كشفت دراسة أميركية حديثة أن تغذية الأطفال بالرضاعة الطبيعية خلال الشهر الأول من مولدهم، يساهم في نمو مناطق معينة في أدمغتهم، ويقوي ذكائهم وتحصيلهم الدراسي في عمر السابعة. وأوضح الباحثون بمستشفى بريغهام للنساء في مدينة بوسطن عاصمة ولاية ماساتشوست أن الرضاعة الطبيعية تساهم أيضا في تنمية القدرات العقلية والحركية للأطفال ونشورا نتائج دراستهم في مجلة طب الأطفال. وأجرى الباحثون دراستهم على 180 من الأطفال الخُدّج واستمرت فترة المتابعة حتى وصلوا إلي سن السابعة، لرصد دور الرضاعة الطبيعية خلال ال28 يوم الأولى من الولادة. والأطفال الخُدّج مصطلح يطلق على كل طفل يولد قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، كما يطلق عليهم أيضاً الأطفالَ "المبتسرين"، ويعانون من مشاكل صحية، بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتخلُّق أعضائهم، ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى رعاية طبية خاصة، حتى تصبح أعضاؤهم قادرة على العمل دون مساعدة خارجية. ووجد الباحثون أن الرضاعة الطبيعية مفيدة للأطفال الخُدّج حتى خلال فترة حجزهم في حضانات الرعاية المركزة، الخاصة بحديثي الولادة. وأضافوا أن لبن الأم خلال الشهر الأول كان له دور كبير في تحسين القدرات المعرفية للأطفال في سن السابعة، وخاصة مهارات القراءة، والرياضيات، والانتباه والذاكرة، واللغة والإدراك، والإبصار، بالإضافة إلى المهارات الحركية. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقدر من 15 مليون طفل يولدون مبكرا (قبل 37 أسبوعًا من الحمل)، ويموت حوالي 1 مليون طفل سنويًا نتيجة مضاعفات الولادة المبكرة، فيما يواجه العديد منهم مشاكل الإعاقة في النمو على المدى الطويل. وكانت دراسات سابقة كشفت أن تغذية الأطفال الخُدّج على الرضاعة الطبيعية تحسّن بنية قلوبهم وتساعد على اكتمال نموها. وأضافت، أن تحسين معدلات الرضاعة الطبيعية يمكن أن ينقذ حياة حوالى 820 ألف طفل سنويًا حوال العالم، وهذا الرقم يمثل حوالي 13 بالئمة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة سنويًا. وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن يظل حليب الأم هو مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن 6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقا فى الرضاعة الطبيعية (إضافة إلى الغذاء الصلب) حتى وصول عمر الطفل إلى سن عام. وقالت المنظمة الدولية الجمعة إن اتجاها بدأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور لأمهات أثناء الرضاعة يمثل طريقة جيدة للتخلص من أي وصمة مرتبطة بالرضاعة الطبيعية في الأماكن العامة وزيادة التوعية بأهمية حليب الأم. وقالت فاضلة شايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة دورية مقتضبة بجنيف تعليقا على هوس نشر صور لأمهات أثناء الرضاعة "إنه أمر يستحق التشجيع التام". وتقول يونيسيف إن 77 مليونا من حديثي الولادة أي حوالي نصف الرضع لا يحصلون على رضاعة طبيعية خلال ساعة من الولادة مما يحرمهم من المغذيات الضرورية والأجسام المضادة والتواصل المباشر مع الأم وهو ما يقيهم الأمراض والوفاة. وذكرت يونيسيف أن الرضع الذين لا يحصلون على رضاعة طبيعية على الإطلاق أكثر عرضة سبع مرات للوفاة نتيجة العدوى مقارنة بالرضع الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لبعض الوقت خلال الشهور الستة الأولى من ولادتهم.