الخرطوم:أعلن الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني حامد ممتاز أن الحزب اتفق مع المشاركين في الحوار على القبول بمنصب رئيس وزراء على أن يعينه ويعزله رئيس الجمهورية ويحاسبه البرلمان، ورأى أن الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد وراء انتقاص الحريات، بينما انتقد القيادي في حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي تلكؤ المعارضة بشأن الحوار وتمسكها بثوب "الحركة الشعبية – قطاع الشمال" واتهم زعامة حزب الأمة القومي بتسليم الحزب إلى حزب "المؤتمر السوداني" الذي اختارت "قوى نداء السودان" رئيسه عمر الدقير مفاوضاً باسمها في الاجتماعات التحضيرية للحوار وتابع: "كيف يتنازل حزب الأمة لحزب سنة أولى روضة". وقال حامد ممتاز في صالون معتز أحمد المصطفى "قناة أم درمان" أمس إن مخرجات الحوار الوطني ستنقل البلاد لمرحلة سياسية جديدة، ورأى أن العاشر من أكتوبر الجاري موعد المؤتمر العام للحوار الوطني ليس مقدساً ويمكن للقوى المشاركة في الحوار تعديله إن اقتضت مصلحة البلاد ذلك، مشيراً إلى أن القوى المعارضة الممانعة يمكن أن تلتحق بالحوار بعد المؤتمر العام لأن هياكل الحوار ستكون مستمرة. وأوضح أن حكومة الوفاق الوطني ستشكل بالتشاور بين المؤتمر الوطني والقوى المشاركة في الحوار، مؤكداً أن حزبه سيتنازل عن بعض مقاعده في السلطة لصالح القوى الأخرى وأن المعارضة المسلحة والسلمية يمكن أن تشارك في الحكومة حال التحاقها بالحوار عقب المؤتمر العام ولن يغلق أمامها الباب في أي لحظة وتوقع إلغاء منصب نائب الرئيس الذي نصت عليه اتفاقية الدوحة، مشيراً إلى اللقاءات غير الرسمية التي جرت في كمبالا وحالياً بأديس أبابا لإقناعها بتوقيع وقف العدائيات. وعن الحريات قال ممتاز إن سبب انتقاصها هو الأوضاع الاستثنائية والحرب في المنطقتين ووجود خلايا نائمة وأسلحة منتشرة في بعض المناطق، مؤكداً أن توقف الحرب والسلام سيؤدي إلى انفراج كبير في الحريات. من جانبه رأى مبارك الفاضل أن توصيات الحوار الوطني شملت كل ما تطالب به المعارضة، وقال إن المعارضة كان يمكنها المشاركة في الحوار والمطالبة بخطوات عملية وضمانات لتنفيذ التوصيات، مؤكداً أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية التي كانت تدعم العمل المسلح تراجعت، وأن مصلحة المجتمع الدولي مع استقرار السودان عبر تسوية سياسية يخرج بها الحوار الوطني. واتهم "الحركة الشعبية – قطاع الشمال" بأنها تريد استنساخ تجربة نيفاشا عبر حكم ذاتي في جنوب كردفان والنيل الأزرق ومشاركة مؤثرة في الحكومة الاتحادية وضمان ذلك في جيبها قبل توقيع اتفاق سلام، وقال إن القوى السياسية الصغيرة المتحالفة معها "مستضعفة" وتستقوي بالحركة لأنها تحمل السلاح. مشيراً إلى أن الحركة عسكرية وليس بها كوادر سياسية سوى ياسر عرمان. كما اتهم الفاضل زعامة حزب "الأمة القومي" بمنح غطاء سياسي لتحالف "الحركة الشعبية" وحركات دارفور وقال إن الحزب سلم أمره لحزب المؤتمر السوداني الذي اختارت "قوى نداء السودان" رئيسه عمر الدقير مفاوضاً باسمها في الاجتماع التحضيري للحوار، وتابع: "كيف يقبل حزب الأمة أن يسلم أمره لحزب يعتبر سنة أولى روضة". ورأى أن التحدي الذي يواجه المؤتمر الوطني هو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بمصداقية وجدية، وتوقع صعوبات في ذلك ودعا القوى السياسية والصحف للدفع نحو تنفيذ المخرجات ووضع الحزب الحاكم أمام اختبار حقيقي حتى تنتقل البلاد لمرحلة جديدة، محذراً من أن الحوار هو أفضل الخيارات وبغيره سيمضي السودان نحو خيارات سيئة. أما القيادي بالمؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام فحذر من أن عدم نجاح الحوار وتطبيق مخرجاته سيقود البلاد لمصير دول بالمنطقة من اقتتال وفوضى، ودعا إلى تشجيع تنفيذ المخرجات حتى يحدث تحول في البلاد وتغادر محطة التكلس وانسداد الأفق السياسي، مشيراً إلى أن الظروف التي أملت الحوار لا تزال قائمة.