عاد أكثر من 14 ألف لاجىء سوداني من دولة جنوب السودان بسبب اندلاع النزاع وانعدام الأمن الغذائي في الجنوب، ولجأ معظم العائدين لولاية جنوب كردفان في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية. وحسب نشرة صحافية أصدرها مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية، فإن العائدين كانوا يقيمون في معسكر ييدا في جنوب السودان. ووفقا لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة فقد ارتفع عدد العائدين لأكثر من 27 ألف شخص. وتركّز وجود العائدين بصفةٍ رئيسية في مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في الأجزاء الغربية، والوسطى والشرقية من جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان، مع عودة محدودة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. واشتكى مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية من عدم تمكن الأممالمتحدة والشركاء الوصول إلى مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في جنوب كردفان، وبالتالي فهم غير قادرين على التحقق من حالات العودة المذكورة هذه، وكذلك من وصول المساعدات الإنسانية. وفشلت مفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في منتصف آب/أغسطس الماضي لوجود خلافات حول توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها الحركة، حيث تصر الحكومة على توصيل المساعدات من الداخل بينما تصر الحركة على إيصال المساعدات عبر ثلاث مناطق خارجية، لكن تم الاتفاق على إيصال المساعدات عبر منطقة أصوصا في إثيوبيا ،غير أن المفاوضات انهارت. وذكر نظام الإنذار المبكر بالمجاعة أن معظم العائدين، والنازحين إلى المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال عادوا بعد انتهاء موسم الأمطار لذلك لن يتمكنوا من ممارسة الزراعة. وأوضحت الأممالمتحدة الأسبوع الماضي أن الوضع الإنساني في السودان يحتاج لمزيد من الدعم، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من النازحين في داخل البلاد. وقال جون غينغ مدير شعبة العمليات في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية« أوتشا»، إن الوضع الحالي في السودان قد طال أمده حيث يحتاج أكثر من خمسة ملايين شخص إلى المساعدة، ويزداد الوضع سوءا في حال وجود أكثر من ثلاثة ملايين نازح. وتعاني منظمات الأممالمتحدة من شح في التمويل. وأطلقت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، مناشدات عاجلة للجهات المانحة بغية الحصول على مبلغ 158 مليون دولار إنريكي للاستجابة لاحتياجات اللاجئين من دولة جنوب السودان في السودان، والتي تم تمول 20 في المئة منها فقط. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شهرأيار/ مايو الماضي إن أعداد مواطني جنوب السودان الذين فروا إلى السودان زادوا بشكل واضح. وقال المكتب في نشرة إخبارية إن قرابة السبعين ألف مواطن جنوبي عبروا إلى السودان منذ كانون الثاني/ يناير الماضي بسبب الحرب ونقص الغذاء. ويعاني آلاف النازحين في منطقة أبو كرشولا في جنوب كردفان من أوضاع إنسانية حرجة ويحتاجون لمساعدات عاجلة وفقا لتقارير بعثة مشتركة بين الوكالات قامت بتقييم احتياجات المواطنبن الذين فروا من المعارك منذ ثلاث سنوات. وتعرضت المنطقة في عام 2013 للعنف المتبادل بين الجبهة الثورية والجيش الحكومي حيث استولت عليها (الجبهة) ثم استعادها (الجيش) بعد ذلك وطوال تلك الفترة تشرد الأهالي في مرات عديدة نتيجة لتكرر الهجمات من الطرفين. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن حوالى أكثر من سبعة ألف نازح في حاجة شديدة للمساعدات بعد أن فروا من ديارهم لمرات عديدة منذ تفجر الأحداث وذلك وفقا لتقارير مشتركة بين مفوضية العون الإنساني وهي جهة حكومية والمنظمة الدولية للهجرة. وتشير تقارير أممية إلى أن عدد النازحين في السودان بلغ حتى نهاية العام الماضي لأكثر من ثلاثة ملايين نازح معظمهم في ولايات دارفور التي يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من مليوني نازح، ويبلغ عدد المواطنين الذين يعانون من سوء التغذية الشامل 2.1 مليون نازح.