تحصلت (حريات) على تفاصيل عمليات الفساد المذهلة التى أدت الى انهيار سد مربوتة (الاضية) بولاية غرب كردفان . وتعهد الفساد شخصان هما : أحمد الصالح أحمد صلوحة – أحد متأسلمى المؤتمر الوطنى ، نائب الوالى السابق ونائب بالمجلس حالياً – ، والعاقب أحمد عبد الرحيم – وكيل رئيسى لشركة سين للغلال الأمنية – ، وهما مالكا شركة (آيديا) للانشطة المتعددة ، التى حازت على عقود انشاءات من الولاية ب(300) مليار جنيه ، تشمل سدين ومستشفيات ومدارس واستاد ومنزل الوالى ، بدون عطاءات وبلا منافسة ، رغم ان الشركة بلا مهندسين وبلا معدات وبلا خبرة هندسية ! ووقعت شركة ايديا – بواسطة صالح إبن أحمد الصالح صلوحة – عقد تنفيذ سدى بياض (بالنهود) ومربوتة ب(الاضية) بتاريخ 9 / 12/ 2014 بمبلغ 23 مليار وستمائة وسبعة عشر مليون وثمانمائة جنيه (بالقديم) فى خلال عام. (مرفق صورة العقد). ثم وقعت شركة آيديا عقداً من الباطن مع شركة مؤهلة للتنفيذ هى شركة (سالكا) بتاريخ 9/4/2015 ، فقط بمبلغ 6 مليار وخمسمائة ألف جنيه ! وبدأ العمل فى 25 /5/2015 ، واتضح بانه لا توجد تصاميم ولا خرط دقيقة للسدين ، بل لم يحدد موقعهما ، فأوكل تصميم الخرائط لشركة استشارية اسمها توقيزر together يملكها العاقب أحمد عبد الرحيم (الشريك فى ايديا المنفذة !) مع المعتمد / آدم سالم . ونتيجة للتصاميم اضيفت أعمال جديدة للعقد بقيمة 12 مليار جنيه وافقت ووقعت عليها الولاية ، لتصل القيمة الاجمالية للعقد الى 35 مليار جنيه ، فاضافت شركة آيديا 3 مليار جنيه للشركة المنفذة من الباطن سالكا لتصبح قيمة عقدها 9 مليار وخمسمائة ألف جنيه . مما يعنى ان شركة العاقب وصلوحة ستربح 24 مليار جنيه بدون أى جهد ! ولكن الطمع لا ينتهى ، حيث سعى العاقب أحمد عبد الرحيم (المدير الفعلى لشركة آيديا ) للاحتيال حتى على الشركة المنفذة من الباطن (سالكا) ! فرفض منحها 4 مليار جنيه نظير نقل المواد من حجر ورمل وخرصانة فاختلفت الشركتان وتوقف العمل . وبدأ العاقب يضغط على شركة سالكا مستفيداً من شبكات الفساد بالمصارف والنيابة والقضاء ، فاستولى على شيك من أحد موظفى شركة بترودار يدعى مصطفى وكتب عليه اسم مالك شركة سالكا ، رغم ان الشيك من بنك قطر الوطنى بالدولار وتم ملؤه بالجنيه السودانى ! وايداعه فى حساب شركة آيديا ببنك المال فرع أمدرمان – الذى اشترى مبناه من العاقب العميل المميز بالبنك – فقبل البنك الشيك رغم الاخطاء الفنية الواردة به ! وفتح العاقب بلاغاً فى شركة سالكا على اساس انها حررت شيكاً بدون رصيد و بدلاً من شطب البلاغ مباشرة واتهام العاقب بالتزوير تم القبض على مالك سالكا ! وحين انفجرت فضيحة سرقة الشيك والتزوير دعا القضاة الطرفين الى البحث عن تسوية !! وهذا ماتم فعلاً ! ثم اكملت شركة آيديا بمفردها – بدون أى مؤهلات هندسية أو اخلاقية – تنفيذ سد مربوتة فى شهر واحد (!)، وبسبب (الكلفتة) ، والتلاعب فى نسبة الاسمنت فى تجليد الحوائط ، وعدم اخلاقية المهندس الاستشارى للولاية (الذى يتقاضى مرتباً شهرياً مقداره 4 ملايين جنيه من العاقب) ، انهار السد بعد أول خريف ، وبعد ستة أشهر من انشائه !! واللافت ان العاقب أحمد عبد الرحيم – من ابناء ريفى تنبول شرق الجزيرة – اسلامى معتبر ، تزين جبهته زبيبة الصلاة ، وعند آذان الظهر أو العصر يقطع اعماله التجارية مباشرة ليؤم المتواجدين معه فى المكتب ، ويحوقل بمناسبة وغير مناسبة بمفردات الخطاب الاسلامى ، بل كثيراً ما تدمع عيناه وهو يعظ ، على سنة (اذا كمل نفاق المرء ملك دموعه) ، هذا العاقب – آكل اموال الناس بالباطل وناهب ما لا يقل عن (200) مليار جنيه مع شريكه من ولاية واحدة – نموذج مثالى لطبيعة (اسلام) الاسلاميين !! وانه لسؤال مشروع : من أين أتى هؤلاء ؟!