تأثرت العديد من مناطق السودان بالأمطار التي هطلت مؤخرا، وتوفي العديد من الأشخاص ودمرت مئات المنازل وتشرد عشرات الآلاف من مناطقهم. وتوقعت هيئة الأرصاد استمرارهطول المطر. وقالت وزارة الموارد المائية إن نهر النيل وروافده اقترب من المستويات التي تدعو للقلق رغم المرحلة المبكرة للخريف. ووفقا لنشرة صحافية أصدرها مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، فإن المناطق التي تأثرت بالأمطار الغزيرة والفيضانات شملت ولايات النيل الأزرق، وكسلا، والخرطوم، وشمال دارفور، وشمال وجنوب وغرب كردفان. و أشارت التقارير إلى أن مستويات النيل الأزرق في محلية الدمازين على الحدود مع إثيوبيا، والتي غالبا ما تستخدم كمؤشر للفيضانات، قد تجاوزت بالفعل المستوى الذي ينذر بالخطر. وتوقعت أحدث نشرة للهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية هطول أمطار غزيرة في ولاية جنوب دارفور، وذلك خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة. وتأثرت مناطق عديدة في العاصمة السودانية الخرطوم بالأمطار الأخيرة ، وقال الهلال الأحمر السوداني إن الأمطار الغزيرة دمرت ما يزيد عن (100) منزل في ولاية الخرطوم، وألحقت أضرار ب(124) منزلا آخر، وتأثر بهذه الأضرار حوالى 1145 شخصا،إضافة للشوارع والمؤسسات الحيوية التي غمرتها المياه. وتسببت الأمطار في شمال وشرق الفاشر بوفاة تسعة أشخاص غرقا بمياه المجاري الموسمية. وفي مدينة النهود بولاية غرب كردفان، قتل شخص وفقد سبعة آخرون. وأوردت مفوضية العون الإنساني الحكومية أن عدد الذين تضرروا من السيول والفيضانات بالنهود تجاوز «1000» شخص. وتشير تقارير محلية لتأثر أكثر من 7000 شخص في ولاية شمال دارفور، بالفيضانات، حيث دمرت الأمطار 500 منزل وإنهار300 مرحاض. ووفقا لخطة طوارئ الفيضانات في ولاية شمال دارفور، فإن نحو 25000 شخص في الولاية قد يتأثرون بالفيضانات. وفي ولاية غرب كردفان تضررت أكثر من (800)أسرة بالأمطار التي هطلت في الأسبوع الماضي، الأمر الذي دعا حكومة الولاية لمناشدة المنظمات الإنسانية للتدخل وتقديم المساعدات العاجلة. وشهدت الولاية خلال هذا الشهر انهيار سدين لحجز المياه. ولقي خمسة أشخاص مصرعهم في ولاية الجزيرة بسبب انهيار المنازل نتيجة الأمطار التي هطلت مؤخراً بمحليات الكاملين والحصاحيصا وجنوب الجزيرة، وتم تدمير أكثر من 50 منزلاً وفصول بالمدارس ولحقت أضرار بمراكز صحية في عدد من قرى محلية المناقل في جنوب الجزيرة.وفي ولاية القضارف أغرقت الأمطار الأراضي الزراعية بمحلية الفاو وقطعت الطرق التي تربط بين أنحاء المنطقة دون حدوث خسائر في الأرواح. وفي الولاية الشمالية طالبت الحكومة المواطنين بمراقبة الفيضان على ضفاف النيل والجزر ، وذلك بعد ارتفاع المناسيب بسبب فتح تصريف مياه سد مروي في الأسبوع الثاني من هذا الشهر، الأمر الذي تترتب عليه زيادات كبيرة في المناسيب. ويعاني سكان الجزر بالولاية الشمالية من فيضان نهر النيل في كل عام، وتحدث خسائر فادحة في المزارع والممتلكات. وتواصل اللجنة الوطنية لدرء آثار الفيضانات التي تقودها الحكومة، التنسيق مع الجهات الفاعلة الرئيسية لمراقبة الفيضانات وجهود الاستجابة. وقالت السلطات الحكومية إنها ستتصدى للاحتياجات التي تنجم عن الأضرار التي تسببها الأمطار والفيضانات في السودان وذلك بمعاونة المنظمات الطوعية والجهد الشعبي. وحول الأوضاع المتعلقة بالخريف والأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرا في العاصمة والولايات قال المفوض العام للعون الإنساني في السودان، أحمد محمد آدم، إن الدولة لديها لجنة مركزية تشرف على هذا العمل وتتعاون مع عدد من الجهات كالدفاع المدني. وأضاف أن المفوضية لديها نشرات إنذار مبكر، ولا تتدخل إلا إذا كان هناك نداء من الولايات، موضحاً بأن المفوضية لم يأتها حتى الآن أي خطاب يدعو لتدخلها بالولايات. وقال إن المركز يتدخل عبر الآليات المركزية المعروفة. وأضاف :»النداء لا يتم عبر الإعلام وإنما بالقنوات الرسمية المحددة». وتبادل ناشطون طيلة الأيام الفائتة نشر صور لأضرار ومفارقات ساخرة سببها الأمطار والفيضانات وتنوعت التعليقات بين الدهشة والسخرية ونقد الحكومة ، ومن تلك الصورنالت صورة لمسؤولين حكوميين يخوضون في مياه الأمطارلتفقد الأضرار، القدر الأكبر من التداول وملخص تلك التعليقات يشير إلى أن «الصورة واحدة ويتبدل المسؤولون في كل عام».