أعلن وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة، عن إصابة 160 ألف مواطن سودانى بالسرطان ، وذلك في مؤتمر صحفي نظمته الجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال مرضى السرطان (تداعى) بمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي يوافق الرابع من فبراير كل عام. من جانبه، أضاف مساعد المدير العام لمستشفى (الذرة) المتخصص في علاج السرطان بالخرطوم، الطيب وقيع الله، ان المستشفى يستقبل الف حالة شهريًا. وسبق وكشف عميد المعهد القومي للسرطان بودمدني بولاية الجزيرة دفع الله أبو إدريس عن ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان والمترددين على المعهد الى 25 ألف حالة خلال العام مقارنة بثلاث آلاف متردد متوسط الأعوام السابقة. وأكد أبو إدريس إن المستشفى يستقبل 70 متردداً في اليوم الواحد منهم 12 حالة جديدة . واوضحت د. نعيمة القصير ، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالسودان ، ( السرطان يتزايد بصورة مخيفة في السودان) . وكشف مسح قامت به وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في 1 سبتمبر 2016 ، عن إنتشار كبير لمرض السرطان في البلاد ، خصوصاً سرطان الثدي. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 4 فبراير 2016 ، ان مرض السرطان حصد أرواح (15500) مريضاً بالبلاد فى عام واحد . وربط مختصون وأطباء ما بين ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان والتلوث البيئي ، خصوصاً مع تزايد استخدام بروميد البوتاسيوم في الخبز ، والتلوث الناجم عن المخلفات الصناعية والمبيدات والاسمدة الفاسدة ، وتلوث مياه الشرب. وأكد خبراء في منبر حماية المستهلك الذي عقد حول سلامة الأغذية بمناسبة اليوم العالمي للغذاء ، ان غالبية الأغذية في البلاد أصبحت ملوثة الأمر الذي أدى إلى إنتشار السرطانات والفشل الكلوي بصورة غير مسبوقة. وقالت هدى محمد عثمان مديرة منظمة الغذاء والتغذية ان السودان أصبح أكبر سوق لإستخدام المبيدات منتهية الصلاحية لعدم وجود رقابة حكومية عليها ولعدم إهتمام الحكومة بالزراعة والمزارعين. وقال د. فيصل عوض حسن – الخبير والموظف السابق بالهيئة العربية للإسثمار والإنماء الزراعي – ل (حريات) ، (غالبية الخضروات المعروضة في الأسواق غير صالحة للإستخدام الآدمي لأنها تحتوي على سميات عالية). وأكد ان أحد أهم اسباب إنتشار الأمراض تلوث الغذاء بسبب المبيدات المسرطنة والسميات التي تدخل إلى البلاد خاصة بعد تدمير مصلحة الإرشاد الزراعي وعدم وجود رقابة حكومية على المبيدات . وإعترفت الإدارة العامة لوقاية النباتات بدخول أكثر من (1500) طن مبيدات فاسدة إلى البلاد . وحمّل خضر جبريل مدير عام إدارة وقاية النباتات مسؤولية دخول المبيدات الفاسدة لوزارة المالية وبنك السودان المركزي نظراً للرسوم الباهظة التي تضعها الدولة على المدخلات الزراعية مما أدى لإرتفاع أسعار المبيدات المسجلة والمعتمدة وبالتالي تشجيع المبيدات الفاسدة المهربة. وقال سر الختم عمر حسن رئيس شعبة الكيماويات الزراعية ، ان (60%) من حاجة القطاع الزراعي من المبيدات تغطى بالمبيدات الفاسدة التي تأتي عن طريق التهريب . واعترف حسن عبد القاهر هلال ، وزير البيئة والتنمية العمرانية ، بإختلاط مياه الشرب بمخلفات الصرف الصحي في البلاد ، في حديثه بالمنبر الأسبوعي بوزارة الاعلام 11 يناير 2017 . وسبق وكشف المراجع العام لولاية الخرطوم في تقريره البيئي عن استخدام هيئة مياه الخرطوم لمواد ضارة ومسرطنة . وأبان تقرير المراجعة ان المواد غير المطابقة للمواصفات التي استخدمتها هيئة مياه الخرطوم لتنقية المياه تشمل الحديد، الزنك، النحاس، الرصاص، الكروم ، والمنجنيز.