* أعلنت مجموعات كبيرة من المواطنين، بينهم فنانون، وكُتّاب، ورياضيون وسياسيون ..إلخ، تأييدها للعصيان المدنى فى يوم 19 ديسمبر، 2016، الذى يصادف مرور (61 ) عاما على إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان فى التاسع عشر من شهر ديسمبر عام 1955 ، وهو ما ينفى أن العصيان بلا هوية، ولا عنوان، كما تزعم الحكومة. * صحيح، قد تكون الدعوة جاءت من جهة مجهولة، أو شخص مجهول، عبر الكيبورد ووسائل التواصل الاجتماعى، ولكن التأييد الكبير الذى وجدته، والاعلانات التى ظلت تصدر تباعا من المجموعات والتجمعات المختلفة مثل الأحزاب السياسية، والجماعات المهنية، والفنانين والكتاب ..إلخ، ممهورة بأسمائهم، تأييدا ومباركة للعصيان إنتقلت به من خانة المجهول الى خانة المعلوم، ولم يعد هنالك ما تتحجج به الحكومة لتسفيه العصيان، وأنه مجهول الهوية والذين دعوا إليه، شخصيات مجهولة تتستر بالكيبورد!! * لفت نظرى أن صحيفة (المصرى اليوم) المصرية، نشرت فى عددها بالأمس رسالة نقلتها من موقع الكاتب السودانى الكبير (عبدالعزيز بركة ساكن) فى الفيس بوك تحمل توقيع (50 ) كاتبا وقصصيا وروائيا سودانيا يعلنون فيها تأييدهم بوضوح للعصيان المدنى المعلن فى يوم الإثنين القادم الموافق 19 ديسمبر، فضلا عن بيان آخر ل (90 ) من الدراميين السودانيين المعروفين أعلنوا مباركتهم وتأييدهم ومشاركتهم فى العصيان، بالاضافة الى المجموعات المهنية والسياسية المختلفة التى اعلنت تأييدها فى أوقات مختلفة طيلة الأيام الماضية !! * وحتى لو إفترضنا أن الدعوة الى العصيان ظلت مجهولة، فذلك لا يقلل من قدره أو أهميته، أو يسفّه منه، والدليل على ذلك الفزع الذى أصاب الحكومة وحزب المؤتمر الوطنى فطفقا يقللان من قيمته، ويسخران منه، بل ويطالبان الداعين إليه للنزول الى الشوارع ومواجهتهم، وهى دعوة صريحة لممارسة العنف فى مواجهة حركة احتجاج سلمية تتوافق مع الدستور السودانى والمواثيق الدولية، ولا تنتهك القانون، بل ان من ينتهك القانون هم الداعون للعنف وليس الآخرين!! * ما الذى يجعل الحكومة وحزبها يثوران كل هذه الثورة فى وجه دعوة سلمية للاحتجاج على قرارات حكومية جائرة، أو حتى على الحكومة نفسها التى ظلت تحكم السودان منذ 27 عاما مارست فيها أسوأ انواع المعاملة للمواطنين، وانتهكت الحريات، وأرتكبت الكثير من الأخطاء التى أودت بالبلاد فى هاوية سحيقة من التردى والتخلف والتناحر، فلماذا الغضب على هذا الاحتجاج المشروع، حتى لو أفترضنا أن الحكومة حققت الكثير من الانجازات وقدمت الكثير للسودان، دعك من الأخطاء التى ارتكبتها فى حقه، والمعاناة التى سببتها لأهله. أليس 27 عاما من الحكم سببا كافيا للاحتجاج على الحكومة، حتى لو كانت حكومة مستنيرة أو ملاكا طاهرا؟! * قبل أيام خرجت جماهير الشعب الكورى الجنوبى الى الشوارع مطالبة باستقالة ومحاسبة رئيسة الجمهورية لعلاقتها بشخصية متورطة فى قضية فساد، بدون أن تتصدى لها الشرطة بالهروات أو ينعتها أحد المسؤولين بالعمالة والخيانة، وسرعان ما انتقلت المطالبة الى البرلمان الكورى الذى أجاز قرارا، بمشاركة عدد كبير من أعضاء حزب الرئيسة، بمحاسبتها !! * حدث هذا رغم ان الحكومة الكورية توفر لشعبها كل انواع الرفاهية ولا تنتهك حقوق احد، ولا تفسد ولا تتستر على الفساد، ولا تنعت المعارضة بالخيانة والعمالة، ولا تتشبث بالسلطة طيلة 27 عاما تأمر وتنهى وتتحكم، وتتمتع بكل شئ، وتحرم غيرها من كل شئ!! الجريدة [email protected]