أكد خبراء في منبر حماية المستهلك الذي عقد حول سلامة الأغذية بمناسبة اليوم العالمي للغذاء ، أمس الأول ، ان غالبية الأغذية في البلاد أصبحت ملوثة الأمر الذي أدى إلى إنتشار السرطانات والفشل الكلوي بصورة غير مسبوقة. وقالت هدى محمد عثمان مديرة منظمة الغذاء والتغذية – منظمة مجتمع مدني تعمل في مجال نشر ثقافة التوعية الصحية والغذائية – ان مرض الفشل الكلوي إنتشر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة نتيجة لتناول المواطنين لأغذية محلية ملوثة . وأضافت في كلمتها بالمنتدى ان السودان أصبح أكبر سوق لإستخدام المبيدات منتهية الصلاحية لعدم وجود رقابة حكومية عليها ولعدم إهتمام الحكومة بالزراعة والمزارعين. وقالت ان البلاد أصبحت طاردة للمزارعين الذين أفقرتهم السياسات الزراعية العقيمة فلم يجدوا أمامهم سوى الهجرة للخارج للعمل في مهن هامشية مما أدى إلى دخول السماسرة الباحثين عن الثراء السريع للمجال الزراعي وبالتالي إنتشار المبيدات الفاسدة التي إنتشرت معها الأمراض . وطالبت هدى (حماية المستهلك) بأخذ عينات من مصانع الزيوت لفحصها والتأكد من انها صالحة للإستخدام ، مشككة في صلاحية الكثير من زيوت الطعام المستخدمة ، مضيفة بان الزيوت تصبح غير صالحة للإستخدام بعد ستة أشهر من الإنتاج ، وتساءلت : (هل الزيوت المعروضة بأسواقنا جديدة ؟). وقال د. خضر إبراهيم عبد الحكم – الأستاذ بجامعة أمدرمان الإسلامية – ان عدم وجود رقابة حكومية أدى لدخول الكثير من المبيدات الفاسدة مما أثر سلباً على صحة المواطنين ، قائلاً ان هناك فوضى في إستخدام المواد الحافظة للأغذية بالبلاد (التي يجب أن تستخدم بطريقة علمية ووفق معايير مضبوطة ومراقبة) . وعلق د. فيصل عوض حسن – الخبير والموظف السابق بالهيئة العربية للإسثمار والإنماء الزراعي – ل (حريات) ، قائلاً : ان حال الزراعة ينعكس على حال المواطن سلباً أو إيجاباً ، (لك ان ترى الآن كيف يعيش المواطن لتعرف حجم الدمار الذي حاق بالزراعة) ، قائلاً : التدمير الذي ألحقته حكومة الإنقاذ بالزراعة في البلاد لم يحدث في أي دولة من العالم ، مضيفاً بان (أعداء السودان لو أرادوا له الضرر لما فعلوا ما فعلته هذه الحكومة) . وأكد على ما قاله الخبراء بالمنتدى ، وزاد عليه : (غالبية الخضروات المعروضة في الأسواق غير صالحة للإستخدام الآدمي لأنها تحتوي على سميات عالية). وتحسر على خروج أكبر مورد خضر بمواصفات عالية من أسواق البلاد ، قائلاً ( الهيئة العربية للإسثمار والإنماء الزراعي ظلت دائماً تقدم منتجات غذائية على درجة عالية من الجودة ولكن الفساد الذي أدخلته هذه السلطة لأروقة الهيئة بواسطة تحالف عبد الله شقيق عمر البشير ومديرها السابق الاماراتي الشرهان أخرجها من المنافسة ). مضيفاً ( الفساد هو أس المشكلة في البلاد ولا يمكن قيام إصلاح زراعي في ظل سلطة فاسدة). وقال ان ما ذكره الخبراء في المنتدى من إنتشار للأمراض وتحديداً أمراض السرطانات والفشل الكلوي أحد أهم أسبابه الرئيسية تلوث الغذاء بسبب المبيدات المسرطنة والسميات التي تدخل إلى البلاد خاصة بعد تدمير مصلحة الإرشاد الزراعي وعدم وجود رقابة حكومية على المبيدات . وسبق وإعترفت الإدارة العامة لوقاية النباتات بدخول أكثر من (1500) طن مبيدات فاسدة إلى البلاد . وحمّل خضر جبريل مدير عام إدارة وقاية النباتات مسؤولية دخول المبيدات الفاسدة لوزارة المالية وبنك السودان المركزي نظراً للرسوم الباهظة التي تضعها الدولة على المدخلات الزراعية مما أدى لإرتفاع أسعار المبيدات المسجلة والمعتمدة وبالتالي تشجيع المبيدات الفاسدة المهربة. وأضاف في الورقة التي قدمها بمنتدى مجموعة (دال) ، بعنوان : (الإستخدام المسؤول للمبيدات وسلامة الغذاء) ، سبتمبر 2014 ، إن البنك المركزي لا يوفر النقد الأجنبي لفتح اعتمادات للجهات المستوردة بالسعر الرسمي، ما يجعل المستوردين يتجهون للسوق الموازي، مشيرا إلى أن وزارة المالية تطالب بتعرفة جمركية قدرها (35%). وقال سر الختم عمر حسن رئيس شعبة الكيماويات الزراعية ، ان (60%) من حاجة القطاع الزراعي من المبيدات تغطى بالمبيدات الفاسدة التي تأتي عن طريق التهريب . كما سبق وكشف مدير إدارة المبيدات والسميات في جامعة الجزيرة عن اختفاء مئات الآلاف من الأطنان من المبيدات بمشروع الجزيرة . وقال بروفيسور نبيل حامد حسن بشير 15 سبتمبر 2014 انه اكتشف بأن مخازن المبيدات التي حصرها في السابق اختفت في كافة تفاتيش المشروع عدا بعض المخازن الكبيرة، منبهاً إلى أن الحادث ينذر بخطر كبير على حياة المواطنين والبيئة. وأضاف ان اختفاء المبيدات حدث إما بتوزيعها وبيعها إلى مزارعي مشروع الجزيرة، وإما بدفنها في التربة، منبهاً إلى أن كلتا الحالتين فيها خطر كبير على صحة البيئة والمواطنين؛ باعتبار أن دفنها في التربة كفيل بفعل الرياح والأمطار أن يتسبب في الأمراض الخطيرة والمسرطنة للمواطنين. وقال ان السودان فيه نحو (345) مخرناً للمبيدات، كان من المفترض إبادتها منذ منتصف التسعينيات، وكانت (تكلفة عملية إبادة الطن نحو (4) آلاف دولار- وقتها- بينما تبلغ في الوقت الراهن نحو (20) ألف دولار). وقال الدكتور كمال حمد، في مؤتمر صحفي بمنبر سونا الأربعاء 1 يونيو 2011، ان السرطان يتركز في ولايات الخرطوم، الجزيرة ، وولايات الشرق والغرب ، وأضاف ان ثلث الحالات المكتشفة فقط هي التي تأتى للعلاج والتشخيص. وكشف عميد المعهد القومي للسرطان بودمدني بولاية الجزيرة دفع الله أبو إدريس أغسطس 2014 ، كشف عن ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان والمترددين على المعهد الى 25 ألف حالة خلال العام الجاري مقارنة بثلاث آلاف متردد متوسط الأعوام السابقة. وأكد أبو إدريس إن المستشفى يستقبل 70 متردداً في اليوم الواحد منهم 12 حالة جديدة .