محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الترابي في إشارة لنافع: لسانه أبذأ من قلبه
نشر في حريات يوم 04 - 05 - 2011

عزا الدكتور حسن الترابي أسباب اعتقاله والإفراج عنه إلى ما أسماها بحالة الاضطراب السياسي التي يعاني منها المؤتمر الوطني وقياداته ،مردفاً:(إنهم يعانون من حالة إضطراب في إتخاذ القرار ،فئة منهم تقول إخرجوا الترابي وضعوه قيد الاقامة الجبرية، وفئة أخرى تقول دعوه في السجن،وأنتم بالخارج أدرى باضطرابهم،لكني لا أود أن أبين لهم هذه الاسباب الخفية ،حتى أدعهم في حالة إرتباكهم هذه ولا أوزن لهم الامور).
ورد الترابي مطالبات بعض قيادات الوطني بإطلاق سراحه إلى علاقتهم التاريخية به.وقال:(هؤلاء أفراد داخل المؤتمر الوطني تربطهم بنا علاقات تاريخية ،لكن ذلك الذي قال بأن الترابي لن يخرج من السجن إلا على (عنقريب) فلسانه أبذأ من قلبه ،هو كذلك حتى قبل المفاصلة لا يستطيع أن يوقف لسانه عندما يخرجه ).
وقلل الترابي من خطوة إقالة صلاح قوش من مستشارية الامن،مشيراً إلى أنها لايمكن أن تؤدي إلى مفاصلة ثانية ،لانه حسب وصفه لم يبقَ في صفوف المؤتمر الوطني من يمكن أن يخرج ،عدا أولئك الذين قلوبهم بالخارج وجيوبهم بالداخل وأصلابهم على الكراسي ،مضيفاً:(قوش أقيل لان الطاغية لايأذن لاحد بأن يشاركه سلطاته ولكنه يغفر للمفسدين،وهو يشاركهم بتمدده في الامن والاقتصاد والسلطة ،فأقيل المرة الاولى وهاهو يطاح به من مستشاريته التي تختلف كثيراً عن بقية المستشاريات التي ليست لها ميزانيات حتى ) .
وشدد الترابي على أنه ليس هنالك أي حوار بين حزبه والمؤتمر الوطني، وأنهم في المؤتمر الشعبي لازالوا متمسكين بموقفهم مع قوى المعارضة الداعي لاسقاط النظام ،وإستدرك مشيراً إلى أن الشعبي وقبل إعتقاله يعمل مع المعارضة ،عدا تلك القوى التي تتأرجح بين الحوار مع الحكومة وموقف المعارضة ، مؤكداً على أنه لايمكن أن يتنبأ بثورة ثالثة في السودان ،لان الثورات تأتي بغتة وتشتعل ثم لاتتوقف ،وقال:(عندما تتحرك الشعوب فلن تدفع الاجراءات الاحترازية التي بدأوا يتخذونها مثل محاربة الفساد وخفض الانفاق العام ).وأبدى الترابي حزنه على رحيل زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن ،محتسباً إياه شهيداً ،مؤكداً على حسن نواياه رغم إختلاف الكثيرين معه حول بعض إجتهاداته الخاطئة ،مشيراً إلى أن الرموز حتى وإن إغتيلوا فإنهم يمشون بين الناس بأفكارهم ومجاهداتهم.
وكانت قوات الامن ألقت القبض على الترابي وثمانية مسؤولين حزبيين اخرين يوم 18 يناير الماضي بعدما دعا السياسيون الى «ثورة شعبية» اذا لم تتراجع الحكومة عن زيادات في الاسعار.
وفي حوار مع (حريات) قال الدكتور حسن الترابي الامين العام للمؤ تمر الشعبي ، عقب اطلاق سراحه ، ان الحرية لا تأتي بلا ثمن .
وأضاف انه لابد من انتزاع الحقوق ( …لا تتوقعوا تأتيكم الحرية بلا ثمن هي غالية والدول الغربية لم تأت الديمقراطية فيها بلا ثمن وجدت ثورات وموت، ولأي شعب لا بد من دفع ثمنها وشدو حيلكم…) .
لقاء حريات بالدكتور حسن الترابي
كانت (حريات) رأس الرمح الصحفي في فضح العنت الذي لاقاه قادة المؤتمر الشعبي المعتقلون وقد استحقت لذلك لعنة الإنقاذيين وبياناتهم الشاجبة، وحينما اتجهنا للأستاذ كمال عمر الأمين السياسي بالمؤتمر الشعبي مطالبين بحوار مع الدكتور حسن الترابي بعد إطلاق سراحه رحب بنا ومهد للحوار وبالطبع لم تكن المهمة سهلة، فالدار العامرة بالمنشية كانت تعج بالمهنئين على فك الأسر وشهدت (حريات) وفودا جاءت من الولايات، وأشعار ألقيت ومدائح أنشدت، قبل أن تسترق مساحة مع الترابي الذي بدا مرحبا بالحوار بشكل أريحي حتى بتر لقاؤنا الذي بدا وكأنه لن ينتهي من الأسئلة المتسلسلة عبر تدخل من الأستاذ صديق الترابي الذي كان مشفقا من إبقاء ضيوف الشيخ ينتظرون طويلا في يوم هو للاجتماعيات لا لتقليب قضايا الفكر والسياسة.. فقنعنا بما نلنا ممتنين للوقت الثمين الذي مُنحناه على أن نواصل حول أسئلتنا الأخرى في براح آخر بإذن الله، حاورناه حول أسباب إطلاق سراحه ومسببات اعتقاله والثورات الأخيرة وموقف الإسلاميين العرب من النظام ومقتل بن لادن والحوار مع الوطني وقضايا أخرى.. فإلى مضابط الحوار..
- كان هناك قلق على صحتكم في الآونة الأخيرة، نرجو أن تكونوا الآن بخير، هل إطلاق سراحكم الآن في إطار السماح لكم بالاستشفاء بالخارج؟
هذا في مجادلاتهم وتباين الراي بينهم حول اطلاق سراح أو تحويل لبيت وبعضهم يحتجون بالعلل التي تستدعي العلاج للفحوصات في الخارج وكانوا في الماضي منعوا مجموعة كبيرة لمرافقتي وفتحوها لجزء صغير من الأسرة. إطلاق السراح واحدة من حيثيات الجدل لبعضهم أني أحتاج للعلاج، ولكني لو خرجت فسيكون السبب الأساسي لمتابعة المشاهد في مصر وسوريا واليمن وغيرها فلست محتاجا بشكل ملح للسفر للعلاج ربما فقط بعض الفحوصات التي لا تتيسرهنا خاصة وهناك طبيب طلب السفر لإجرائها
- تكرر اعتقالكم اللادستوري ولا قانوني ثم إطلاق السراح بدون أي إبداء أسباب واضحة إلى ماذا تعزو ذلك وهل تتوقع تكراره؟
ما دام النظام قائما لا أستبعد الاعتقال، في المرات القديمة كانت دائما هناك دواعي يكون هناك موقف اتخذته مثلا في المحكمة الجنائية يغضب الرأس الأول والآخرون بدورهم يغضبون لغضبه، ولكن في المرتين الأخيرتين لم يكن الاعتقال متوقعا حتى أن جهات الأمن أوصلوا الرسالة أنهم ليس لهم دخل ففي السودان بالاجتماعيات يوصلون الرسالة وقد حاولوا يحسنوا المعاملة معي، بينما هنالك تمايز شديد بيني وبقية المعتقلين، فالتعامل كل مرة يسوء، في الماضي كان هناك الضبط والربط وتكون هناك حيثيات.
- هل لا زال هناك معتقلون؟
كان في الماضي حينما يطلق السراح يكون بالتدرج للمعتقلين والقيادات الأصغر أولا ولكن الآن يهتمون فقط بالإعلام وبالاسم المعروف. فقد كانوا عقدوا مؤتمر الأقصى والمؤتمرون تكلموا معهم بشدة وأحدهم قال لهم إنني قلت كلاما في المنبر لم يعجب الملك حسين فأدخلني السجن ولكنه عاد وأطلق سراحي واعتذر لي مع أني لم آت به للسلطة وأما الترابي فجاء بكم للسلطة (قاطعناه قائلين: والقرضاوي رفض أن يحضر للمؤتمر بسبب اعتقالكم فأيد ذلك وواصل) والبقية الذين جاءوا كان كلامهم صعبا جدا وضغطوا عليهم وركزوا على الاسم فقط، لكن لا زال هناك كثيرون معتقلون لم يطلق سراحهم بدون محاكمة وبعضهم منذ غزوة أم درمان هذا غير المحاكمات الغريبة وهي أسوأ نوع اعتقالات منذ عهد مايو وهناك طلاب لديهم علاقات بالنسب معتقلين لأكثر من ثلاث نين.
- يشيع البعض أن الاعتقال كان بسبب الحلقات التي سجلتها في الدوحة مع قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر؟
حلقات الدوحة! ربما لأنها سُكتت لم يأت ذكرها. إن لي علاقة قوية بناس الدوحة البلد والمحطة وقلت لهم الإنسان يجب أن يروي التاريخ كله قبل أن يمشي فسأرويه وقالوا نريده يروى كماهو بيد أنها لم تبث، وربما السبب هو الكلام الذي كان مع قوى الإجماع في آخر اجتماع في دار حزب الأمة حيث اللجنة أتت بمقترح وقلنا ينفذ وينظم هيكل تنظيمي للقواعد في الأقاليم فهذه المرة الثورة ستكون قومية وليست خرطومية مثل أكتوبر وتحتاج تكاليف كثيرة ولا بد من التنظيم ويقوم الجميع بها وقلنا إن هذه المجموعة معرضة للاعتقالات فلا بد من أخذ الحذر وبعض هذه القرارات تسرب للصحف. ان الشعب من قبل قام في انتفاضة باكتوبر وسبق الآخرين وفي الانتفاضة وطبعا لم أكن اعرف ان الشعوب المثقلة اليوم تتجاوزنا كلها شمالا وشرقا ويظهر انهم شعروا وقالوا لو تركناه سيقوم بتنظيم الثورات، وبعد ذلك اضطرب رأيهم قال بعضهم لو أخرجناه سيطلق لسانه وكل مرة كنت أخرج أشد عليهم مما دخلت، ففي المرة الفاتت بعد الحديث عن المحكمة جاءت البي بي سي وكررت قولي حول أنه إذا طلب في المحكمة فليذهب لها والآن طلب حضوره، وقال بعضهم لو مسكناه تصير للأحزاب بذلك قضية والثروات أصلا تبدأ بقضية، مثلا أحدهم حرق نفسه في تونس كانت قضية فجرت الثورة يبدأون بمطالب محدوة وتبدا الأنظمة تعطيهم القليل ويقولون لا فبعد ذلك يصلون المدى أن الشعب يريد تغيير النظام، فهم قلبوا الأمور واختلفوا حولها.
- شاع أن الاعتقال الأخير كان للالتفاف على محاولة لتغيير الحكم جمعت بينكم وبعض الجهات داخل الوطني تحت رعاية قطرية، ما مدى صحة ذلك؟
القطريون حاولوا التوسط بيننا كرأب صدع بكل قوتهم أيام الفرقان، الانشقاق الأولى ووجدوا الجانب الآخر مقفولا ويئسوا عن ذلك، والآن يعملون محاولات في لبنان وفي دارفور لتحقيق دور فقط ولكن لم يدخلوا أبدا بعدها في التوسط بيننا. الناس يفتشون عن حيثيات ولكن النظام حينما يعتقل لا يرتب حتى حيثيات الاعتقال مما يجعل الأسباب مجهولة.
- تباينت المواقف إزاء خطوة عطبرة للتوحيد بين (الإسلاميين) فهناك من وصفها بأنها حركة قاعدية فشلت قيادات الشعبي والوطني في إيقافها، ومن يقول إنها حركة إثنية جمعت القيادات من نهر النيل ضد الآخرين، ما هو تعليقكم عليها وموقفكم منها؟
هم لديهم منظومات للتعامل مع كل القوى السياسية فلهم منظومات للتعامل مثلا مع حزب الأمة وغيره من القوى السياسية المختلفة. ومعنا التعامل بالضغوط بالترهيب الشديد بالاعتقالات وغيرها والترغيب لمن طرد من وظائفهم من السلطة. صحيح هناك أفراد أحدهم يعمل في البزنس تعب جدا وآخر كذلك لا يدري أين يعمل فبدأوا شيئا فرديا والوالي هناك كان في الأمن ودائما يحاول هذه الطرق فقاموا باتصالات، ولكن كان قرارنا أن المؤتمر الشعبي لا يتكامل مع النظام فقد صادروا أموالنا واعتقلوا ناسنا ولا يمكن التحاور حتى نبقى سواء، ممكن فقط الحوار ضمن الأحزاب الأخرى في قضايا قومية كدارفور- الديمقراطية اللامركزية كلها قضايا قومية والحوار حولها يكون في الجماعة فالحرية ليست قضية حزب واحد، كل القضايا المطروحة قومية. لكنهم حاولوا استعمال الاتصالات بالأفراد للتأثير وللقول إن الترابي هو الذي يعمل المشاكل لو عزلناه لاتفقنا مع الآخرين، مع أن السجن نفسه له أثر عكسي بطريقة السودانيين إذا وضعت للشخص رئيسه في السجن لا يقبل، وحتى الاتصالات الفردية القيادة قالت نقطعها لا يكون الحوار أصلا الا عبر منظومة لو قالت المنظومة لا حوار اذن لا حوار. لكننا لا نتحاور معهم لأننا كنا معهم جهة واحدة واختلفنا على أسس الحكم في الدين كحركة إسلامية وليس للمناصب: هل الدين يتيح دولة مدنية قامت على حريات لكل الناس ويتكلموا حتى في الله؟ هل المال العام مسئولية شديدة على النبي وغيره؟ هل الشورى ملزمة حتى في العمل العسكري؟ اختلفنا على أسس أي ذهاب لهم سيقال إنهم كانوا مع بعض واختلفوا على قسمة مناصب وعادوا الآن فليس الحال كالمصالحة مع نميري لا يتهمك احد. الاجتماع الذي ناقش الأمر قال لا يكون الحوار الا من ناحية تكلم فردي في جلسة أنس بالحسنى وبالمجادلة.
- يعني ليس باسم التنظيم؟
هم أنفسهم (إشارة لمبادرة نهر النيل) أصدروا بيانا قالوا إنهم لا ينطلقون من التنظيم. واتفق الاجتماع كذلك أن المسئولين الكبار لا يتصلوا فلو اتصلت أنا مثلا حتى لو كتبت بيانا هو نوع من الحوار.
لكن الاعتبارت الثانية (في إشار لسؤالنا حول الإثنية) موجودة بدرجات مختلفة هم عمموا مسالة الإقليمية وأسوأ مما كان في الماضي فالسودان مجردا جدا من نزعة غرباوي وجنوبي وغيرها من النزعات الإقليمية والقومية الطاردة ولكن في السودان ترسخت والوعي الطارد يعطيها دفعا شديدا.
- يبدو أن العالم العربي يتحرر الآن من قبضة الشموليين القوية شيئا فشيئا، هل أتاحت لكم الظروف داخل المعتقل متابعة الثورات عن كثب؟ وما هي قراءتك لها وهل تعتقد أن شعوب ليبيا واليمن وسوريا والبحرين يمكن أن تفعلها مثل تونس ومصر؟
كنت محجوبا حجابا مطلقا من الإعلام لكن بمجهودات أتيح لي الراديو فقط، وسمعت بالثورات في زيارات الأسرة، ولكن كانت قصة حسني مبارك فاتتني وصرت اتابع ما يحدث في أفريقيا ساحل العاج والبلدان العربية وحينما حضرت المستشفى كان هناك تلفزيون وعبر الجزيرة والعربية فصرت أتابع. الشخصيات اللاعبة في هذه الثورات لي بها معرفة شديدة فهي أحداث كما لو تحدث في أهلك الأقربين.
- ما هي توقعاتك للشعوب؟
صار هناك تداعي كل الشعوب حتى لو تثاقل بعضها فحينما ترى الآخر تدفع بعضها كل حركة تتفاعل وتتكامل تكاملا شديدا وحتى السودانيون صاروا الآن في خجل شديد، كانوا في الماضي عملوا ثورات. ولكن ثوراتهم في اكتوبر وابريل كانت صفوة في العاصمة هذه الثورات العربية شعبية كاملة فيها مد شعبي كامل اجتمع على الحرية يشترك فيها الجميع قد تكون اسلاميا او كنت اشتراكيا أو لبراليا اتفقوا كلهم على الأهداف العامة في البلاد العربية ولكن ما يؤسف له ان الشعارات واللغة كأنها آتية من المد الغربي كلمة ديمقراطية ليس فيها أصالة وليست حركة شعب بثقافته وأصالته، يمكن تستفيد من تجارب الآخرين ولكن ليس كعالة على الآخرين وكمقلد، لكن المقلد في الخير خيرا على أي حال. النظم الحاكمة كانت تخوف الغرب حتى لا يفتح الباب للحريات من أنه سيأتي الإسلاميون ومن أنه ستأتي القاعدة مع الحريات وكانوا يقولون في كل البلاد سوف يأتي الإسلاميون في الجزائر وتونس وحتى في ليبيا يخوفونهم والآن أرى أن الإسلاميين يحاولون التطمين وألا تظهر أسماؤهم. في مصر قالوا لن نرشح لأكثر من 45% من المقاعد ولن نترشح للرئاسة وغيروا اسمهم السياسي مع أنهم كانوا يعارضون ذلك في الماضي، والأخوان في سوريا نزلوا متأخرين جدا وفقط طلعوا بيان خوفا أن من النظام يخوف بهم الغرب. والغرب نفسه تغير نوعا ما لكيلا يرهن نفسه لهذه النظم كما أن المد الديمقراطي في بلاده جعله لا يرهن نفسه لها، ورأى أنه قد تأتي إرادة وطنية غير التي يريدها هو والأفضل عمل تراتيب للتعامل مع الشارع ومطالبه وصار براجماتيا لئلا يتورط ورطته في إيران مع الشاه حيث كان لآخرلحظة مع الشاه فقام نظام عداءه الأساسي ضد أمريكا- والآن بعد أن كانوا مع نظام اليمن قلبوا منها والسفير الأمريكي قال لصالح أحسن تمشي ونكون أيدنا الذين يأتون من بعدك، وفي ليبيا ساعدوا الثورة ليأتي أصدقاء لهم وليس حكاما بروح انتقام. فقد خفت الإمبريالية المطلقة في الغرب وإن كانت لا زالت موجودة وهم يعرفون سواء في الجزائر أو المغرب أو تونس أو مصر وسوريا واليمن أن كل ثورة تنتصر أكثر قوة منظمة موجودة هي القوى الإسلامية.
- كان أحد قادة تنظيم الإخوان العالمي البارزين بمصر قلل من ثورة البحرين باعتبارها لا تشمل الشعب كله فهي طائفية شيعية، ووقف بقوة مع الثورة السورية وضد النظام السوري باعتباره (علوي) مع إنه بعثي، كذلك صدر مؤخرا من قيادي آخر للأخوان بالخليج تحليل يسم فيه الشيعية في إيران بأنها تقصد تفتيت الأمة العربية، هل يعني هذا أن حركة الأخوان العالمية صارت تتجه لمعاداة الشيعة؟ وما هو موقفكم من هذه التحليلات وإزاء الانقسام السني الشيعي في الأمة؟
علق الدكتور الترابي على واصف النظام السوري البعثي بأنه علوي بأن صار نفسه طائفيا! وقال: نحن نقولها علنا إننا لسنا شيعة أو سنة ولسنا طائفة فهذه الطوائف ليست من أصول الدين (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) وحينما بدأت الثورة الإيرانية وكان الخميني رحمه لا يزال في باريس قامت مظاهرات تأييد له هنا في السودان من جماعتنا، وقمنا بزيارة لهم بعد نصر الثورة. صحيح هم أحيانا لهم نزعات طائفية بعضها متعصب ولكن قامت بينهم مكاتب تقريب بين المذاهب والسنة والشيعة بعضهم ينسبها إلينا. نحن مع شعب البحرين وثورته ليس في ذلك شك وشعيي أو سني لا بد نتجاوزها. والشعية أنفسهم لا بد من أن يتجاوزوا مسألة انتظار الإمام وولاية الفقيه هذه وهذا لا يكون إلا بدخول كل الناس الساحة العامة ومواجهة القضايا العالمية الآن فهي أكبر من الانقسامات الطائفية.
في مصر بعض الناس يكونون لاجئين في دول ويقولون كلمات ترضي النظم الحاكمة هناك كما في البحرين، يماطلون في الحق. مثلا قتل مجاهد كبير مثل بن لادن لم يقولوا كلمة واحدة فيه ولا قالوا رحمه الله حتى وقد ضحى بنفسه وأمواله وجهاده الكبير ضد السوفييت. بن لادن كانت لديه مجاهدات وأنا أعرفه شخصيا هو شخص رقيق ومخلص صحيح قد تختلف مع بعض اجتهاداته ومواقفه السياسية. لكن يقتل بهذه الطريقة ولا يجد بلدا يدفن فيها يدفن في البحر؟ بعض الناس يقول لي تقول ذلك وغدا الغرب سيقول انك مع بن لادن. وأقول أنا لا أسعى لإرضاء الغرب بل أقول الحق والشعب السوداني بطبيعته لا يحب القتل. حتى لو قتل شخصا لا تحبه يقتل بهذه الطريقة بدون محاكمة وهو لم بقتل أحدا بل هو صراع سياسي. بن لادن حينما يقتل الناس لم يقتل فردا عمدا وفي 11 سبتمبر قلنا إن هؤلاء ناس مخلصين وما قاموا به كان رد فعل بسبب استفزازهم ولكنه ليس صحيحا تورطوا في قتل أبرياء. والآن كل الشعوب تجاوزت القاعدة الآن هل هناك قاعدة في تونوريا س أم في مصر وستتجاوزتهم الثورات العربية فليس للقاعدة دور فيها.
- لكن (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) وقد قتلت القاعدة مسلمين ومسيحيين مدنيين في مناطق كثيرة من العالم وكلهم أرواحهم حرمها الله تعالى إلا بالحق كيف نقول إنه شهيد؟
بن لادن له مجاهدات كثيرة في العالم وحتى هنا في السودان جاء وبدا استثمارات وعمل طرق والسودان طرده شر طرده حتى أمواله لم تعد له والسعودية نزعت منه أملاكه.
نحن اختلفنا معه فنحن لسنا قاعدة ونحن ضد الاغتيالات. بعض الاسلاميين حاولوا اغتيالات شخصية وقلنا لهم إنها لا تجدي لو أردتم غيروا النظام فالاغتيالات لا تغير شيئا وتٌغضب عليهم. نحن لسنا معه في اجتهاداته ولكن النيات هامة، في السودان الأنصار كلهم ناس مخلصين جدا ولكن لم تكن لهم مشروعات للتعليم ولا الطرق مشروعهم فيه جهاد في سبيل الله وفيه قتل كثير جدا لناس عادين عليهم، وبعد ذلك لم يعرفوا كيف يحكمون دائما هذه الحركات تعرف تهدم باطلا لكن لا تعرف إقامة الحق كما فعل المجاهدون الأفغان كانوا مخلصين جدا طردوا السوفيت لكن لم يستطيعوا بناء الدولة قتلوا بعض فالإنسان لا بد يضع خططه وتكون سليمة. ولكن هذا لا ينسينا جهده فقد ترك كل ماله وعزل من كل الأرض من السودان والسعودية وهو لم يعمل 11 سبتمبر ولكنها سرته وشرحت صدره كما سرت كثيرين، فكثيرمن الأعمال التي نسبت له لم يقم بها ولكن لأن أي مصيبة تصيب العدو يحتفل بها. هنالك أوهام أن القاعدة شبكة عالمية توحي للناس في بريطانيا نسف القطارات تحت الأرض وهذا الكلام ليس صحيحا أنا أعرفه ليس له قدرة على ذلك قام بالدعوة ثم تمددت بعيدا عنه مثلما الاشتراكية لم تبدأ حركة عالمية جاءت من أجل العمال البؤساء وصارت مدا عالميا اثر حتى على أوربا الغربية وغيرها.
- اتضح أنه بالنسبة للثورات فمثلما الشعوب تتعلم من الشعوب فالأنظمة تتعلم وتستعد، ما هي الدروس للشعب السوداني في مقابلة نظام يعد العدة والكتائب الإستراتيجية لمجابهة الشعب ومزيد من قوانين المقع؟ وما هي توقعاتكم للثورة السودانية؟
النظام في السودان نعرفه من الداخل منذ القدم مهيئ نفسه لاستعدادت لحماية نفسه بالقوات المسلحة والامن والشرطة وقد وسع الأمن بشكل كبير وجعل له مدى واسعا ومسلح نفسه ولكن هذه النظم حينما تنهار وتتداعى يحدث ذلك بدون تخطيط فاكتوبر لم نخطط لها، تحصل تداعيات. الاتحاد السوفيتي لم تدره أمريكا من الخارج والبعض يظنوها مؤامرة خارحية بينما كان ذلك بأسباب وعوامل داخلية. البعض يرجع كل شيء للمؤامرات الدولية. هذا النظام السلطة فتنته ومتهيئ ولو رأى ضغوطا يعمل دعوى إصلاحات للتخدير لتهدئة الناس أي يعالج الأعراض ولا يعالج القضية لكن الشعب تجاوزه الشعب يريد إسقاط النظام ولا يريد ان يحاور كما في اليمن يقولون لا يريد يحاور ولا يصلح لازم يمشي النظام. اذا قامت في الثورة في السودان فإن همي ليس للنظام فقط ان تكون منظومة في قيامها تهدم الباطل وتتجاوزه الى ان تبني حق وخوفي الا تبني حق في السودان فهناك شعوب وقبائل ولغات مختلفة حتى الباقي في من الشمال فهناك خطر لكل تظلماته والنظام ليس واعيا بذلك الخطر ولو وعي وقد شبع لقال للناس ضعوا برنامج التحول وقد قالوا له ادخل معنا، بينما في مصر وتونس شطبت الأنظمة ولو لم يستجب فإنها بعد ذلك ستكلفه تكاليف اكثر، ولكني مستيئس من قبولهم وهم ميهئين نفسهم لذلك، لكني لست خائفا منهم وأنا أعرفهم من الداخل بل من الفوضى الآن لا بد كل اقاليم السودان وشعوبه يشاركوا.
- زارت فصائل إسلامية في الثورة المصرية السودان بدعوة من النظام السوداني في حين لفظ الثوار المصريون الآخرون النظام، وزار البلاد السيد راشد الغنوشي الذي كان يحمل جواز سفر سوداني .. هل يعني هذا أن الفصائل الإسلامية في الثورات العربية تقف مع النظام السوداني وما هو موقفها من المعارضة السودانية ومنكم تحديدا؟
غنوشي حينما جاء تكلم كلاما صريحا وقال كلاما شديد في الندوات التي تحدث فيها وقال إنني أولى من القرضاوي بعدم المجيء لعلاقتي بالترابي الشخصية لو كنت أدرك انه معتقل. وكثر من الزوار في المؤتمر كلامهم كان شديدا عليهم. ولكني استغربت جدا في السجن كيف يأتي الشباب من الثورة المصرية ولا بد أن ذلك بسبب عدم وعيهم بما في السودان وانشغالهم بقضايا ثورتهم وارتباط باحلام المصريين في العلاقة بالسودان ومياه النيل ولو كنت بالخارج ما كنت تركتهم فكثيرون يأتون بهم ليخدرونهم بمناسبات إسلامية وبعضهم يقول لهم إني ذاهب للمطار ويأتونا وبعضهم كلامهم في النظام مثل كلامنا في هذا النظام ولكن قصة الشباب المصري كان يمكن معالجتها وان يثبت لهم أن هذا مثل النظام الذي ثاروا ضده، كان على شباب الأحزاب المعارضة الاتصال بهم بأي شكل وإيصال تلك الرسالة لهم.
- انسحبتم من انتخابات جنوب كردفان اتعاظا بتجربة أبريل 2010م، ولكن الحملات الانتخابية لا تزال مستعرة بخطاب عنصري وتأجيجي محتدم. برأيكم ما هو المخرج من المأزق الحالي في جنوب كردفان وكيف تسد أبواب الحرب الوشيكة؟
هذه الانتخابات جزءمن الانتخابات العامة الرئيس قال بالصندوق بنجيبها بصناديق الذخيرة بنجيبها وكانت صناديق الانتخابات المصرية كسحت مثلها أين هو هذا الكسح الآن؟ كسحتها الثورة.
- اليوم 3 مايو هو اليوم العالمي لحرية الصحافة ولا زال هناك صحفيون أمثال أبوذر علي الأمين وجعفر السبكي وغيرهما محبوسون بسبب آرائهم، ما هي رسالتك لهذا اليوم؟
نعم وهناك صحف يوقفوها ومحررو صحف مشغولون بالمال فقط والإعلانات ويخافون من السلطة أعداد هائلة من الصحفيين الآن يخافون. الرسالة أن الأمور لا تأتي هدية كلها منازعة وقد خلق الله الناس في هذه الدنيا مدافعة (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرض) فلا بد من نزع الحقوق وانا الوم البعض وأقول لهم لا تتوقعوا تأتيكم الحرية بلا ثمن هي غالية والدول الغربية لم تأت الديمقراطية فيها بلا ثمن وجدت ثورات وموت، وأي شعب لا بد من دفع ثمنها وشدو حيلكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.