* من الطبيعى أن تستأسد (اثيوبيا) علينا، وتتراجع عن الاتفاق الذى عقدته معنا ووافقت بناءً عليه بالانسحاب من جزء بسيط منطقة (الفشقة) التى ظلت تحتلها منذ سنوات، وتزرعها، وتنتفع بخيراتها، فلقد أحنينا ظهرنا وصرنا تُبَّعا لمن يسوى ومن لا يسوى من الدول الهزيلة الضعيفة التى جعلتنا مطية لها، مثل تشاد واريتريا واوغندا، واثيوبيا، واستغلت ضعفنا وهواننا لتستولى على ارضنا وتطردنا منها، وتحولهاالى مستوطنات تابعة لها، كما حدث فى منطقة (الفشقة) أكثر من مليونى فدان، فى شرق السودان التى استولت عليها اثيوبيا، أو فى (حلايب وشلاتين) فى شمال السودان التى استولت عليها مصر بما فيها من بشر، ورفعت عليها العلم المصرى، ولم تملك حكومتنا إلا الخنوع والركوع وذرف الدموع الكاذبة، والمزايدة المفضوحة على الارض من حين لآخر لاخفاء مشاكلها الداخلية، وايهام الشعب بالحرص على إسترجاعها من مغتصبيها، ولكنها لم ولن تفعل شيئا، ولن تقدم شيئا سوى الاوهام والاكاذيب والوعود المعسولة!! * ارجوكم إقرأوا هذا الخبر، حتى تروا مدى الهوان الذى وصلنا إليه: * " تنصلت السلطات الاثيوبية عن اتفاق يقضى بالانسحاب من أراضى سودانية سيطر عليها الاثيوبيون قبل 3 سنوات، فى وقت جدد فيه النائب المستقل (عن دائرة الفشقة) بالمجلس الوطنى (مبارك النور) مطالبته بإنشاء مفوضية حكومية تختص بالحدود. وقال النور، إن السلطات الاثيوبية تنصلت عن الانسحاب من مساحة 50 ألف فدان سودانية، كانت قد وافقت على الانسحاب منها بعد اتفاق بين والى القضارف وحاكم إقليم التقراى، خلال زيارة للوالى لمدينة (مقلى) الاثيوبية، تكريما له لمواقفه الداعمة للحكومة الاثيوبية إبان الاحتكاكات الأخيرة بين الأمهرا والتقراى". * " وأكد نائب الدائرة ان الحاكم الاثيوبى نكص عن الاتفاق، وجدد (النور) مطالبته للحكومة السودانية بالتدخل، بجانب إنشاء مفوضية حكومية أو لجنة برلمانية للحدود، وأوضح أن ملف الحدود موزع بين وزارتى الدفاع والخارجية، بالاضافة الىى رئاسة الجمهورية، كما حذر من تجدد الاشتباكات بين الشفتة الاثيوبية والمزارعين السودانيين فى فصل الخريف". انتهى الخبر (سارا تاج السر، الجريدة، 9 فبراير، 2017 ) !! * تخيلوا الهوان الذى وصلنا إليه، نائب برلمانى يستحث الحكومة (او بالأحرى يحنِّس الحكومة) للتدخل وحماية الارض السودانية والمواطنين السودانيين واستعادة الارض والحقوق المسلوبة، بينما الحكومة نائمة نومة اهل الكهف، وذلك بدلا عن تحريك الدبابات والطائرات والقوات الضاربة لحماية الارض وتأديب الغزاة .. !! * يا لهوانك يا سودان، ويا لمذلة وضعف حكامك .. أين أنت يا (عبدالله خليل) لترى الهوان الذى نعيش فيه، والعار الذى يجلل هاماتنا وانكسارنا لمن يسوى ومن لا يسوى، لدرجة أن نائبا برلمانيا يستحث الحكومة للدفاع عن الأرض والعرض .. بدلا عن اشتعال الغضب فى الصدور وتحريك القوات المسلحة للدفاع عن الوطن، كما فعلتَ أنت فى عام 1958، عندما تجرأتْ مصر وتجاوزت حدودها، وحركت قواتها فى اتجاه (حلايب وشلاتين)، ولكنها سرعان ما تراجعت عندما رأت أسود الوغى تزأر وتهز الجبال وهى تتحرك للدفاع عن عرينها المقدس .. أين أن نحن من ذلك الزمان، وأولئك الرجال، والله لم يبق لنا إلا أن نصرخ (وا عبدالله) كتلك المرأة التى صرخت (وا معتصماه) لتنهض من قبرك وتأتى لتنقذنا من الهوان الذى نعيش فيه، والعار الذى يجلل هاماتنا، بفضل الفئة الباغية الفاسدة التى استوات على بلادنا ومقدراتنا وعاثت فيها فسادا، وتركتها نهبا للضباع، منذ ربع قرن من الزمان!! * تخيلوا أيها السادة .. حكومتنا تحتاج الى كرت دعوة لتدافع عن وطنها وشعبها وشرفها، وتحمى أرضها وعرضها، فأى حكومة هذه، وأى خير تنتظروه منها .. ضاعت حلايب، وضاعت شلاتين، وضاعت الفشقة، وضاع الجنوب الحبيب، وضاع الشرف، وضاعت الكرامة، وضاعت الرجولة، ولم يبق لنا سوى الدموع، فماذا تنتظرون ؟! الجريدة الإلكترونية [email protected]