حثت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان في بيان لها الأطراف على نزع فتيل التوتر، ورفع القيود المفروضة على الحركة والتنقل. كما حثت جميع الأطراف على التمسك بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس كير ونائبه رياك مشار في مؤتمر صحفي مشترك. وتواصل الممثلة الخاصة للأمين العام إيلين لوي دعوة الرئيس كير والنائب الأول للرئيس رياك مشار إلى ضمان أن يتم نقل أمر وقف إطلاق النار عبر التسلسل القيادي للقوى الأمنية للجانبين بحيث يعود الجنود إلى ثكناتهم، ووقف الأعمال العدائية وإعادة النظام. وحثت الممثلة الخاصة قوات الأمن على السماح لدوريات البعثة بالوصول دون عائق إلى السكان المدنيين من أجل طمأنتهم وحمايتهم. ودعت الأطراف إلى السماح للمدنيين بالتنقل بحرية إلى أماكن اللجوء ورفع القيود المفروضة على الحركة. وقالت إنه ينبغي على الحكومة النهوض بمسؤوليتها وفتح ممرات للسماح للأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية بتوفير الإمدادات الحيوية وغيرها من المساعدات إلى المدنيين المتضررين، وكذلك الوصول لعمليات الإجلاء الطبي. ويشمل ذلك اتخاذ تدابير عاجلة لتأمين وإعادة فتح مطار جوبا الدولي كمسألة ذات أولوية. وأعرب البيان عن قلق بالغ إزاء التقارير الواردة عن انتشار العنف في أجزاء أخرى من جنوب السودان، وحث جميع القادة والقادة العسكريين على العمل على نزع فتيل التوترات. وتواصل البعثة توفير الحماية لآلاف المدنيين النازحين في مواقع حماية المدنيين في جوبا، وتعمل على تعبئة الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم حل الصراع. وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء في المجال الإنساني عن بالغ القلق إزاء الوضع الإنساني في جوبا، حيث كان للقتال الأخير تأثير مدمر على السكان المدنيين. وتشير التقديرات الأولية إلى أن ما لا يقل عن 36 الف شخص قد شردوا بسبب القتال ويسعون للجوء إلى مواقع حماية بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان والعديد من المواقع الأخرى في جميع أنحاء المدينة. ومعظم المتضررين هم من النساء والأطفال. وذكر المكتب أن الوصول إلى المحتاجين محدود بسبب القتال المستمر وانعدام الأمن. وشدد على أهمية السماح للمدنيين بالتنقل بحرية إلى أماكن اللجوء، وحماية العاملين في المجال الإنساني والأصول للسماح بالوصول الفوري والآمن ودون عوائق إلى المحتاجين. وأشار إلى أن الوضع الإنساني حرج للغاية والاحتياجات هائلة، كما أن الأمطار الغزيرة ساهمت في تدهور الوضع. ومن جانبها أعربت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، سيسيل بويي عن القلق إزاء التدهور السريع في الوضع الأمني وحقوق الإنسان في جنوب السودان. وقالت إنه على الرغم من دعوة الزعيمين في مؤتمر صحفي مشترك إلى الهدوء، وفترة هدوء قصيرة يوم السبت، استؤنفت المعارك الضارية في جوبا يومى الأحد والاثنين ، فيما يلقي كلا الجانبين اللوم على الجانب الآخر حول تصاعد حدة العنف. وقالت "نحن نشعر بقلق عميق إزاء التقارير الواردة عن منع المدنيين من اللجوء في مقر بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، وفي بعض الحالات، يتعرضون لإطلاق النار أثناء محاولتهم القيام بذلك. ونحن أيضا قلقون إزاء التقارير التي تفيد بأن مجمعات الأممالمتحدة ومواقع "حماية المدنيين" قد زجت في القتال ويبدو في بعض الأحيان أنها استهدفت بطريقة مباشرة. وأكدت أن الهجمات ضد المدنيين ومباني الأممالمتحدة وموظفيها قد تشكل جرائم حرب. ورحبت المفوضية بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس كير ونائب الرئيس مشار بعد ظهر الاثنين . ودعت الزعيمين إلى ممارسة القيادة وبذل جهود متضافرة وحقيقية لوقف القتال، وكذلك إلى بذل قصارى جهدهما لضمان حماية السكان المدنيين.