* لو صح ما تداولته الصحف الإلكترونية السودانية ومواقع التواصل الاجتماعي عن سخرية أحد الدبلوماسيين البريطانيين من الأخطاء الإملائية لوزارة الخارجية السودانية، بسبب ما كُتب على اللافتة التعريفية التي وضعت أمامه أثناء زيارة له الى السودان (Spook man) وتعني (الرجل الشبح) باللغة العربية، بينما المقصود ( Spokesman) التي تعنى (المتحدث الرسمي)، فإنها تكون كارثة حقيقية، فإذا كانت الخارجية السودانية التي يفترض أن تعج بالدبلوماسيين والموظفين الذين يتقنون العديد من اللغات العالمية، وعلى رأسها الإنجليزية، قد بلغت هذا المستوى المتردي في اللغة الانجليزية، فما بالكم بالمصالح الحكومية الأخرى؟! * لم أجد أفضل من تعليقات القراء في الزميلة العزيزة (الراكوبة) للتعليق على هذه الكارثة الكبرى، واقتطف منها الآتي: * كتب سامي: "واسطات يا حاج"، بينما علّق البخاري قائلا: " طبعاً المبررات جاهرة عند بني كوز، فهذه "لغة الكفار" وليس مهماً إجادتها. ولكنكم فاشلون حتى في أمور الدين، ويكفي اتهامات التحرش الجنسي التي طالت أحد موظفيكم مؤخراً" * ويقول هيشو: " هذا ليس غريباً عن الكيزان ، وزارة الخارجية هي أهم الملاذات لبني كوز، تعجبهم ويسعون اليها لسبب واحد فقط هو الدولارات التي يستنزفونها تحت مسمى دبلوماسي، ولقد ظلت هذه الوزارة منذ قدوم حكومة الشؤم هذه مرتعاً لهذه الفئة وتجلّى فيها فقه التمكين بصورة واضحة وكبيرة ، ولقد كانت في بداية أيامهم يستهل فيها العمل بحلقات التلاوة الاجبارية ومن ثم تستمر الدروشة الى نهاية اليوم. أيام (علي كرتي) أراد الرجل أن يفعل شيئاً في وزارته فقام باجراء امتحانات للدبلوماسيين في اللغة الانجليزية، وأظن أن الكثيرين يذكرون ذلك، المهم في الأمر أن عدد الممتحنين كان 100 دبلوماسياً في مختلف درجاتهم الوظيفية، رسب منهم حوالي ال80 ممتحن ومن ضمنهم دبلوماسيون بدرجة سفير، يعمل بعضهم الآن في سفارات خارج السودان، أحدهم كوز متفلسف كان يقدم برنامج في تلفزيون السودان (لا أذكر اسمه)، ونسبة لنسبة السقوط الفظيعة تم ايقاف (كرتي) من الاستمرار في هذا الأمر ، حتى لا تفوح رائحة فضائح اللغة في خارجية بني كوز، ويشمت عليهم الشعب السوداني الحاقد". * من التعليقات الطريفة والسخرية التي اكتظ بها موقع الراكوبة، تعليق (العجب) الذي يسخر فيه بمرارة من المستوى المتدني الذي وصل إليه حالنا في اللغة الانجليزية، فكتب يقول " نحنا الإنجليزي حق الإنجليز دا ذاتو ما معترفين بيه، أنحنا سوف نسوي إنجليزي خاص بينا والما عجبو يشرب من البحر الميت قال spokesman قال، لا أنحنا بنسميه Spook man، كان عجبكم ولا ما عجبكم!! * وكتب أبوقوتة: " الحاصل شنو في البلد دي، واحد يتحرش بفتاة في مترو الانفاق بنيويورك، فضيحة قميص ميسي، وحتى وزارة الخارجية لا تعرف الفرق بين spook و spoke، بالله هل هنالك مهازل أكثر من ذلك، طبعاً واسطات وتمكين الي أن وصلنا الى أرذل الدبلوماسية، لك الله يا سودان". * ويقول ساري الليل: " اذا كان وزارة الخارجية بقت رف لكل من يفقد منصبه من المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، وكل الذي يشيلوه من منصب وما يلاقوا ليهو محل يرموه في وزارة الخارجية المسكينة، والكيزان ما فاضين من حركاتهم الفاضية، واحد مشى مؤتمر القمة العربية في إحدى الدول العربية عجبتوا واحدة قال عايز يتزوجها، وآخر ضبطته كاميرات المراقبة متحرشاً في مترو الأنفاق، وواحد بطل وقعد يتغزل في وزيرة خارجية مورتانيا (الناهة بنت مكناس) لامن فصولها من شغلها لهذا السبب، ويا ما حنشوف العجب العجاب". * أما مسك الختام، فهو الحديث الجميل عن الخارجية أيام زمان، لمحمود صالح، الذي كتب قائلا: " قبيل الاستقلال بأشهر قليلة، كان السيد (خليفة عباس العبيد) ضيفاً على الخارجية البريطانية، ليتعرف على أسس إنشاء وزارة للدبلوماسية في السودان، وكيفية تقسيم العمل وطرق تعيين الدبلوماسيين، والإلمام بالمعايير المتبعة عند أعرق وزارة للدبلوماسية في أوروبا، في "هوايتهول" في لندن، لتطبيقها عند انشاء الوزارة الوليدة في الخرطوم. أورد السيد خليفة عباس في كتابه ( أشتات الذكريات) عام 2003 نص اللائحة التي اقترحها في مطلع عام 1956، ومن بعد اعتمدها مجلس الوزراء دون تعديل يذكر، وقد تضمنت أسس التعيين في وزارة الخارجية والهيكل العام للوزارة، ومن بين أهم شروط التعيين لمن يتقدم للالتحاق بالوظيفة الدبلوماسية، أن يحمل شهادة جامعية، وأن يجتاز اختباراً تحريرياً عاماً في معرفة تاريخ وجغرافية وهيكل الادارة الإدارية للسودان والشئون العالمية والمسائل المعاصرة البارزة ( بلغتين )، وأن يعد ذلك الامتحان بواسطة مجلس امتحانات السودان بالاشتراك مع وزارة الخارجية، وذلك حتى لا يأتي او يخرج دبلوماسي من هذه الوزارة الهامة ك (دبلوماسي الناها، أو يخطئ شخص وزارة الخارجية مثل هذا الخطأ الفادح، الساذج، الكارثي، والمُهين للبلد وللجميع ، رحم الله السودان ، ورحم الله خارجية زروق، والمحجوب و جمال محمد أحمد" . * شكراً لكم قراء الراكوبة الظليلة، فلقد شفيتم غليلي!! الجريدة