اللعبة الشعبية الدمينو أو كما نسميها الضمنه ، وكل من يلعب هذه اللعبة يعرف ماذا تعني عبارة ( قفله عمياء ) وهي تأتي بعد أن يتم إقفال البابين وقبل انتهاء عدد مكعبات الحجار التي تصل إلي سبعة ، والشخص الذي لا يتابع ولا يجيد اللعبة كما ينبغي (يقفله عمياء) وينهي اللعبة وهو لا يدري ولا يكون في مقدور الآخرين اللعب علي الرغم من وجود مكعبات الحجار في أياديهم ، وعلي رأي أهل الضمنه يمكن أن نقول أن الرئيس ترامب (قفله عمياء) بقراره الأخير بمنع دخول مواطنين سبع دول إلي الولاياتالمتحدة من ضمنها السودان حتى وان كانوا يحملون تأشيرات. القرار الذي أصدره الرئيس ترامب قرار معيب وينتهك حقوق الإنسان والقوانين التي سنت بمخاض من الدم والأرواح من خلال المسيرة الطويلة للحقوق المدينة ، ليأتي ترامب بغباء لا يحسد عليه ليجعل كل هذه الانجازات في مجال حقوق الإنسان تتهاوي إلي درك سحيق وتوأد دولة المواطنة والتنوع والتعايش بين الأديان . من حق أمريكا أن تحمي مواطنيها من الإرهاب وتصدر القرارات التي تساعدها في ذلك ولكن القرار الذي تم إصداره علي أساس التمييز بسبب العقيدة أو الدين يمثل أشارة خضراء للإرهابيين الذين يجدون ضالتهم في مثل هذه القرارات وينشطون في تلك البيئة التي يحاول ترامب بوعي أو بدونه أن يوفرها لهم . نظرية القوة تنشئ الحق وتحميه مازالت قائمة في القرن الواحد وعشرين علي الرغم من أنها نظرية سادة في المجتمعات البدائية ثم بادت في المجتمعات الحديثة ولكن الناظر إلي المشهد السياسي العالمي يتيقن بأنها مازالت موجودة وان تغلفت بسلوفان الإرهاب وحماية حقوق الإنسان ، وان المصالح الاقتصادية وحدها هي التي جعلت الرئيس ترامب يغض الطرف عن بعض الدول التي نفذ رعاياها عمليات إرهابية في أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية . كل الدول الإسلامية لم تحرك ساكنا وكان رد فعلها شبيه لما قاله الفنان عادل أمام في مسرحيته شاهد ما شافش حاجة (إنا اسمي مكتوب ..لا … طيب الحمد لله) وصمت دعاة حماية الإسلام لان الدين بالنسبة لهم مطية لتثبيت ركائز الحكم وتحريم الخروج عن السلطان ورمي المخالفين لهم في الرأي بالكفر والزندقة . السؤال الاستنكاري الذي بات الجميع يطلقه لماذا السودان من ضمن الدول السبعة علي الرغم من التسامح الديني والبعد عن الغلو والتطرف والتسامح والأمن الذي يسود الشارع السوداني وغيرها من الميزات الايجابية التي تتمتع بها الشخصية السودانية ، والإجابة علي هذا السؤال يكمن في تصرفات النظام الغير مسئول الذي يأوي كل الإرهابيين والمجرمين والحركات المتطرفة ، لأنهم الأقرب إليه منهجا وسلوكا وفعلا ، والطامة الكبرى في تسهيل منح الجواز السوداني حتى باتت اقرب إلي سلعة زهيدة الثمن منه إلي جواز دولة ذات سيادة وحضارة ضاربة في جذور التاريخ ، يمكن لأي شخص أن يحصل عليه دون عناء لذلك كان السودان من ضمن القائمة حتى لا يدخل الإرهابيين أمريكا بجواز سفر سوداني ، وبهذا يكون النظام حط من قدر الإنسان السوداني داخليا وخارجيا . تأكد للجميع أن أمريكا بلد الحريات والقانون والعدالة وحماية حقوق الأقليات والديمقراطية فيها راسخة ،والمؤسسية تقود ولا تنقاد ،من خلال المظاهرات والاحتجاجات علي قرار ترامب حتى من الذين صوت له في الانتخابات ، وبدأت رفع الدعاوي القضائية لإبطال القرار التنفيذي الذي أصدره ترامب ، باعتباره مخالف للدستور والقوانين ، ولدفاع عن الحقوق والحريات خرج معظم الأمريكان في مظاهرات هادرة علي اختلاف أديانهم وعقائدهم وأجناسهم لإعلاء قيم الديمقراطية والعدالة والتعايش السلمي والحوار بين الأديان وهزيمة وإبعاد الفوضى والتهريج والتعالي الأجوف ، وإرساء قيم المواطنة بحقوقها وواجباتها . ومن هذا يتضح أن تغيير النظام ضرورة ملحة لجميع المواطنين داخل السودان وخارجة،لان النظام انتزع من وجوهنا أخر مزعة لحم وأصبحت سمعتنا بسبب وجود هذا النظام في الحضيض عالميا ، لذلك يجب علي الجميع أن يكونوا جزء من معادلة التغيير ، فلا يجدي الهروب إلي الإمام ، ولا احد في مأمن مما تشهده البلاد من انهيار وفوضي ، ولا خيار سوي المواجهة والمقاومة واصطفاف الجماهير في الشارع ، لإزالة نظام الفساد والاستبداد ، لتعود للدولة هيبتها وسيادتها وتساهم بصورة ايجابية في محيطها الإقليمي والعالمي .