*عادة ما تجد الأنظمة الاستبدادية تبريرآ لفشلها,ورغم الفشل الظاهر للعيان تجد الشعار ان ليس هناك أي جهة أخري يمكنها حل القضايا سوي منظومة العسكر الممتزجة بما يسمي بالاسلاميين,رغم أن هذه المنظومة مارست وما زالت تمارس القشل طوال سبع وعشرين عامآ,وتامل في مواصلة الفشل…!!! *من صفات الكثيرين في السودان انهم عادة ما يبحثون جهة ما يلصقون بها اسباب فشلهم,وفي حالة النظام الحاكم كان الشعب كل الشعب هو المعضله,والمشكلة الاساسية,رغم أن الشعب هو الضحية,ولكن النظام يعيش علي هذه الفرية…!!! *اذآ نحن أمام مغالطتان اولاهما ان ما من جهة يمكنها حل قضايا السودان سوي نظامه الحاكم,اما الثانية فهي التشكيك في ذات الشعب,وهذه صفة اشتركت فيها كل الانظمة الاستبدادية والمطلقة,لتيرر استمرارها حاكمة…!!! *وفرية ثالثة يبرر النظام بها فشله,حيث يقول ان السودان مختلف عن بقية دول العالم,لذلك يمارس النظام تجاربه الخاصة,التي لا تستند الي العلم والدراسة,ولا حتي تجارب الاخرين,وحتي بالنسبة للمشروعات الاستراتيجية كالسدود مثلآ,ورغم ان النظام استعان بالخبرة الأجنبية,الا انه وضع علي قمة هذا المشروع الهام من ليس له ادني فكرة عنه,فكانت الاخطاء الكارثية,ومن بعد ذلك عهد بادارة الوزارة من لا يعرف أدني معلوماتها الفنية…!!! *ان الشعب ليس المعضلة انما المعضلة فيمن يختارهم النظام من بين محظييه فمن الفاشل الشعب أم خيارات النظام…!؟ *أم المعضلة الرابعة فهي تمزيق النسيج الاجتماعي,وهي من أسوأ افرازات الأنظمة المطلقة,حيث يبرز التطرف بجميع اشكاله والوانه,تطرف عنصري,قبلي وديني,والمواطن حين يفتقد الحماية من الدولة يبحث عنها في القبيلة والعرق وحتي في الدين,فيقتل تارة باسم القبيلة واخري باسم الدين…!!! *والنظام والمتطرفون دينيآ يزعمون الاسلام ولأنهم متدينون ظنوا ان تدينهم هذا حررهم من ان تكون لهم اخلاق,ففصلوا الدين عن الأخلاق,رغم أن المولي عز وجل ما ارسل سيد خلق الله عليه الصلاة والسلام الا ليتمم مكارمها…!!! *والمسالة السودانية مشكل مركب,مثلث مكون من ضلعين النظام الحاكم والمعارضة,وغاب عن هذا المثلث ضلعه الأهم وهو الشعب,وهو الضلع المنسيي من قبل الطرفين,والمعادلة السياسية في السودان قائمة علي اساس هش,فالنظام الحاكم يستمد قوته من ضعف معارضته,وهذه قوة غير حقيقية,وضعف الاثنين ناجم من عزوف الشعب عن كليهما,وضعف النظام جعله يعتمد علي القبضة الأمنية,أما ضعف المعارضة ألجأها الي الأجنبي الذي يحتفظ بفواتير لازمة السداد,حين استلام مقاليد الحكم بواسطتها…!!! *والنظام أدرك هذه الحقيقة وعمل علي تنفيذ ما يريده الأجنبي فكان هذا التصرف بردآ وسلامآ عليه ,واسقط في يد المعارضة وما كان منها الا الدخول فيما يعرف بالحوار الذي هو في حقيقة الأمر خوار…!!! *مفهوم الأمن القومي لدي النظام يختلف تمامآ عن مفهوم بقية العالم,فالأمن القومي لأي دولة يجري البحث عنه خارج الحدود,لكن النظام الحاكم والأنظمة المشابهه تبحث عنه في الداخل في البيوت وغرف النوم,لهذا السبب تآكل الوطن,وانفصل الجنوب واشتعلت الحروب الأهلية,واستغلت دول الجوار هذا الضعف,واحتلت أجزاء مقدرة من ارض الوطن دون أن يطرف للنظام جفن,ودون أن تحرك المعارضة ساكنآ,كأن المساحات المغتصبة ليست جزءآ من السودان الذي يريدون حكمه…!!! *البعض ينسب كل المشاكل لجيش البلاد الوطني,لكم التاريخ يقول غير ذلك,فأول انقلاب عسكري استلم فيه العسكر الحكم كان بأمر عسكري من رئيس الوزراء ووزير الدفاع في ذات الوقت,أما الانقلاب الثاني,فكان شبيه بالأول وقد مهدت له حكومة حزب الأمة للمرة الثانية,واستلم نميري الحكم بمساعدة الشيوعيين,ومن ثم انقض عليهم بعد ان اشتد عوده,أما الأخير فقد كانت أغلب قياداته من المدنيين,وكان الجو السياسي ممهدآ لأي انقلاب,وكانت الأحزاب السياسية في حالة سباق محموم للاستيلاء علي السلطة,لكن الاسلاميون سبقوا الجميع,حتي حل المجلس العسكري لم يأت بأمر من قائد الانقلاب انما تم علي يد المرحوم الترابي…!!! *فالجيش لم يدخل السياسة بل زج بها زجآ.والنظام الحالي يدرك هذه الحقيقة جيدآ ولعله اخشي ما يخشي ذات الجيش,فعمل علي اضعافه للحد الأدني,حتي لا يقوم هو الاخر بانقلاب حقيقي لا دخل للسياسيين فيه.واستعان النظام بجيش آخربعد أن تسييس قطاع الطرق من الجنجويد,الذين اصبحوا جيشآ تابعآ لرئاسة الجمهورية في سابقة كانت الأولي في العالم…!!! *وهذه قمة الفشل,اذ كيف تستبدل دولة الذي هو أدني بالذي هو خير..!؟ *لم تظهر أي بادرة نجاح من اولئك الذين استقطبهم النظام من الأحزاب السياسية فهؤلاء لم يكن لديهم ما يقدمونه للشعب وعلي العكس من ذلك أصبحوا من المدافعين علي النظام,بالرغم من أنه لم يغير سياساته التي عارضوه بسببها…!!!؟ *اننا نعيش مغالطات تحمل خلفها نتائج كارثية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية,وفي ظل حوار الكسيحة والنطيحة والمتردية وما اكل السبع مع سبق الاصرار والترصد لحماية الفساد,وتحت وطأة القروض الربوية,التي سيظل الشعب السوداني حتي اولئك الذين لم يولدوا بعد كل أولئك سيدفعون الثمن ان بقيت علي قيد الحياة بقية من سودان.انها نتيجة الفشل الذي يصوره لنا كل من النظام ومعارضته انه عين النجاح…!!! [email protected]