عكست تصريحات لوزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قلق الدوحة من نظرة واشنطن لها بسبب دعمها جماعات اسلامية متشددة في سوريا، وذلك في ظل دعوات أميركية لسحب قاعدة العديد والتمهيد لمحاسبة قطر. ويسود ارتياب في الولاياتالمتحدة من الدور القطري المزدوج في التعامل مع الجماعات المتشددة، اذ يقول معلقون ان الدعم القطري للفصائل الاسلامية في سوريا لم يتوقف لكن قطر تعلن ايضا التزامها بمحاربة الارهاب. وتحدث الوزير القطري على هامش زيارة لواشنطن، عن "تعاون وثيق" بين الإدارة الأميركية والجهات المختصة في دولة قطر لمكافحة تمويل الإرهاب. واشارالى التنسيق في قضايا المنطقة "خصوصاً أننا نمر في مرحلةٍ مهمةٍ الآن في القضية السورية بعد النتائج الأخيرة لمشاورات استانا"، وشدد على أن "هناك خطوات يجب أن تتخذ بعد الهجوم الكيميائي من النظام السوري ورد الفعل الأميركي". واضاف انه "يعول الآن على أن تكون هناك سياسة جديدة للدول الداعمة للشعب السوري في القضية السورية". وتحدث عن "المشاورات مع وزير الخارجية ومع مستشار الأمن القومي بخصوص القضية السورية والمقترحات للمضي قدماً في حلها"، مؤكداً أهمية الحل السياسي لإنهاء الأزمة. واضاف "الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطروالولاياتالمتحدة متعددة الوجه بما في ذلك مكافحة الإرهاب، خاصة أن قطر جزء رئيسي من التحالف الدولي لمكافحة داعش". لكن شخصيات أميركية بارزة حثت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نقل قاعدة العديد من قطر إلى دولة أخرى مجاورة، في رسالة تحمل دلالات قوية على أن واشنطن يمكن أن تضحي جذريا بالتحالف مع الدوحة إذا لم تراجع الأخيرة سياستها تجاه التيارات المتشددة وإيران بما يتوافق مع التوجه الأميركي في الحرب على الإرهاب. وعقد المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (جينسا) مؤتمرا صحافيا في إحدى قاعات الكونغرس قبل ايام ضم كلا من دينس روس المبعوث الأميركي السابق في الشرق الأوسط والمستشار في معهد واشنطن، وبراد شيرمان عضو الكونغرس، والجنرال تشارلز والد نائب القائد السابق للقيادة الأوروبية الأميركية، ومايكل ميكافيسكي رئيس المعهد. وخصص المؤتمر لمناقشة تقييم العلاقات الأميركية القطرية من وجهة نظر سياسية وعسكرية لدعمها جهات متطرفة وجماعة الإخوان المسلمين إضافة إلى دور قناة الجزيرة التحريضي. وأشار تشارلز والد إلى أن واشنطن تملك خيار نقل قاعدة العديد العسكرية من قطر لدول حليفة مثل الإمارات "قاعدة الظفرة" أو للسعودية "قاعدة الأمير سلطان". ويرى براد شيرمان أنه يجب توجيه رسالة للدوحة بأن تصرفاتها الحالية في دعمها للإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة خطر عليها. ولم تكن هذه التصريحات مفاجئة، ولا تعبر عن توجه محدود في إدارة ترامب تجاه قطر. فقد أعرب سياسيون وعسكريون بارزون في واشنطن عن عدم رضاهم عن التوجهات القطرية وحذروا الدوحة من تبعات سياستها في سوريا على وجه الخصوص سواء علاقاتها المثيرة للشكوك بمجموعات إسلامية متشددة. وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد حذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما السبت قبل الماضي، من استمرار بلاده بدعم جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المرتبطة بها. وأدى ماتيس خلال وجوده بالدوحة زيارة إلى قاعدة العديد التي تستضيف حوالي 10 آلاف جندي أميركي. وكانت تقارير قد تحدثت عن انزعاج أميركي من تقارب قطر مع إيران مع ما قد يجلبه من مخاطر على وجود القوات الأميركية في القاعدة. وثار نفس الانزعاج الأميركي بعد قرار قطر استضافة قاعدة عسكرية تركية يتمركز فيها ثلاثة آلاف جندي من القوات البرية التركية.