بسم الله الرحمن الرحيم نقابة أطباء السودان إلى جموع الطبيبات والأطباء على امتداد رحاب وطننا العزيز لابد أن نهنئ أنفسنا على الإنجاز الكبير والإنتصار التاريخي الذي تحقق، بالرغم من محدوديته. لقد سطرتم هذه الملحمة بفضل تعاضدنا ووحدتنا، واصطفافنا خلف لجان المستشفيات ولجان الأطباء لتحقيق أهدافنا المشروعة. لقد اتسم سلوككم خلال الإضراب بالمسؤولية والتجرد والتفاني، والإلتزام المهني والأخلاقي والإنساني وذلك بتغطية الحوادث والحالات الحرجة، وهذا موقف تعارف عليه الأطباء والتزموا به خلال مسيرتهم المهنية الناصعة، وخلال الإضرابات السابقة . لابد لنا أن نشيد بمواقف فروع نقابة الأطباء الشرعية في دول المهجر، وكذلك تجمعات الأطباء في الخارج لدعمهم اللامحدود لقضية الأطباء العادلة. كذلك نشيد بحملات التضامن الواسعة من قبل تنظيمات العاملين والمهنيين والفنيين، ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، كما إننا نقدر عاليا التعاطف الواسع والشامل من قبل جماهير شعبنا، وتفهمها العميق بأن إضراب الأطباء جاء نتيجة لسوء وتردي الأوضاع الصحية في البلاد وتأزم أوضاع الأطباء المهنية والأكاديمية والإقتصادية نسبة للسياسات الخاطئة التي ظل ينتهجها النظام منذ ان رفع يده عن الخدمات الصحية، والتعليمية وفرضه سياسة التحرير الاقتصادي، وتفكيك مؤسسات الدولة الصحية والتعليمية والخدمية. لقد ثابرنا خلال السنوات الماضية على كشف التردي المريع للخدمات الصحية في مجالاتها العامة والعلاجية والوقائية، وكذلك تدني مستوى التعليم والتأهيل الطبي وتدهور البيئة، ونبهنا مرارا على خطورة الموقف، كما ناهضنا تدمير وتفكيك المستشفيات المرجعية بالعرائض والاعتصامات الاحتجاجية، ولكن النظام تعامل مع كل ذلك بالتجاهل والازدراء والاستخفاف والرفض، بل بمعاقبة الأطباء على ذلك بالإعتقال والتشريد والنقل التعسفي، فكان الإضراب خيارنا الأخير عندما بلغ السيل الزبى . لقد فضحت أيام الإضراب وعرت الدور القذر الذي حاول أن يلعبه مايسمى بإتحاد الأطباء في محاولته الإلتفاف حول مطالبكم العادلة وتسويفها . لقد كشفت الأحداث العزلة القاتلة التي يعيش فيها إتحاد الأطباء، وكشفت الرفض الواسع له من قبل جموع الأطباء بوصفه أحد أدوات السلطة في التسلط والقهر والفساد وبعده التام عن قضايا الأطباء والوضع الصحي المنهار في البلاد، ولذلك لابد من فضح ممارساتهم الإنتهازية والخاطئة التي تنتهك استقلالية العمل النقابي، وتنتقص من طبيعة المهنة وقدسيتها . لقد انتزعتم حق التنظيم النقابي المستقل، وفرضتم سلاح الإضراب كحق دستوري ونقابي أصيل، بالرغم من القوانين الجائرة والمقيدة للحريات، وبالرغم من وجود قانون نقابة المنشأة، وذلك بفضل الوحدة والتضامن والتآزر، ولكن ذلك يتطلب مزيدا من التنظيم والتماسك وسيادة ديموقراطية واستقلالية العمل النقابي، وفي ذلك سوف نسعى ونعمل بجدية مع لجان المستشفيات، ولجنة الأطباء المركزية، ومختلف تنظيمات الأطباء، ومع الجمعيات التخصصية من أجل بناء فروع النقابة في المستشفيات المختلفة، وفي المدن والأقاليم من أجل الإسترداد الكامل لنقابة الأطباء الشرعية بوصفها المظلة الأشمل التي تراعي وتدافع عن حقوق الأطباء . فالنقابة تعمل في إطار حركة اجتماعية وفئوية ذات قاعدة عريضة وأهداف واسعة تتجاوز الأفراد والأحزاب والمؤسسات السياسية، ولكنها في نفس الوقت تستوعب كل هذا الواقع المهني المتعدد والمختلف، وحتى نستعيد الدور الريادي والقيادي الذي يتطلع إليه الأطباء وتتطلع إليه جماهير شعبنا الوفي. فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض عاشت وحدة الأطباء ومعا حتى النصر نقابة أطباء السودان 14/10/2016 .