أنهى الدكتور رياك مشار زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان إقامة دامت قرابة الشهرين في الخرطوم تلقى خلالها علاجاً عاجلاً بعد أن أنقذته الأممالمتحدة ونقلته من أدغال الجنوب إلى زئير وأخضعته لإسعافات أولية بعد أن كانت حياته في خطر ثم سهلت نقله من هناك إلى السودان لتكملة علاجه. بالأمس توجه رياك مشار إلى جنوب إفريقيا بحجة إكمال علاجه بعد أن استرد صحته، وقال: إنه سيجري تحليلات لحالته الصحية للاطمئنان، ولكن الواضح أن مغادرته تكمن وراءها رغبة سودانية في تحاشي الحرج من وجوده بالخرطوم في وقت تطالب فيه الخرطومجوبا بتصفية وجود المعارضة الشمالية في جنوب السودان، وفي وقت تستضيف فيه الخرطوم رئيس المعارضة الجنوبية. ورغم أن رياك مشار قال: إن زيارته لجنوب إفريقيا ستكون مؤقتة وإنه سيغادرها بعد أن يطمئن على وضعه الصحي إلا أنه قد حرص على ألا يكشف عن البلد الذي سيتوجه إليه بعد جنوب إفريقيا، وهو يدرك أنه ضيف غير مرحب به في دول الجوار الإفريقي التي لا تريد أن تبدو وكأنها تتعاطف مع المعارضة الجنوبية. د.مشار عقد خلال إقامته في الجنوب مشاورات مع قياديين من حركته توافدوا إلى الخرطوم وقد وصلوا إلى قناعة بأن إحياء اتفاقية سلام الجنوب لم تعد ذات أولوية لدي القوى الإقليمية ولا القوى الدولية وقد أكد ذلك في تصريحات صحافية عند مغادرته الخرطوم بالأمس حيث قال: (إنهم لاحظوا غياب المبادرات لإنقاذ اتفاقية السلام في جنوب السودان، وإنه حتى أمس لم نرً مبادرة إقليمية أو دولية أو من الاتحاد الإفريقي لإنقاذ الاتفاقية). قراءة رياك مشار أن المنظمات الإقليمية والدولية باتت تميل للتعاون مع الأمر الواقع في جنوب السودان؛ ولذلك فإننا نتوقع أن يحاول تحفيز القوى الدولية والإقليمية لتستعيد اهتمامها باتفاقية السلام وهو لا ينسى أن يرسل تهديداً مبطناً حين يقول: (حالياً هناك اشتباكات كبيرة في الاستوائية وفي أعالي النيل وفي بحر الغزال، ونحن غير مسؤولين عن تلك المعارك؛ لأن خيارنا هو الحل السلمي وبما أن سلفاكير أعلن الحرب ضدنا فنحن سنقاوم حتى ولو أدى الأمر للإطاحة بالحكومة). بهذه التصريحات أراد رياك مشار محو الانطباع الذي خلفته تصريحات سابقة بأنه ينوي إثارة الحرب من جديد.. فهو يقول: إنه لا يدير حرباً وإنما يدافع عن قومه. نتوقع أن يسعى رياك مشار للحصول على دعوى من الأممالمتحدة لمحادثات في مقر المنظمة الدولية حول مستقبل السلام في جنوب السودان كما سيسعى لأن يستدعيه الاتحاد الإفريقي إلى أديس أبابا في أمل لإحياء اتفاقية السلام، في وقت يؤكد الرئيس سلفاكير بأنه ملتزم باتفاقية السلام وأن المعارضة (استبدلت) رياك مشار (بتعبان دينق) وستكون هذه هي المعركة الدبلوماسية القادمة حول دولة جنوب السودان.; العرب القطرية