1- ***- خبر صغير نشر بالصحف المحلية في يوم الثلاثاء 11 ابريل الحالي تحت عنوان:(استقالة نائبة من المجلس الوطني السوداني)، وجاء في جزء من سياق الخبر، ان نعمات الشريف سالم ادت القسم كنائبة بالبرلمان، خلفاً ل(علوية عباس)، وأشار رئيس البرلمان إلى قبول استقالة (علوية) لعدم رغبتها في عضوية البرلمان، بجانب رفضها أداء القسم كنائبة. 2- ***- لم يجد خبر الاستقالة الاهتمام الكافي من القراء بسبب غموضه عدم ذكر الصحف السبب الاساسي الذي جعل السيدة علوية عباس الي تقديم الاستقالة، بل الاغرب من كل هذا، ان لا احد من الصحفيين حتي اليوم -وبعد مرور خمسة ايام- علي نشر الخبر قد بذل ولو قليل من الجهد في سبيل الوصول الي خفايا واسرار الاستقالة التي ما كان لها مثيل في المجلس!!…ومما قلل من اهمية الحدث رغم اهميته، ان السيدة علوية حتي اليوم ترفض توضيح سبب الاستقالة، وكان المفروض عليها من اجل ازالة الغموض، ان تدعو الي مؤتمر صحفي تبين فيه بكل وضوح كل الحقائق بلا دس او اخفاء معلومات. 3- ***- حتي لا نظلم السيدة علوية عباس في عدم توضيح سبب الاستقالة ، فقد تكون هناك اسباب قوية منعتها من النشر في الصحف، مثل تدخل الجهات الامنية، او خوف رؤساء تحرير الصحف من نشر سبب الاستقالة ولما فيها من معلومات خطيرة قد تمس المجلس والنواب!! 4- ***- بعد غموض هذه الاستقالة المبهمة، كان لابد ان نعطي مخيلتنا العنان ان يفسر سبب الاستقالة كما يشاء، وان يطرح التساؤلات حولها حتي اشعار من صاحبة الاستقالة. 5- ***- ياتري، هل يعود سبب استقالة السيدة علوية الي غضبها العارم من نواب المجلس الذين شرعوا للبشير الكثير والكثير جدآ من الحقوق والصلاحيات، تفوق اكثر مما عند كل رؤوساء دول العالم؟!! 6- ***- هل تقدمت السيدة علوية باستقالتها بعد شعورها ان نواب المجلس الوطني في طريقهم الي تعديل كل القوانين جملة وتفصيلا لصالح رئيس الجمهورية، وسن تشريع جديد يصبح بموجبه عمر البشير رئيسآ الي الابد…تمامآ كما منح البرلمان السوري من قبل الرئيس حافظ لقب:(حافظ الاسد رئيسنا الي الابد)؟!! 7- ***- هل تقدمت السيدة علوية باستقالتها بعد الضغوطات الكثيرة التي واجهتها من قبل رئيس ونواب المجلس، بان لا تكون (خميرة عكننة) وتتعمد الوقوف ضد القرارات والتشريعات لصالح الحزب الحاكم؟!!، وانه عليها ان تختار احد الامرين: اما ان تسكت ولا تعترض مثلها مثل بقية النواب المستقلين، او ان تستقيل واستقالتها مقبولة علي الفور؟!! 8- ***- بعد الزخم الهائل الذي ملأ الاجواء السودانية في الاونة الاخيرة -بعد زيارة الشيخة موزة بن مسند – والجدل الحاد الذي دار شعبيآ ورسميآ حول تاريخنا القديم واثارنا الفرعونية التي سبقت مصر، نسال: هل حقآ اتجه المجلس الوطني – وكامتداد لهذا التاريخ القديم- تبني فكرة تعيين عمر البشير ليكون "فرعون السودان الاكبر"علي البلاد ؟!!، وان نواب المجلس تمسكوا بالمثل المعروف:(من نسي قديمه تاه)؟!!، وانه لاغضاضة في ان يكون البشير "فرعون اسلامي" بعد اصدار تشريع بذلك؟!! ***- هل استندوا نواب المجلس الوطني في صلاحية وعقلانية فكرتهم عن فرعنة البشير، في ان الرئيس المصري الراحل انور السادات كان يطلق علي نفسه:(اخر فراعنة مصر)؟!! وانه بعد وفاته دفن في مقبرة صممت علي شكل هرم فرعوني؟!! 9- ***- هل حقآ استقالت السيدة علوية عباس من المجلس الوطني، ونفذت بجلدها بسبب جنون و(خرمجة) رئيس المجلس والنواب، الذين هم ماعادوا يمثلون احد في البلاد، ولا يحترمون حتي من كانوا السبب في دخولهم المجلس؟!!…وانهم -وعملآ بالمثل المعروف (خادم الفكي مجبور علي الصلاة )- لا يقومون الا بخدمة الفرعون الجاثم فوق صدور الملايين؟!! 10- ***- نتمني ان نسمع من السيدة علوية عباس كل الحقائق، من اجل توثيق اول حدث استقالة نائبة في تاريخ المجلس الوطني. 11- معني كلمة "فرعون" *********** فرْعَوْنُ : لقبُ مَلِكِ مِصْرَ في التاريخ القديم ، وأصله بالمصرية [ َرْعو] بغير نون ، ومعناه : البيتُ العظيم…لقب يُطلق ايضآ على كلّ طاغٍ متمرّد يرأسه في العمل فرعون طاغٍ. ***- يعتقد علماء المصريات الغربيين أن لقب "برعو" في اللغة النوبية القديمة تعني " المنزل الكبير " أو" البيت الكبير " أو ما يعني " الباب العالي ", وذلك نسبة إلى تركيب " بر- عا "، الذي ظهر في عهد الأسرة الثامنة عشر والأسرة التاسعة عشر. ***- غير أن لفظ " فرعون " له مصدر آخر غير التوراة ألا وهو القرآن، حيث يظهر اللفظ كاسم علم أكثر منه لقبا في آيات القرآن، ويظهر ذلك جليا من آيات القرآن التي ورد فيها الاسم بعد أداة نداء، حيث ذُكرَ في سورة الأعراف, الآية 104: وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ . ومن هنا يترجح القول بأن كلمة " فرعون " هي اسم علم أكثر منه لقبا قد تم تعميمه على ملوك مصر القديمة فأصبح لقبا لكل ملك حكم مصر. [email protected]