بقلم: د.فيحاء عبد الهادي….. فجأة غمرنا الفرح، امتطى بساط الريح، وطار فوق رؤوسنا، ليمسَّنا بعصاه السحرية، بعد أن حقَّق الشعب المصري هدف ثورته الرئيس، وانتصر، وبعد أن استجاب القدر لإرادة الشعب التونسي للحياة، “عاشت ثورة إرادة الحياة”. “هرمنا بانتظار هذه اللحظة”، كما عبَّر التونسي، الذي بكى وأبكانا جميعاً، “لم يذهب عمرك هدراً يا العربي”، فأنتَ أشعلتَ “الثورة التي تجسِّد الحلم العربي”. “رياح الحرية تهبّ”؛ ولكن لا لتذكِّرنا فقط “بالأيام الغابرة الجميلة”؛ بل لتحدث فعل التغيير السياسي والاجتماعي، الذي لا بدّ أن يجتاح البلاد العربية بأسرها. وبعد أن تحقَّق النصر للشعبين التونسي والمصري؛ يحلم كل منا بتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية في وطنه “ما يحدث يجب أن يكون في وطني”. “الأمل بالتغيير قريب على بعد أمتار، لتنتفض الشعوب العربية، لتظفر فلسطين بهذا النصر”. “كتبتِ هذه المقالة وكأنك تتجولين بيننا … ولا أخفي تخوفي على هذه الثورة من السرقة؛ لأنها ولدت بين يديْ الذي لا يملك سوى إرادة الحياة، ثم يأتي المثقف الفرنكوفوني، ويسميها ثورة الياسمين … من صنع هذه الثورة، يشاهد الياسمين من شروفات القصور فقط … كم من حنجرة رددت كلمات “الشابي”! هي كلمات تترجم عقيدة إيمان دستور في الحياة … شكرا دكتورة فيحاء، إنك بيننا بقلمك المجسم لإرادة الحياة على الدوام. عاشت ثورة إرادة الحياة”. صالح الصويعي المرزوقي/ تونس “هرمنا بانتظار هذه اللحظة”، قالها ذلك العربي التونسي، الذي أجهش بالبكاء متحسساً رأسه الذي اشتعل شيباً؛ وقالتها قبله نار “محمد البوعزيزي”، التي أشعلت ثورة عمَّدها سيل الدم القاني الذي جرف الطاغية … لم يذهب عمرك هدراً يا العربي … لم يذهب عمرنا هدراً … فها هي تونس توقظ فينا ينابيع اعتقدنا أنها نضبت، لنوقن أننا من جيل لا يستنزف …! فتحت اللحظة التونسية كوة في جدار السجن الذي لخصه محمود درويش بالقول “من المحيط إلى الخليج، شاهدت مشنقة فقط”. ليتك يا درويش معنا لتشهد الزمن التونسي الذي أسقط المشنقة. إنها تونس، شارة الديمقراطية والحرية، تشعل القلب والعيون بنذر الفرح الذي غاب عنا طويلا”. ندية عزيز/الأردن “تكتبين ما يدور في داخلنا، كما فعلت ثورة الشعب التونسي على الظلم والقهر، هذه الثورة التي تجسد الحلم العربي، الذي كاد يفقد نتيجة التدمير المبرمج الذي انتهجتة السياسة الإمبريالية تجاه عقل الانسان العربي، ليفقده عروبتة وقوميتة، وحتى إنسانيته، فقد تسللت كالسرطان إلى عقل الشباب العربي، حتى توهموا أن هذا الشباب لن ينهض أبداً؛ ولكن ماحدث من ثورة بل عملية جراحية دقيقة بمشرط جراح ماهر أصاب النواة السرطانية؛ فشلَّها واجتثَّها، وهذا ردٌ على من يراهن على السياسة الاستعمارية، وها هي تتوَّج بثورة الشعب المصري العظيم، على نظام الظلم والاستبداد، وأظنها ستشعل عقل الشباب العربي، إن لم يكن الآن ربما غداً”. مريم اسماعيل/ بيت لحم “تونسية مقيمة في نابلس تشكرك على المقال :”يعيّشك تونس”. أملي أن تكتمل المسيرة، وأتمنى أن يتحقق النصر لفلسطين. أحسنت الوصف، وغوصك في تلك التفاصيل أدمع عيني، وأنا التي أتقنت أن أكون تلك الفلسطينيةالتونسية، وغصت في نابلس وفي فلسطين، من خلالها في ظروف الانتفاضة، والتي رغم قسوتها؛ مكَّنتني من الاحتكاك والمشاهدة، ثم الكتابة. دمتِ مبدعة”. نجاة البكري/ تونس- نابلس “الشعوب الحرة قادرة على التغيير، وثورة الياسمين أعطت الأمل لكل الشعوب المقهورة، لتنتفض الشعوب العربية، وتحقق الأمل المنتظر، لتظفر فلسطين بهذا النصر”. خديجة عبد العال/ لبنان “أحييكِ، فلقد لخَّصتِ ما ترمي إليه ثورة المقهورين في مقدمة أكاد أخالها شعراً. إنه ليس الخبز والماء فقط ما ترمي إليه الشعوب، إنها الحرية التي لا يمكن تعويضها باي شيء، إنه الشعور بالقهر والظلم، ستنتفض باقي شعوبنا على ظلاّميها. فهل يتعظ الحكام المستبدون؟!”. مازن الصالح/ الأردن “بأسلوبها المميز، الدكتورة فيحاء، توجِّه الضوء على أهم القضايا التي تواجه العالم العربي المعاصر. كفلسطيني في الشتات، ومن خلال الشعر والواقع أسافر بعيداً … وحتما يؤدي بي إلى بلدي الحبيب … أنا في حلم… ما يحدث يجب أن يكون هذا في وطني”لا طائفية ولا حرامية”، “لا طائفية ولا حزبية”…أنا في أجمل الأحلام” أبو رفيق مسعد/ سنتياجو – تشيلي “انتظرت مقالك بفارغ الصبر، وكنت أتوقع أن تلفت انتباهك هذه الشعارات؛ ولكني أردت أن أرى كيف ستوظفينها في خدمة القضية العربية عامة، والمصرية خاصة. إن شعب مصر العظيم أثبت وللعالم أجمع أن حضارة آلاف السنين تستحق الاحترام؛ فهذا الشعب الذي لم يكن أحد يتوقع ثورته قد ثار، ومن كان يعتقد أن الثورة فقط من أجل رغيف الخبز؛ قد أثبت أنها ليست فقط من أجل ذلك؛ ولكنها من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. كم هو ملفت للإنتباه أنه وفي ظل هذه الجموع لم نسمع عن سرقات، أو تحرشات، بل وأيضا يقومون بتنظيف الشوارع وينظمون أنفسهم. فرض الشباب احترام الجميع لهم”. زهيرة كمال/ القدس “أحييكِ وأعتبُ عليكِ، وقفتِ عند: “ولما أدرك شهرزاد الصباح سكتت عن الكلام المباح”… لقد انكسر الخوف في أم الدنيا، فكيف لا ينكسر في أرض المحشر والمنشر؟! ما يحصل هنا نسخة طبق الأصل مما حصل هناك، والعم سام كان دوماً الداعم هناك كما هو الداعم هنا… امتلأت بعض الجيوب، كما امتلأت السجون هنا كما هناك… وأنت أينك يا شعبي في ضفة الأحرار وفي جبل النار؟! لا مفر اليوم لك ولا عاصم .. إلاّ أن تكتسح من خذلوك وأهانوك وباعوك”. فلسطين الشعب يريد.. إنهاء الاحتلال، تعلِّمنا الثورات الشعبية المنتصرة، أن أهم شروط التغيير وتحقيق الانتصار، هو التفاف الشعوب حول شعارات تلتقط الجوهري والأساسي في اللحظة السياسية الراهنة؛ وتعمل على ما يوحِّد. وفي قراءة لواقعنا الفلسطيني؛ يبرز شعار جامع أساس: إنهاء الاحتلال. أما “إنهاء الانقسام”، و”تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية”، فهما الشعاران الكفيلان بتوفير الشروط الذاتية الضرورية، لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني الوطنية، في الحرية والاستقلال والعودة. [email protected]