هاهى الإنقاذ ( الحزب و الدولة ) تواصل عملية خداع الشعب و ” النفس “، بالحديث المفاجىء و الخجول “جدّاً ” عن محاربة الفساد .و كأنما أصاب القوم شىء من “وخزة ضمير”، أو نزل عليهم الوحى، من جديد ، ليحثوا الشعب على مكارم الأخلاق .فقرروا محاربة الفساد و إقامة العدل ،بهذه الصورة المفاجئة ، بعد أن فعل الفساد ما فعل فى مصر و تونس .و بعد أن إستشرى الفساد و نخر دولتهم التى نشأت و ترعرعت فى كنف فقه الفساد، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانى. و كالعادة ، يبدأ الجدل ” البزنطى ” و لا ينتهى حول ( آليات ) محاربة الفساد. فيخرج علينا ” ثعالب الحزب “، بأحاديث و ” موواويل ” جديدة ،عن فشل أو عجز أو تقصير آليات الدولة – و هى دولتهم – فى محاربة الفساد.و يقترحون على الجمهور لجاناً حزبية ( بديلة ) ” زيتهم فى بيتهم ” أو ” من دقنو و فتّلو ” لمعالجة ” الظاهرة التى تضرر منها كل الشعب،إلّا العصبة المنقذة .و هاهم يحدثوننا – بدون خجل – عن ( آليات ) لمحاسبة المفسدين داخل أروقة الحزب،بعيداً عن ” تطفّل ” الصحافة و الإعلام وفق ( فقه الستر)، أى” التستّر “وخارج دوائر النيابات والشرطة و أروقة القضاء! . و من المبكيات المضحكات والمفارقات الغريبة و العجيبة ، أن رئيس جهاز المحاسبة فى الحزب ، السيد أحمد إبراهيم الطاهر ، هو ” ذات نفسه ” رئيس البرلمان ،و هى الهيئة ” الرقابية ” الأولى ” إفتراضاً ” !.و قد ” بلع ” القوم شعارات (القوى الأمين ) !. و بدأوا يحدثوننا عن الفساد و المفسدين . و لكنّهم لم – و لن – يحدثونا – بعد – عن أسباب هذا الفساد و أسباب الحديث عنه ، بعد أكثر من عقدين من الزمان ،أفسدوا فيها فى ” الأرض السودانية ” فى كل شىء فى السياسة و الإقتصاد. وهاهو رئس دولة الفساد يحدّثنا عن ( مفوضية ) محاربة الفساد . و سيتواصل ” المسلسل ” بقصد ” التنفيس “. و ستدخل مسرح الأحداث ” بعض ” بوارج ” أمبراطورية الإعلام و الصحافة،التى شيّدها الحزب لحماية النظام و فساده . و لن تتحرّج بعض الصحف و القنوات ” إياها ” من فتح بعض ” ما تيسّر ” من ملفات الفساد .طبعاً بعد أخذ الإذن اللازم من ” أولى الأمر ” و حماة الفساد . و سيشهد المسرح، بعد إعداده جيداً ، إطلاق ” حملات ” صحفية و إعلامية منظمة ، للحديث عن الفساد و مضاره و طرق علاجه و ملاحقة مرتكبيه …إلخ .و هانحن نحيل هذه الصحافة و تلك القنوات المملوكة للحزب و رموزه، لبابين صغيرين فى الميدان السرّية هما ( عينات من فسادهم ) و ( أضبط ). و ليعيدوا قراءة إرشيف ( الميدان) ” السرّية ” و العلنية . و الأعداد المصادرة ( أمنيّاً ) و لآلاف المقالات و الأعمدة التى حجبها (الرقيب). فقد تشكًلت بجهدنا و كل الصحفيين الشرفاء و جهد الصحافة الحقيقية و الصادقة و المصادمة مكتبات ضخمة للفساد . الحديث عن الفساد فى هذا الوقت و التوقيت – بالذات – معروفة مقاصده و محسوبة و محسومة نتائجه سلفاً. و سيبقى فى رأس جبل جليد الفساد فقط . و سيمارس ” كشف ” الفساد بإنتقائية عالية . و ” فهلوة ” و ” حربائية ” عرف بها القوم . و قد يسقط بعض ” ضحايا ” من هنا أو هناك . و لكن لن يستقيم الظل و العود أعوج ! . قديماً قالوا إذا عرف السبب بطل العجب . و شعبنا ليس له ” قمبور ” و ” ما داقس ” . فهو يعرف حجم الفساد و طبيعته و طرائق محاربته و إجتثاثه . و لن يسكت علي الفساد و مصدره و مؤسساته و رموزه و دولته . ويوم المحاسبة و الحساب الحقيقى لآت و قادم . و بأسرع ممّا يتوقعون !.