة صامتة لمقابلة المدير، قالوا لينا خشوا المدير جوة ما تقيفوا هنا، وجدنا الباب (بوابة النشاط) مغلق، مشينا للدخول بشارع المين (مدخل الشارع المفضي لمكتبة الجامعة)، نفس البوكسي تابعنا ووقفت ثلاثة بكاسي وأمرونا بان نركب، وحملونا جميعاً). وأضافت مها إنها غير متأكدة من عدد الخريجين الذكور الذين اعتقلوا ولكن الخريجات كن تسعة، وذكرت إنه تم نقلهم جميعاً إلى مباني الأمن السياسي ببحري قرب موقف شندي ومنعوهم من الاتصال بأهلهن لإخبارهم، وأضافت (بعد أن وصلنا أمل عابدين عثمان قالت أبوي براه ليس معه زول وهو مريض بالأزمة فأدخلوها للمدير وبعدها أطلق سراحها). وذكرت مها التي أكدت أنهم وصلوا لمبنى الأمن حوالي الحادية عشرة والنصف صباحاً إنه تم عزلهن كخريجات من الخريجين (أخذوا مننا الموبايلات، وأوقفونا حوالي ساعتين ونصف وبعضنا جلسن على الأرض في ممر ضيق طويل يفتح عليه 13 مكتب وفي آخره حمام، وهو ممر ساخن ليس فيه مروحة ولا تكييف في حين كانت مكاتبهم مكيفة، وكان في آخره شباك لكنه لا يأتي بهواء. في هذه الظروف كانوا حايمين فينا يسالونا أسئلة مختلفة ويسألوا كل واحدة عن اسمها وتاريخ تخرجها وعملها وكانت أقرب للونسة مع أن واحداً منهم كان يحمل ورقة وقلما ولكن البقية كانوا كأنما يتسلون، وبعضهم يتحدث حديثا سخنا "يهرش"، وآخر يرخي ويتحدث بلطف)، وأضافت (نحن الخريجات كنا لوحدنا في الطابق الرابع، والخريجون كانوا في مكان لا نعرفه، ولكن تم إحضار كل من محمد فاروق وابراهيم ابو سمرة وثالث لم اتعرف عليه جاءوا بهم وحققوا معهم فوق في نفس طابقنا في مكتب ونزلهوهم تحت). وأضافت مها (حققوا معنا بعدها تحقيق فردي، كان هناك اثنان عقيد، افتكر، اسمه منتصر، وآخر سمير، ضابط كذلك، منتصر لم يحقق معنا لكنه يبدو برتبة كبيرة وكان حايم وامر بان يحضروا لنا الغداء لكنه قطعاً ليس المدير، أما التحقيق فقد أخذوا معلوماتنا الشخصية من اسم وعنوان وعمل وتاريخ التخرج والكلية ثم أسئلة حول من أين وصلتنا الدعوة للوقفة وكلام استفزازي حول أن الداعين يغشونا، وما هي نيتكم مستقبلاً و"قالوا ليكم الجامعة ما اتباعت ما هي دواعي الوقفة"، قلت للمحقق إذا لم تكن الوقفة ذات ضرر ولم يحدث بيع فلماذا انزعجتم منها دعونا ننفذ الوقفة، ذكر أن التظاهر ممنوع فقلت له نحن لم نتظاهر كنا واقفين في وقفة سلمية صامتة واللافتة التي كنت أحملها شخصيا كان مكتوب عليها "الرجاء الالتزام بالصمت") وأضافت (ظل هكذا في كل مرة يعيد الاسئلة نفسها كأنما يتسلى بها)، وبعد انتهاء التحقيق ظللنا في الممر وكانوا قبل التحقيق مباشرة جلبوا لنا كراسي للجلوس، فظللنا جالسين في ذلك الممر حتى الثانية من صباح اليوم، وكانوا يطوفون علينا كل مرة ويطالبونا بأن تقبل كل واحدة منا على اتجاه وألا نتحادث مع بعض، وكأنهم يتسلون وما عندهم شغلة غيرنا). وذكرت مها إنه في النهاية طلب منهن التوقيع على تعهد (كتبونا تعهدات مع انه مافي حاجة عملناها، تعهد انه ما تطلعي في مظاهرة ولا تسبي الرئيس والحكومة وما تخالفي القوانين). وأكدت مها إن المهندس إبراهيم أبو سمرة، رئيس مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم الذي تم القبض عليه والتحقيق معه، لم يكن معهم في الوقفة فقد تأخر قليلاً و(لما وصل الشارع لقى الناس برفعوا فيهم في البكاسي بعد ذلك تابع البكاسي ليعرف ماشة على وين لحد ما وصل المدخل قبضوه).