الجريف تؤبن شهيد الارض احمد عوض بشير اربجى باكر علي الجنة بنعيش والدنيا تعرف غلطتا انها ليست عبارة ينطقها المتصوفة رغم مقدار الغموض الذي يلفها وليست مطلع لقصيدة شاعر يهوم في اللامرئي . هي كلمات كتبها شهيد الحق والارض والعرض بالجريف شرق أحمد عوض كما قالت والدته الاستاذة احلام وهي تحدث الحضور في تأبينه المحضور ومن عجب انه كان محضورا من احلام الأخري والتي تعرف في اوساطنا ب (ام هزاع) شهيد شمبات الخضراء واحد فلذات اكبادنا التي ازهقتها ايادي السلطة الآثمة في لحظة الوجل والخوف التي اطارت صواب السلطة واذنابها وجعلت اياديها المرتعشة تطلق رصاص الغدر حين هب أبناء السودان من نيالا الي مدني وبورتسودان والخرطوم وكل المدن والقري في سبتمبر الممهور بدماء ابنائنا وبناتنا الذين قدموا المهج مهرا لحرية طال انتظارها وتبدت في سبتمبر ابهي ماتكون فهزاع وسنهوري وربيع والتاية وسليم وبشير والسوميت ميرغني النعمان وعلي ابكر ومحمد الصادق وابوبكر حسن طه وشهيد الجريف احمد عوض وشهداء رمضان وكجبار وبورتسودان وشهداء الوطن بدارفور والنيل الازرق جميعهم تقتلهم طلقة واحدة ومن عجب نحن من ندفع ثمنها ضرائبا واتاوات وندفع بعدها سنينا من الحزن والدموع. ما اصعب تلك اللحظة التي تواجه فيها اما فقدت فلذة كبدها وهي تقف بثبات الجبال وشموخ النخيل وتقول موجهة خطابها للكل أحمد ما ولدي براي احمد ولدكم كلكم واحمد مات عشان وطنو وارضو وعرضو وعشانكم كلكم الاقدار وبدون تخطيط هي التي ساقتني وآخرين لحضور التأبين والتقاء الرجال الغر الميامين (الجرافة) والد الشهيد احمد عوض قال لنا ان الشهيد كان يقول له حينما يداعبة بالعبارة المكتوبة علي ظهر (الركشة) والتي افتتحت بها (باكر علي الجنة بنعيش والدنيا تعرف غلطتا) حينما يقول الوالد بحنية الاب وهو يداعب ابنه (انت يا احمد بتدخل الجنة) كان الشهيد يؤكد لوالده انه سيدخلها ويدخله في شفاعته وكانما كان يشعر بانه سيكون شهيدا للحق والواجب ومن عجب قوله لوالده أن الجريف قضيتها لن تحل اذا لم يستشهد فيها أحد فهل كانت هي تصاريف القدر ام انها تهيئة من رب العباد ليحمل احمد عوض قضية اراضي اهله الي ابعد مدي ؟ متحدثون كثر تناوبوا علي منصة التأبين لكن تعليق والدة الشهيد دم ابنها علي رقاب الظلمة كما قالت كان موحيا بكثير من المعاني القوية ودعوة لمواصلة الصمود من اجل اهل الجريف وقضاياهم وتبعتها علي ذات النسق المصادم ام الشهيد هزاع السيدة احلام خضر حينما ازرت والدة احمد عوض ودعتها للفخر بابنها الكبير بعقله وفعله وانه رمز للرجولة والشجاعة التي يفتقدها الكثير من الرجال الآن ممثل اهالي الجريف الاستاذ ابو القاسم عثمان قال ان الاعتصام الذي اكمل العام ونصف هو صمام امان حل المشاكل بالجريف وقال انهم لن يتنازلوا عن 600 ساقية بمطري الجريف وكركوج لان آخرين يريدون الاستيلاء عليها ومعددا مأثر اهل الجريف من عجيب المانجلك الي الشهيد احمد عوض وعلي خطاه سار رئيس الحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت يحي مخبرا الانقاذ انها لو اغتالت كل الشعب السوداني من غير شيعتها ستقاتلها المقابر وقال عصمت ان النظام فقد مشروعيته وتبقت فقط زحزحته عبر كتل الجماهير في الشارع اما عبد المجيد محمد احمد والذي يعرف بالاب الروحي وقائد الاعتصام فقد خاطب الشهيد أحمد عوض في علياءه وقال انه استشهد لانه قال لا لتكسير الكمائن ولا لتكسير الطوب حيث كان الشهيد يقول (الطوب ذنبو شنو) وانه قال لا لمسح تاريخ الجريف وقال ان روح احمد عوض تحوم حول اراضي الجريف ولن يدخلها اللصوص وعاهد الشهيد علي الثبات علي مطالبه وعدم خيانة العهد والدم الذي اهريق من أجل الوطن والعرض هي ليلة من ليالي التاريخ بلا شك تلك التي جسد فيها (الجرافة) كل مظاهر القوة والفتوة واستعادوا إرث الاجداد ورغم الحزن البادي في اعين الكثيرين كانت تطل ابتسامة مملؤة بالزهو والفخار من والدي الشهيد احمد عوض فتضيء الطريق الا لمن في قلبه صمم ومن في عينه رمد.