و الغضب.. كيف تتم خيانة الوطن إن لم تكن في بيع أراضيه للأجانب بأبخس الأثمان.. و إيجار بعضها لمدة 99 عاماً.. و أخذ ديون سيادية مقابل رهن بعض الأراضي لمختلف الدول.. علماً بالمعرفة المسبقة بعدم القدرة على سداد الديون إلا باستحواذ الدول الدائنة على الأراضي التي تريد من أراضي الوطن..؟ تبالي، و رب الكعبة! نستغرب نحن و نستنكر الآن:-" خيرات الأرض هنالك و مع ذلك.. مع ذلك…"! البشير و رآك تعطَّل قدرة ( سلة غذاء العالم) على العطاء ببشاعة، و أنت تلهث في دول الخليج مستجدياً الريال و الدينار و الدراهم بعد أن أهدرت الامكانات المتاحة في السودان أرضاً و ماء و ما تحت الأرض من كنوز لا تُقَّدر بثمن.. تسهم في تمديد سنوات حكمك، و يا للخيبة السودان فيك و في سنوات حكمك! بها إلى دول الخليج تلك.. رحلات تبذل فيها المزيد من ماء الوجه.. و إذلال اسم السودان.. و في لحظة فارقة، وضعت نفسك ، فجأة، في مقام فرسان و حكماء العرب.. موهوماً بمقدراتك الذاتية التي حققت فيهاٍ ( حوار الكذبة) مع المتهافتين إلى كعكتك المسمومة.. أكدت له أن السودان ملتزم بتفعيل الحلول الدبلوماسية و بذل قصارى جهده لإيجاد حل يرضي جميع أطراف الأزمة الخليجية.. وسافرت إلى السعودية و لم يستقبلك سوى نائب أمير منطقة مكةالمكرمة.. يا للهوان! السعوديين.. حيث سافر قبلك الفريق عماد عدوي، رئيس الأركان المشتركة، لرأب الصدع الذي حدث جراء إقالتك مدير مكاتبك الفريق طه عثمان، رجل السعودية في السودان.. و حاول عماد عدوي إقناع السعوديين بأن لا صلة للإقالة بالعلاقات السودانية السعودية.. و أن طه غادر السودان الى البحرين.. وحاول عماد عدوي التأكيد على أن خروج طه من القصر الجمهوري لن يؤثر على مشاركة السودان في عاصفة الحزم.. بالرياض أن طه عثمان متواجد في مكان غير معلوم بالسودان تحت حراسة أمنية مشددة. ما أغضب ولي العهد محمد بن سلمان بشدة.. و حين شعر عماد عدوي بتوتر الأجواء أثناء لقائه مع ولي العهد أسرع بالاتصال بك للإسراع بالمجيئ لانقاذ ما يمكن انقاذه من صلة بين السودان و السعودية، وثقها الفريق طه عثمان، و بدأ عقدها ينفرط.. قطر و الدول الخليجية الثلاث.. بل لرأب الصدع بينك و بين السعودية بسبب اسقاطات تلك الأزمة.. و قد اتسعت الفجوة بينك و بين السعوديين بسبب اقالة طه حسين، عميل السعودية في السودان الذي أكد لهم على عدم وقوفك مع السعودية ضد دولة قطر.. و كشف التواصل الذي يجري بينك و بين أميرها…. أو قوله لرأب الصدع بين السعوديين و القطريين و لم يفعله أو يقله الشيخ جابر الصباح، أمير دولة الكويت؟ إن دورك يتقزم بصورة فاضحة أمام دور أمير دولة الكويت، دون شك.. رحلات ليست من أجل منفعة السودان بقدر ما هي رحلات لصالح أوراقك المغشوشة.. و ( كترة الطلَّة بتمسِّخ خلايق الله!).. و قد عدَّد الكاتب الهادي بورتسودان بجريدة ( الراكوبة) زياراتك إلى السعودية وحددها بعشر زيارات، و ذلك في مقال تحت عنوان ( ما بنمشي لي ناس ما بجونا…) الخيبة تبدو في وجوههم.. و يبدو من المشهد أن السعوديين كانوا يعاملونك ببرود مرده وقوفك بين لافتة السعودية العدوانية و لافتة قطر الضحية.. و لكل من الدولتين يد عليا سابقة عليك.. يجدي بالنسبة للسعودية، حيث لا توجد منطقة وسطى عندها.. إما أن تكون معها.. أو تعتبرك ضدها حتى و إن لم تكن كذلك.. مع أن الحياد هو الأجدى في مثل الأزمة الخليجية.. لكن ماذا نقول لغطرسة السعودية التي ترعبك؟! تحقيقه لتفعيل الحلول الديبلوماسية حتى الآن.. فالأمير الصباح هو الأقرب من جميع النواحي إلى الدول المتخاصمة.. لمبادرة الكويت لحل الأزمة الخليجية.. و هكذا أصبحت داعماً لمبادرة غيرك، و لست صاحب المبادرة.. الكويت.. داعمين و بس يا البشير!