انتقد قطبي المهدي أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني ما اسماه بضعف الحس الوطني الرسمي والشعبي تجاه التفاعل مع الاستهداف الإسرائيلي للسودان، وعده أمراً مزعجاً ، ووصفه بالمشكلة الكبيرة ، في ندوة الاستهداف الاسرائيلي للسودان التي نظمها منبر (السلام العادل) أمس الاثنين 18 أبريل. وحقاً واجه سودانيون عديدون الغارة الاسرائيلية على بورتسودان بالشماتة ، الامر الذي يعده قطبي المهدي ضعفاً في الحس الوطني ، ولكن غالبية الشعب السوداني ترى في المؤتمر الوطني خطراً أكبر على الوطن وعليها من خطر اسرائيل . ولهذا اسبابه الموضوعية ، فمقارنة باسرائيل فان ضحايا المؤتمر الوطني في دارفور وحدها ( 300 الف ضحية بحسب احصاءات الاممالمتحدة ، و10.000 ضحية بحسب تصريح المشير البشير) يفوقون ضحايا الاجتياح الاسرائيلي الاخيرلغزة . ولا يمكن مقارنة الحريات المتاحة للمواطنين الاسرائيلين ( من اليهود) مع الحريات المتاحة للسودانيين . بل ان الحريات المتاحة للسودانيين في اسرائيل تفوق حريتهم في السودان ، مما دفع بالمئات للهجرة لاسرائيل هرباً من جحيم الانقاذ . اضافة الى ان حكومة المؤتمر الوطني تستأسد على العزل من السودانين في حين تتوارى عن مواجهة الاسرائيلين . هذا رغماً عن ادعاءاتها الايدلوجية ( امريكا وروسيا قد دنا عذابهما) و ( ليكم تسلحنا) ، وقد افتضحت هذه الادعاءات بغارات اقليمية ، من تشاد ( الاضعف اقليمياُ ) و اسرائيل ( الاقوى اقليمياً) . ولم تملك حكومة المؤتمر الوطني الرد على هذه الدول دع عنك امريكا وروسيا ! وتؤكد تجربة الانقاذ والتجارب الشبيهة ، كالبعث في سوريا وفي العراق ،والناصرية في مصر ، والقذافي في ليبيا ، ان النظم الشمولية المغلقة ، ورغم ادعاءاتها الكبيرة عن (التحرير) و (السيادة الوطنية) تنتهي في التجربة العملية الى احتلال بلدانها أو اجزاء منها ، والى التحالف مع الخارج لقهر الداخل ! والسبب الرئيسي لذلك انه لا يمكن تحريرالارض بمعزل عن تحرير الانسان !