جاء في صحف أمس رد المؤتمر السوداني على استهانة مبارك الفاضل المهدي القيادي السابق في حزب الأمة به، وتعليق حزب الأمة القومي على حديثه باعتباره مهاترات. وكانت (الجريدة) قالت أمس تحت عنوان (مبارك الفاضل قال إن قيادات (الأمة) سلمت قيادته لحزب المؤتمر السوداني: البلدوزر يثير عاصفة.. والمؤتمر السوداني يرد بعنف) ان غبارا ثار بسبب تصريحات للقيادي في حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي، قلل فيها من حزب المؤتمر السوداني واتهم قيادات حزب الأمة بتسليم حزبها إلى المؤتمر السوداني، بينما ردت قيادات في حزب المؤتمر السوداني على الفاضل بعنف، وكالت له الانتقادات. وكان القيادي في حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي قد انتقد في مناسبة اجتماعية السبت تلكؤ المعارضة بشأن الحوار وتمسكها بثوب "الحركة الشعبية- قطاع الشمال"، واتهم زعامة حزب الأمة القومي بتسليم الحزب إلى حزب "المؤتمر السوداني الذي اختارت "قوى نداء السودان" رئيسه عمر الدقير مفاوضاً باسمها في الاجتماعات التحضيرية للحوار وتابع: "كيف يتنازل حزب الأمة لحزب سنة أولى روضة"؟ التصريحات التي أثارت العواصف في الساحة السياسية دفعت قيادات حزب المؤتمر السوداني للرد على الفاضل بشكل سريع وقوى ، حيث قال الناطق الرسمي باسم الحزب محمد حسن عربي إن اختيار قوى نداء السودان لرئيس حزب المؤتمر السوداني لقيادة الوفد المفاوض لم يأت من باب المجاملة؛ وأضاف "ولا من فراغ بل كان اختيارا مبنيا على أسباب موضوعية عصية على فهم (البلدوزرات)"، وتابع: المؤتمر السوداني "ليس مجرد لافتة فارغة لشخص تسنده خلفية اجتماعية أو ثقافية موروثة". وذكر عربي أن قوى (نداء السودان) أرادت أن ترسل عبر هذا الاختيار رسالة شديدة الوضوح للجميع بأنها متماسكة كتحالف وأنها تفاوض تحت مظلة واحدة وبمرجعية واحدة تتمثل في وثيقة الموقف التفاوضي والقيادة الواحدة، مشيرا إلى أن أحزاب نداء السوان بالداخل ومبادرة المجتمع المدني ليسوا من الموقعين على خارطة الطريق، غير أن الآلية رفيعة المستوى كانت قد بذلت عهداً لنداء السودان في أبريل بباريس يتمثل في مشاركة كافة مكونات نداء السودان في المؤتمر التحضيري ، وتابع ( وبهذا الاختيار لرئيس كتلة أحزاب نداء السودان بالداخل تؤكد قوى نداء السودان تمسكها بالاتفاق مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوى). ولفت ناطق حزب المؤتمر السوداني الرسمي إلى مقاصد أخرى من وراء اختيار الدقير، منها منح منح كتلة أحزاب (نداء السودان) بالداخل وضعاً مميزاً في العملية السياسية القومية، تقديراً لها على ما بذلته من جهد مخلص في تفعيل وتطوير عمل النداء، وأيضاً من باب الموازنة مع الكتل الأخرى التي تفاوض من منابر خاصة لوقف العدائيات في المنطقتين ودارفور، بالإضافة إلى استئثارها بالتفاوض حول قضايا المنطقتين. وتابع عربي "نحن في قوى نداء السودان نعمل مع بعض يداً واحدة مترفعين على المصالح الذاتية الصغيرة، والحسابات الحزبية الضيقة نسلم أمرنا جميعاً للمصلحة الوطنية العامة التي جمعتنا، وليس لحزب ولا لشخص، وهذه قيم في الممارسة لا يستوعبها الصغار من شيوخ السياسة". وكانت قوى تحالف نداء السودان قد سمت في اجتماعها الأخير بأديس أبابا رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، مفاوضاً باسمها في الاجتماعات التحضيرية قبل انطلاق أي حوار، وجددت التزامها برؤيتها حول الحوار القومي الدستوري، وأكدت أنها ستكون في حل من المسار الحالي للحوار وفقاً لخارطة الطريق التي وقعتها مؤخراً، في حال أغلق النظام في الخرطوم باب الحوار، واستمر في إظهار عدم جديته في الوصول لاتفاق وقف العدائيات. هذا فيما يخوض مبارك الفاضل المهدي صراعاً متطاولاً حول قيادة حزب الأمة القومي مع ابن عمه رئيس الحزب الصادق المهدي، واعتاد الفاضل انتقاد مواقف قيادات الحزب والتقليل من مواقفها وخياراتها في الساحة السياسية. من جهتها أوردت صحيفة (التيار) تعليق رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، الدكتور محمد المهدي حسن، والذي سخر من تصريحات مبارك الفاضل، واتهام مبارك حزب الأمة بتسليم موقفه لحزب المؤتمر السوداني. وقال المهدي: "هذه مُهاترات لا نريد الرد عليها"، وأضاف في حديث ل (التيَّار) "نحن عارفين بنعمل في شنو" ولا أحد يستطيع جرنا لأشياء نحن في غنىً عنها، ورأي أنّ هذه التصريحات لا تعنينا في شيء، بل هي مزيدٌ من صب الزيت على النار، في وقت نسعى فيه لتجميع القوى السياسية لحل القضية الوطنية، لافتاً الى أن دور حزب الأمة في التفاوض، لجهه أنه طرف وليس وسيطاً بين الحكومة والحركات وأن الحوار أحد الخيارات الاستراتيجية، مجدداً موقفهم من الحوار الداخلي وانه حوار بين المؤتمر الوطني وحلفائه ولا يعنيهم في شيء، ورهن القيادي بالأمة جلوس قوى نداء السودان للتفاوض بعقد المؤتمر التحضيري، وأنهم فتحوا المجال للحركات لكمال ملف الترتيبات الأمنية وإذا تم الاتفاق سيتم الانتقال لعقده بأديس أبابا، وتابع: إذا لم يعقد المؤتمر التحضيري سنرفض حوار الداخل.