شاركت قطاعات واسعة من الشعب السودانى فى تنفيذ العصيان المدنى فى يومه الأول أمس الأحد 27 نوفمبر . وأجمعت تقارير الوكالات الاخبارية العالمية وقنوات التلفزة على ان شوارع العاصمة بدت خالية على عكس المعتاد يوم الأحد كاول أيام العمل (ننشر التقارير فى حيز منفصل ). وتؤكد الصور المرفقة والملتقطة نهار أمس الأحد خلو شوارع العاصمة . ومما يؤكد نجاح اليوم الاول للعصيان المدنى الخسائر الضخمة فى تداول الاوراق المالية بالبورصة . وعضدت ناشطات بارزات من الحركة النسوية العصيان المدنى باعلان اعتصام واضراب عن الطعام لثلاثة أيام ، وطرحن أفقاً واضحاً لمطالب العصيان المدنى (رحيل عمر البشير وزمرته) كما قدمن حلولاً محددة وملموسة للأزمة وآلية للانتقال الى النظام الديمقراطى . وتحاول ابواق النظام وعدد من عناصره الأمنية المدسوسة فى وسائل التواصل الاجتماعى التخريب النفسى فى عدة اتجاهات : أولها ادعاء فشل العصيان المدنى (الامر الذى تنفيه كل وكالات الانباء العالمية)؛ وثانيها : دق اسفين ما بين التحركات العفوية للجماهير وبين العمل المنظم للاحزاب الديمقراطية ، فى حين تتجلى فى كل عمل جماهيرى واسع وحدة العفوى والمنظم ، ولكن الهدف من هذا التخريب عزل القوى السياسية المنظمة بخبراتها المتراكمة وقياداتها المختبرة واهدافها الواضحة ؛ وثالثها : خلق تناقضات زائفة ما بين اشكال الاحتجاج المختلفة ، وتصوير التظاهر كنقيض للعصيان المدنى ، فى حين ان التظاهرات والاعتصامات والاضرابات ليست نقيضاً وإنما أحد أهم وسائل انجاح العصيان المدنى نفسه . ومما يعضد اتجاهات التخريب الامنى مناهج عمل احد مراكز السلطة المشارك فى العصيان ، والذى يلتحق بكل احتجاج جماهيرى بعدائه المتأصل للقوى الديمقراطية هادفا للسيطرة والتحكم ، وهذا المركز من الاسلاميين يرغب فى عصيان أعمى وأخرس – بلا مطالب وبلا أفق وبلا قيادة سياسية معلنة (من منظمات وهيئات غض النظر عن الاشخاص) ، كى يتلاعب بالعصيان ويقرصنه لاستخدامه فى صراعات مراكز القوى – إما لتحسين وضعه ضمن معادلات السلطة القائمة أو توظيفه لتغيير محدود يغير بعض الوجوه فى حين يحافظ على جوهر التمكين ، وهذه المناهج ستؤدى الى اضعاف العصيان بعزله عن القوى الحية. ويؤكد عديد من المراقبين ان نجاح تنفيذ العصيان المدنى فى يومه الأول ، وغض النظر عن نجاحه النهائى ، تجربة تاريخية ، ابتدعت شكلاً عبقريا للنضال ضد النظام الاجرامى الدموى ، وهى تجربة تحتاج الى (بروفة) اولية كالتى حدثت ، ومع تحضير أفضل واشتراك أكثر فعالية للقوى السياسية الرئيسية والدعم بأشكال الاحتجاج المختلفة ، ستقضى حتماً على النظام .