* لا يليق بكاتب واعي وحر السكوت أو الوقوف في منطقة (الحياد) إزاء فظائع نظام عمر البشير في السودان.. وعار علينا (عظيم) أن يستمر هذا النظام حاكماً بقبضته (الإجرامية) يستسهل قتل الأبرياء أينما اتجهنا، لا يحمي أحداً أو كياناً أكثر مما يحمي وجوده البغيض بشتى الأساليب القذرة..! عار علينا إذا لم نتكاتف ونرص صفوفنا بحكمة وإحكام لدحر البغي..! * قادة السلطة (الدمويون) يمارسون الانتهاكات الكبرى؛ لأن رؤوسهم التي تعفت في الحكم تعوِّل على طيبة شعب السودان وتسامحه..!! فمن أمِن من العقاب يفعل ما يشاء ولا يبالي (إلى أن يرد الله أمراً كان مفعولا)..! الجلوس الطويل على كراسي الحكم يحشدهم بأوهام لا أول لها ولا آخر؛ ومنها أن هؤلاء المغتصبين للسلطة رسخ في أذهانهم أن البلاد (ملكهم) وأنهم (الآباء!!) أو الأسياد الذين من حقهم أن يفعلوا في الشعب (الأفاعيل) تقتيلاً وترويعاً وتجويعاً وظلماً (يحللونه) لأنفسهم، وليس من حق الشعب سوى الصمت..! هكذا يعلنون ذلك بأفعالهم ثم أقوالهم..! ولا فكاك من الظلام بأيادٍ غير أيدي هذا الشعب.. فليس لدى العالم إلاّ الإدانات والبيانات، ليست لديه (صِرفة) لهذه العصابة التي لم يتبق لها إلاّ أن تتخذنا كما الدواب..!! * رغم البشاعات المستمرة لما يقارب الثلاثنين عاماً، نتساءل: لماذا مازلنا بلا قوة صاعقة وممكنة في ذات الوقت تنازل هذا الشر الذي فاض بأرضنا؛ وفاق كل (التصورات)؛ يتمدد في المساحات الشاسعة حتى ضاق الوطن وصار (خرم إبرة)..! مع ذلك لن نفقد الأمل مهما تجبروا.. فهيبة الشعب غالبة حتماً (وجبرته!) ستنتصر في النهاية.. والتاريخ أفضل (متحدث)..!! * ليس في كل عام.. بل في كل يوم يسقط الضحايا من جراء الانتهاكات التي تمارسها الشرذمة الحاكمة (للخرطوم)؛ وانطلاقاً منها توزع الشرور ومهلكات البشر في الاتجاهات الأربعة؛ بدلاً عن التنمية والإعمار والرخاء.. ففي ظل عجز هذه الشرذمة عن إنجاز الأعمال الخيِّرة النيِّرة التي (تحيي الناس) وتكرمهم؛ نجدهم يئسوا من الخير؛ فأنجزوا الإبادة..! * ها هي سلطة الفساد والاستبداد والجهل المُركّب؛ تستهِل 2017 بإبادة في دارفور..! موت جماعي آخر ولن يكون أخير يضاف لسجلها الأسود منذ 2003م مروراً بكافة الأعوام.. فهي كما أسلفنا سلطة لا تحمي غير كيانها؛ وفي سبيل ذلك تكرِّس للموبقات جميعاً.. ومنها القتل المستمر..! * العام الجديد يتم (تدشينه!) بمجزرة (نيرتتي).. ولا نملك إلاّ العزاء لأسر الشهداء والدعاء بشفاء المصابين.. لا نملك إلاّ أن نتفرج على (الدم الغالي) وندين ونستنكر.. لكن لن يمنعنا الأسف والحسرة من تهيئة أنفسنا (لثورة غضب!) بينما صُنَّاع الإبادة يتبخترون و(يتفاصحون) ويكذبون ويتسفلون حتى ذلك الصبح.. إنه قريب.. لكنهم لا يرونه في سكرتهم..!! * جريمة (نيرتتي) التي سبقتها الآلاف من الجرائم المهولة في دارفور وغيرها؛ وصمة (لا تفرِق) مع الانقلابيين ولا تهز قصرهم.. فقد اعتاد القصر وأتباعه على العار.. لم يبق في جلودهم المنتنة موضعاً (لوصمة جديدة)..!! * جريمة نيرتتي من خلال إفادات أحد المسؤولين؛ تتضح ببعض التفاصيل.. لكن ما خفى دائماً أعظم في عهد المنافقين..! يقول مسؤول الشؤون الإنسانية بهيئة النازحين واللاجئين عبد الله صالح الشفيع: (إن القوات الحكومية بالمنطقة شنت هجوماً واسعاً على أهالي بلدة نيرتتي مستخدمة الأسلحة الثقيلة والخفيفة بشكل عشوائي "انتقاماً" إثر العثور على جثة نظامي يتبع للقوات الحكومية. وأكد الشفيع ل"سودان تربيون" مقتل 9 من المدنيين العزل إلى جانب إصابة ما لا يقل عن 60 آخرين بعضهم جراحه بالغة). * هذا ليس كل شيء.. ربما زاد عدد الضحايا اليوم أو غداً.. بينما (كرامتنا) تنقص كلما انتظرنا ارتفاع حصيلة (شهداء الوطن)؛ وصَبَرنا على الإحتلال (الكيزاني)..! أعوذ بالله الجريدة (الالكترونية).