ردت الصحف القطرية في افتتاحياتها أمس «الخميس» على قرار سحب سفراء السعودية والبحرين والإمارات من قطر، بالتأكيد على ثبات الدوحة عند مواقفها السياسية، مشيرة إلى أن أساس الخلاف يعود إلى الملف المصري، في حين برز في الكويت حديث عن وساطة سيقودها أمير البلاد قبل أيام على قمة عربية تستضيفها بلاده. وخصصت صحيفة «الراية» القطرية افتتاحيتها للموضوع تحت عنوان «لسنا تابعين لأحد.. هذه قطر» وجاء في المقال «أول من صُدم بهذا القرار هو الشعب القطري الذي لم يتوقع أبداً مثل هذه الخطوة الدبلوماسية المفاجئة من أشقائه.. لكن مهما حدث، فإن قطر قيادة وحكومة وشعباً لن تتعامل بردود الأفعال»، وأضافت الصحيفة أن قطر لن تنساق وراء مثل هذه الإجراءات وتابعت بالقول: «لكل من ينتظر ردة فعل قطر، نقول إن قطر لن تفعلها وتقطع صلاتها مع أشقائها في دول مجلس التعاون مهما بلغت درجة قطيعتهم لها»، أما صحيفة الشرق فكتبت تحت عنوان «حقائق تكشف لأول مرة حول سحب السفراء» قائلة: «كشف مصدر خليجي، أن قطر قبلت آلية تنفيذ اتفاق المبادئ الذي قامت بإعداده دولة الكويت باعتبارها دولة الرئاسة، وقامت بإرسال المسودة إلى وزراء خارجية مجلس التعاون لمناقشته في الاجتماع الوزاري الخليجي بالرياض، إلا أن الاجتماع لم يناقش ما وضعته الكويت، واستبدل بآلية وضعتها السعودية دون التشاور مع بقية الدول الخليجية». وأضافت: وقال المصدر الخليجي الذي رفض ذكر اسمه ان الخلاف الحقيقي يتركز على الموقف من الوضع في مصر التي لم تستطع كل من الإمارات والسعودية الخروج من المأزق الذي دخلتا فيه، على الرغم من تقديم المليارات لنظام الانقلاب، كما أن الأوضاع لم تستقر في مصر بسبب رفض شرائح واسعة من الشعب المصري للانقلاب، أما في الكويت، التي لم تنضم إلى المبادرة الثلاثية تجاه قطر، فقد برز فيها تصريح رئيس مجلس الأمة «البرلمان» مرزوق الغانم، الذي أعرب عن تطلعه إلى أن يواصل أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح جهوده في رأب أي صدع بين الأشقاء في دول مجلس التعاون متمنياً النجاح للأمير في تقريب وجهات النظر واحتواء الموضوع في أقرب فرصة ممكنة، وتمنى الغانم ألا يؤثر القرار على القمة العربية التي ستعقد في الكويت يومي 25 و 26 مارس الجاري، وترجع القضية إلى عودة الشيخ يوسف القرضاوي إلى الخطابة في مسجد عمر بن الخطاب يوم الجمعة قبل الماضي وتحديه دولة الإمارات والسخرية من محاولاتها إسكاته، وعدم تحملها لانتقاداته لمعارضتها للحكم الإسلامي، ومواصلة هجومه على قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، وتوقع المصدر اتخاذ اجراءات عقابية أخرى في حق دولة قطر من قبل الدول الثلاث في الأيام أو الأسابيع المقبلة، أما بالنسبة لموقف سوريا فلقد تباينات الاتجاهات وربما تضيع القضية السورية بسبب الازمة الخليجية. وفي السياق نفسه يقول الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان ان الاجتماع العاصف لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض شهد ملاسنات وخلافات ووجوهاً متجهمة، وخرج القرار الثلاثي السعودي الإماراتي البحريني المشترك بسحب السفراء من دولة قطر بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المجلس وعدم التزامها بما تعهد به اميرها في اجتماع القمة الثلاثي في العاصمة السعودية في «نوفمبر» الماضي، واعتبر الكاتب ان مشكلة قطر مع شقيقاتها الخليجيات الأخريات، وحسب البيان الرسمي الذي تضمن سحب السفراء، وهي خطوة غير مسبوقة منذ انشاء المجلس قبل اكثر من ثلاثين عاما، تتمثل في أمرين، الأول هو دعم الإخوان المسلمين، والثاني قناة «الجزيرة» التي باتت لسان حالهم، والعدو الأول للانقلابيين في مصر الذين اطاحوا حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، بالتالي فإن هذه الأزمة التي تعتبر الأخطر في تاريخ مجلس التعاون، قد تؤسس لقيام الاتحاد الخليجي الفدرالي او الكونفدرالي على أنقاض مجلس التعاون الحالي، وبداية الطلاق البائن بين الثلاثي السعودي الاماراتي البحريني وقطر، وربما سلطنة عمان ايضاً، فالأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اطلق تصريحاً لافتاً للنظر عندما قال إن الاتحاد الخليجي سيقوم قبل انعقاد القمة الخليجية المقبلة في «ديسمبر» القادم، والسؤال الذي يطرح نفسه عما اذا كانت الأزمة الحالية ستتطور إلى إجراءات أخرى خاصة أن قطر دولة تتسم بالتحدي خاصة انها خاضت حرباً بسبب الحدود بما يسمى معركة «الخفوس» في نهاية سبتمبر عام 1992م، وهناك مصادر سعودية على صلة بالنظام الإماراتي تحدثت عن إجراءات من بينها إغلاق الحدود البرية مع قطر، وكذلك الاجواء الجوية، وممارسة ضغوط وحصارات اقتصادية في حال اصرت الاخيرة، اي قطر، على مواقفها، بل إنها تحدثت أيضا، اي تلك المصادر، عن إجراءات عسكرية. وبالنسبة للسودان فبالتأكيد انه آسف لما وصل اليه حال الصف الخليجي بسبب الانقلابيين المصريين، لكن من الضرووي الانتباهة للفتنة القادمة التى يواصل بها النظام المصري غير مستقر الاركان عندما يرتد على السعودية والإمارات والبحرين، ويجب على الإخوة الاشقاء الخليجيين التخلص من الانقلابيين في مصر قبل أن تتفكك دول الاتحاد بسبب دولة غير شرعية.