(يؤكد نظام الإنقاذ، مع طالع كل شمس، انه غير مستعد لمفارقة نهج الاستحواذ والاقصاء وانهاء دولة التمكين الحزبي ، انه فاقد الإحساس بمعاناة ملايين السودانيين مقابل مصالح الطبقة الحاكمة والفئات القليلة المرتبطة بها. قبل أن يجف مداد توصيات حوار الوثبة التي تنادي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ها هو النظام يفعل العكس تماماً ويملأ المعتقلات بالمعارضين السلميين من قادة حزب المؤتمر السوداني وغيره من القوى السياسية والمدنية .. هذا يؤكد رأينا بان حوار الوثبة يفتقد الجدية والمصداقية ولا يَزيد عن كونه محاولة لتجميل وجه النظام وان غاية مبتغاه هو تغييرات شكلية تعيد انتاج النظام بنسخة اخرى مع استمرار استحواذه، والقلة المرتبطة به، على السلطة والثروة ودفع غالب أهل السودان إلى دائرة الاقصاء والتهميش وتنصيب نفسه وصياً عليهم ينوب عنهم في صياغة المصير الوطني ويتركهم ينوبون عنه في الشقاء والعناء والموت العبثي المبثوث في حواضر الوطن وأريافه. ساق جهاز الأمن إلى عتمة الزنازين كلاً من نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر ومساعد أمين الاعلام عبد الله شمس الكون و رئيس المجلس المركزي للحزب عبد الْقَيُّوم عوض السيد وعضو المجلس المركزي والرئيس السابق ابراهيم الشيخ والامين العام مستور احمد وبعض كوادر مؤتمر الطلاب المستقلين، وغيرهم من قادة ونشطاء القوى السياسية والمدنية الذين عبَّروا عن رفضهم لسياسات الافقار والتجويع التي اعلنها نظام الإنقاذ مؤخراً. رغم هذه الهجمة المسعورة فإن حزب المؤتمر السوداني لن يتخلى عن ممارسة حقه الدستوري في التعبير السلمي عن رؤاه، وسيواصل القيام بواجبه الوطني في إشاعة الوعي ونقد السياسات الخاطئة واستنهاض الهمم لرفضها ومناهضتها وصولاً لإنجاز التغيير الشامل الذي يزيح نظام الفساد والاستبداد بالوسائل السلمية. لقد وطَّنا أنفسنا في حزب المؤتمر السوداني على مقابلة كل المتاعب التي يجلبها علينا التمسك بالخيارات النظيفة .. سنُجبِر أقدامنا على الثبات في مواطن العزة والكرامة من اجل الانتصار لقضية شعبنا .. سنواصل نهج المقاومة السلمية مع جماهير شعبنا، ولن تزيدنا السجون إلا إيماناً بقضية شعبنا وعزماً واصراراً على الانحياز لها. نمدُّ أيدينا لكل القوى الوطنية وندعو لوحدة قوى المعارضة حول هدف إنجاز التغيير وان اختلفت الوسائل والتكتيكات. نحن على يقينٍ راسخ بأن الحركة الجماهيرية في السودان – رغم الضربات التي تتعرض لها – لن تتزحزح عن حقها في الحياة الكريمة، وأن إرادة شعبنا قادرة على قهر ظلام نظام الإنقاذ واستدعاء أنوار فجر الحرية والسلام والعدالة وكل شروط الوجود الكريم). المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السودانى فى تصريح ل(حريات) قبل ايام من اعتقاله .